الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 يناير 2021 06:12
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – لتحقيق فرصة اليوم.. إيران مدعوة لحوار اجتماعي شامل

أوضح المتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، في مقال له في صحيفة "ايران" الحكومية، أن الحل في إيران هو عبر حوار اجتماعي كبير في جو هادئ يمكن للجميع المشاركة فيه، مشيراً إلى أن الحكومة هي محور العمل لتحقيق المصالح الوطنية في هذه الفترة التاريخية، ولذلك، يجب ألا تكون الحكومة مقيدة بأفعال مختلفة، حسب تعبيره.

مع بداية السنة الميلادية الجديدة وعشية دخول العام الشمسي الجديد، تدخل الأمة الإيرانية حقبة جديدة من حياتها السياسية والاجتماعية، حيث يمكن مراجعة مسارات الأمة في هذه الظروف التاريخية الصعبة التي عشناها في السنوات الأخيرة بعد أن عانت إيران من الضغوط من قبل ادارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب والحكومة الأميركية. من ناحية أخرى، في هذه الأيام نرى الكثير من تضارب الأقوال والأفعال التي تصدح في الأجواء المحيطة بنا. ولسوء الحظ بمرور الوقت، بدلاً من الانتقال إلى خطابات أعمق وأكثر انفتاحًا وخبرة، نواجه هذه الأيام المزيد من حجج الإنكار والإهانات واستخدام الكلمات القاسية والمحتوى اللفظي السيء حيث أن هذه الحوارات لا توجد فقط في الكلام السياسي بل أيضا امتدت على صعيد المجتمع وحتى الدين. بعبارة أخرى إن مستوى الخطاب السياسي قد هبط الى أدنى المستويات.

رغم الضغوط الخارجية والاضطرابات الداخلية عشية العام الجديد، فإننا نشهد تجسيدًا لفشل سياسة الضغط الأقصى التي اتبعتها الولايات المتحدة ضد إيران. وآخر مثال على ذلك هو فشلها في الأيام الأخيرة من إحياء لجنة العقوبات الأممية. في الوقت نفسه مررنا بسنة صعبة مع وباء كورونا. وبسبب التغطية الإخبارية وإخفاء العديد من حكومات العالم من إعلان الإحصائيات الحقيقية لكورونا، تصدر الوضع في إيران العالم على أنه أكثر انتشاراً من أي بلد أخر. ولكن اليوم في الأشهر الأخيرة من هذا العام، وبسبب جهود الناس والطاقم الطبي، تمكنا من السيطرة على الفيروس، بل واستطعنا أن نكون أحد البلدان القليلة في العالم التي استطاعت إيجاد اللقاح وانتاجه.

في مواجهة هذه الإنجازات التي لا يمكن إنكارها، نواجه جهودًا أكثر قوة لتثبيط الناس من الخارج والداخل والتي تستهدف عمومًا راحة البال لدى الناس وتشتيت أفكارهم حيث أن المقارنة بين اللقاح المستورد واللقاح محلي الصنع وانتشار عدم الثقة في اللقاح المحلي يؤدي إلى زرع بذور اليأس والغموض والشك  بين الناس. لقد أكدنا دائمًا أن استيراد اللقاحات وإنتاجها يتم بشكل متزامن ومتوازي، ولا يتعارض أي منهما مع الآخر وفي خضم هذا الاستقطاب والاستنكار الذاتي واليأس  يجب ألا ننسى الفخر الوطني بأنه على الرغم من القيود المالية والعقوبات المفروضة، فقد استطعنا اتخاذ خطوات لإنتاج واختبار لقاح كورونا الذي لم تتمكن سوى بعض الدول من القيام به.

بالطبع، هذه الحملات الإعلانية لتوسيع النقاط السلبية وتقليل النقاط الإيجابية ليست جديدة علينا. حيث نتذكر في الأيام الأولى لانتشار فيروس كورونا، أعلنت القنوات الإخبارية أن وضع كورونا في إيران هو نقطة ضعف للحكومة وللناس، ولكن رأينا أنه على عكس بعض البلدان، لم يتم نهب أي متجر في إيران وتمكنا من الخروج من الصدمة الأولية باتباع البروتوكولات الصحية من قبل الناس، وعلى الرغم من الحظر المفروض على استيراد المعدات الصحية والأقنعة والأدوية وعدم نقل الإنجازات العلمية إلى إيران و بالاعتماد على القدرات المحلية والوطنية، فقد تمكنا حتى من تصدير مجموعات التشخيص وأجهزة التنفس الصناعي وما شابه ذلك وأخيرًا إنتاج اللقاح ووصلنا إلى مرحلة اختباره على البشر.

كانت خطتنا الأولية منذ البداية هي عدم شراء لقاحات أجنبية الصنع قبل التأكد من سلامتها. القضية الثانية تبديد اليأس في هذه الحرب النفسية، ودحر الضغط الأقصى، وكشف عجز العقوبات عن وقف تقدمنا الوطني. على الرغم من وجود خلافات، فإن الحقيقة لن تتغير. لقد فشلت لغة التهديدات والعقوبات والابتزاز على إيران، وليس لها أي فرصة للنجاح. وبدلاً من التركيز على هذه الحرب النفسية، نواصل التركيز على كسر الحلقة الأخيرة المتبقية من الضغط الأقصى على إيران، ألا وهي رفع العقوبات. كما قلت في اجتماع  الحكومة يوم الثلاثاء الماضي، إن إصرارنا على رفع العقوبات ليس علامة على يأسنا. بل سنبقى على قيد الحياة في مواجهة العقوبات، وسنحقق أيضًا النمو والتنمية. والنمو الاقتصادي في العام المقبل هو شهادة على هذا الادعاء. ونعتبر رفع العقوبات من حق الشعب الإيراني، سواء أرادت الولايات المتحدة العودة إلى الاتفاق النووي أم لا، لأن رفع الحصار حق للشعب الإيراني. لم نسمح ولن نسمح للولايات المتحدة باستمرار هذا الانتهاك لحقوق الشعب الإيراني، فإن طريقنا إلى هذا الهدف واضح ونكرر أنه بالطريقة نفسها التي انسحبت بها الولايات المتحدة لأول مرة من الاتفاق النووي حيث اتخذنا الخطوات الخمس لتقليل التزاماتنا بشكل متناسب، يجب اتباع طريق العودة بنفس الطريقة.

أخيراً أرى أن الحل في البلاد هو عبر حوار اجتماعي كبير في جو هادئ يمكن للجميع المشاركة فيه. لأن الحكومة هي محور العمل لتحقيق المصالح الوطنية في هذه الفترة التاريخية يجب ألا تكون الحكومة مقيدة بأفعال مختلفة. يجب السماح باستخدام كل هذه القدرات لتعزيز المصالح الوطنية واغتنام الفرص الوطنية الرائدة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: