الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 يناير 2021 08:29
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – ظلام الشتاء وتلوث السماء

شرحت صحيفة "ايران" الحكومية، في تقرير لـ"عطية لباف"، أزمة الكهرباء التي شهدتها بعض المناطق الإيرانية في الساعات الماضية، مشيرة إلى أن زيادة استهلاك مصادر الطاقة كالغاز للتدفئة كانت أحد الأسباب في هذه الأزمة، كما أكدت أن هناك حلقات مفقودة، حسب تعبيرها، في سياسة الطاقة في البلاد والتي ينبغي على الشعب والمسؤولين معالجتها في السنوات الخمس المُقبلة.

عانت العديد من المدن الإيرانية البارحة من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متقطع؛ حيث أن انقطاع التيار الكهربائي الذي لم يتوقعه أحد في الشتاء منذ سنوات، وفي هذا العام أيضاً لم يخطر ببال أحد أن شيئاً كهذا قد يحدث بعد مرور الصيف وذروة استهلاك الكهرباء في البلاد قد حدث بالفعل. وطبعاً فإن سبب الانقطاع المُتفرق للتيار الكهربائي أمس ليس بسبب استهلاك الكهرباء بشكل كبير ومفاجئ وتخطي الاستهلاك للطاقة الاستيعابية للمحطة. حيث يعود السبب إلى الزيادة في استهلاك الغاز ضمن القطاع المنزلي والتوزيع غير المتوازن للوقود البديل لمحطات الطاقة أي الوقود السائل وعدم قدرة محطات توليد الكهرباء على توفير الوقود لتلبية الطلب على الكهرباء في البلاد.

وفي هذا الصدد قال مصطفى رجبي مشهدي المتحدث باسم صناعة الطاقة الكهربائية: “بعد زيادة استهلاك الغاز في القطاعين المنزلي والتجاري كان لابد من تلبية جزء من احتياجات الوقود لمحطات الطاقة عبر الوقود السائل. ولدينا التزام باستلام نحو 90 مليون متر مكعب من الغاز ويجب استخدام الوقود الثاني لسد هذا العجز وباقي احتياجات محطات الكهرباء. ولكن يجب موازنة هذا الوقود الثاني وتوزيعه بين محطات توليد الكهرباء في الوقت المناسب.”

ويتابع: “بالأمس أدّت الزيادة في استهلاك الغاز ضمن القطاعين المنزلي والتجاري وخفض إرسال الغاز لمحطات الكهرباء والتوزيع غير المتوازن للوقود السائل إلى انقطاع التيار الكهربائي على فترات في البلاد. ونظراً لارتفاع استهلاك الطاقة في البلاد فإننا نعمل على زيادة التنسيق بين القطاعات ذات الصلة ولكن الحل الرئيسي هو أن يقنن الناس استهلاك الطاقة وخاصة الغاز من أجل تحقيق التوازن”.

وفي هذا الصدد أصدرت شركة توانير بصفتها المسؤولة عن توليد الكهرباء ونقلها وتوزيعها في الدولة بياناً كتبت فيه: “بسبب الزيادة في استهلاك الكهرباء والغاز ضمن القطاعين المنزلي والتجاري وتقييد وصول الوقود لعدد من محطات توليد الكهرباء تم قطع التيار الكهربائي بشكل متقطع في بعض المناطق. لذلك نطلب من مواطنينا خفض درجة حرارة منازلهم وأماكن عملهم بما لا يقل عن درجة واحدة إلى درجتين والمراعاة في إدارة استهلاك الغاز والكهرباء لتمكيننا من استمرارية إمداد الطاقة لجميع مواطنينا. وتجدر الإشارة إلى أن انقطاع التيار الكهربائي ليس مخططاً له مسبقاً ومع خفض استهلاك الغاز والكهرباء بنسبة 10% فقط سيكون من الممكن الاستمرار في الإمداد الكامل للغاز والكهرباء لجميع أنحاء البلاد”.

كما، تؤكد شركة توانير أنه لا توجد مشكلة في نظام محطة توليد الكهرباء ولا في نظام النقل والتوزيع والشبكات الكهربائية بالدولة والسبب الوحيد لنقص الكهرباء هو نقص الوقود لمحطات الكهرباء. وبالطبع فقد ازداد استهلاك الكهرباء في البلاد بنحو 4.5 إلى 5 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي وبالتالي فإن شركة توانير تطلب من الناس تقليل استهلاكهم للطاقة بنحو 10% حتى لا تواجه إمدادات الكهرباء مشاكل وكذلك لإدارة التلوث هذه الأيام في المدن الكبرى ضمن البلاد.

ومع ذلك فقد زعمت بعض المصادر الإخبارية أن “أحد أسرار النقص المفاجئ في الغاز حتى من أجل توليد الكهرباء للطرق العامة بالعاصمة يمكن ربطه في الزيادة المفاجئة في قيمة البيتكوين”. حيث لا يمكن اعتبار هذا الادعاء صحيحاً نظراً لنمو 4.5% فقط من استهلاك الكهرباء ووصوله إلى 40 ألف ميغاواط، ولكن الخبراء يعتقدون أن ورش العمل قامت باستثمار عملات البيتكوين بشكل غير قانوني والتي تستهلك الكثير من الكهرباء ومؤخراً أعلنت وزارة الطاقة أنه تم اكتشاف 300 ميغاواط تستخدمها ورش عمل بشكل غير قانوني. ونظراً للزيادة في عملات البيتكوين والعملات الافتراضية الأخرى فقد يزيد استهلاك الطاقة بشكل طفيف بسبب نشاط المُعدنين ولكن لايمكن ربط هذا الأمر بهذه المشكلة. حيث أن لدى إيران أكثر من 58000 ميغاواط من قدرة توليد الكهرباء.
بالأمس عانت أكثر من 10 مناطق في طهران من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متقطع، وفي منتصف النهار انقطعت الكهرباء عن العديد من المنازل في محافظة طهران ضمن المقاطعات 1 و 2 و 3 و 4 و 6 و 8 و 9 و 10 و 13 و 14. وكما أشارت وكالات الأنباء والتقارير الميدانية إلى حدوث حالات انقطاع للتيار الكهربائي في مدن كيلان، البرز، مركزي، أصفهان، سمنان، قم وأردبيل. ويبدو أنه في حال لم يتم تقليل استهلاك الكهرباء والغاز في البلاد فسوف يستمر انقطاع التيار الكهربائي.

انقطاع التيار الكهربائي ليس المشكلة الوحيدة التي ابتليت بها الحكومة والشعب بل الهواء الملوث أيضاً. حيث كان هواء معظم المدن الإيرانية الكبرى غير صحي لجميع الأشخاص وذلك لعدة أيام وقد عزا البعض التلوث إلى حرق محطات الطاقة واستخدامها للفيول. وحتى أن عدداً من الشخصيات في البلاد حذروا الناس من “قبول انقطاع التيار الكهربائي أو قبول تلوث الهواء” ولكن ما حجم الفيول الذي يتم حرقه في محطة توليد الكهرباء والآن بعد أن واجهنا انقطاعات متفرقة للكهرباء ضمن البلاد؛ فهل هو لمنع حرق محطات التوليد للفيول؟

ويظهر من متابعة مراسل “ايران” لحصص المحروقات ضمن سلة استهلاك محطات الكهرباء أن كمية الوقود المسلّمة لمحطات الكهرباء تكاد تماثل العام الماضي. والعدد الدقيق غير معروف هذا العام ولكن في العام الماضي وفي مثل هذه الأيام تم تسليم ما معدله 75 مليون متر مكعب من الغاز وحوالي 55 مليون لتر من زيت الغاز و 35 مليون لتر من الفيول لمحطات الطاقة يومياً. ولكن الآن يقول الرئيس التنفيذي لشركة الغاز الوطنية الإيرانية إن 5% فقط من وقود محطات الطاقة يتم توفيره من الفيول.

وقال وزير النفط بيجن زنغنه رداً على المزاعم في الأيام الأخيرة حول زيادة تلوث الهواء والتي تعود لاستهلاك الفيول في محطات توليد الكهرباء: “لا توجد قيود على صادرات الفيول، وليس فقط في محافظة طهران، ولكن في محطات توليد الكهرباء في أصفهان، البرز وقم أيضاً”. وكما قالت فاطمة كاهي المتحدثة باسم الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية: “تقوم الشركة الوطنية لتوزيع المنتجات النفطية بتزويد الوقود السائل الذي تحتاجه محطات الطاقة بما يتجاوز التزاماتها. ولكن استهلاك الطاقة في البلاد مرتفع للغاية وهذا الأمر سبب المشاكل”.

تعتبر إيران من أكبر منتجي الطاقة الأحفورية (التي تستخدم الوقود الأحفوري مثل: الفحم الحجري، الفحم، الغاز الطبيعي ومن النفط) في العالم ولكن لماذا القلق بشأن إمدادات الطاقة في الصيف والشتاء؟ يذكر الخبراء أن هنالك 10 حلقات مفقودة في سياسة الطاقة ضمن البلاد والتي ينبغي على الشعب والمسؤولين معالجتها في السنوات الخمس المُقبلة، إلى جانب إصلاح الأسعار وتجنب تبسيط اقتصاد الطاقة:

  1. خلق ثقافة الاستهلاك الأمثل للطاقة
  2. خفض هدر الطاقة في قطاع البناء
  3. زيادة الكفاءة ومُعامل الطاقة الانتاجية للمحطات
  4. مراجعة سلة استهلاك الوقود بالمدن والقرى
  5. تحسين كفاءة غرف المحركات واستخدام المدافىء الموفّرة للطاقة
  6. تحسين جودة الوقود المنتج والمستهلك في البلاد
  7. زيادة كفاءة وقود السيارات في البلاد وجمع وتخريد السيارات المتهالكة
  8. تجديد الآلات ومعدات الصناعات وتحسين كفاءة الإنتاج
  9. تطوير النقل بالسكك الحديدية وتوجيه البضائع والركاب لاستخدام خطوط السكك الحديدية
  10. تنمية الطاقات المتجددة والنظيفة

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: