الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة9 يناير 2021 05:43
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – أحداث الكونغرس تظهر ازدواجية أميركا تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان

توقع الخبير في الشؤون الأميركية عباس أصلاني، في مقابلة مع صحيفة "رسالت" الأصولية، أن يكون لما حصل في أميركا خلال الأيام الماضية تأثير سلبي على الولايات المتحدة من حيث مكانتها الدولية، مشيراً إلى أن أميركا أظهرت أنها لا تستطيع أن تحافظ على موقفها من الوعظ ونصح الآخرين كما في السابق.

اعتبر الخبير في الشؤون الأميركية عباس أصلاني، في حديث مع الصحيفة، أن “الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب لم يكن راضيا خلال الانتخابات الرئاسية الأميركية وكان يعتقد أنه تم تزويرها وأن النتائج  كانت خاطئة”، مشيراً إلى أن “ترامب حصل على نحو 70 مليون صوت في هذه الانتخابات وهذا يدل على أنه يمتلك مؤيدين بغض النظر عن مدى تأييد جو بايدن والديمقراطيين في الولايات المتحدة”.

وأضاف أصلاني أنه “لذلك احتج ترامب وأنصاره لإظهار اعتراضهم. ووصف العديد من الخبراء وحتى الشعب الأميركي خطوة ترامب بأنها دعوة للعنف ويعتقد أنه حتى قوات الأمن الأميركية توقعت مثل هذا الموقف. لكن هذا يطرح السؤال: لماذا لم تكن قوات الأمن التابعة للشرطة موجودة في مبنى الكونغرس في الساعات الأولى؟ هل كان هذا فخاً لترامب؟ أم أنهم فوجئوا؟ لكن الاحتجاج الذي حدث بعد أسابيع وشهور من التوتر في الولايات المتحدة كان متوقعا”.

ورأى أصلاني أن “اليوم الذي هاجم فيه المحتجون مبنى الكونغرس كان يوما صعبا ومريرا للولايات المتحدة فعلى الرغم من قبول ترامب في النهاية بالنتيجة على مضض بينما رفض شرعية الانتخابات كانت هناك نهاية مريرة وغير سارة للانتخابات الرئاسية ويبدو أنها سيكون لها تأثير على المدى الطويل”، معتبراً أنه “الآن يشعر الطيف المؤيد لترامب في الولايات المتحدة بأن ترشيحهم قد انتهك ومن ناحية أخرى فإن هذه الفجوة تؤثر على الأبعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وما رأيناه في الأيام الأخيرة يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الولايات المتحدة من حيث مكانتها الدولية لأننا في السنوات الأخيرة رأينا الولايات المتحدة تتدخل في انتخابات ومظاهرات دول أخرى وتحاول إدارة الانتخابات والتظاهرات وتنصح الدول الأخرى بتقليد الديمقراطية الأمريكية. فأن ما حدث بعد الاحتجاجات وعدد القتلى سيجعل الأمور صعبة على الولايات المتحدة في المستقبل”، مضيفاً “لقد أظهرت الولايات المتحدة أنها لا تستطيع أن تحافظ على موقفها من الوعظ ونصح الآخرين”.

ورأى أصلاني أن “الولايات المتحدة سعت في الماضي لتحقيق مصالحها الخاصة في التعبير عن حقوق الإنسان والديمقراطية وكانت أداة سياسية لها.  لكن الآن مع الحادث الأخير أصبحت طبيعة تصرفات الولايات المتحدة وسلوكها تجاه الدول الأخرى بما في ذلك الاحتجاجات على العملية الانتخابية لدول أخرى صعبة لأنه أصبح واضحًا أن الأميركيين أنفسهم ليسوا في وضع جيد. فعندما تعلق الأمر بالحفاظ على النظام السياسي في بلد مثل الولايات المتحدة التي تدعي الديمقراطية رأينا أنهم هم أنفسهم استخدموا الحرس الوطني ومن المثير للاهتمام أن وسائل الإعلام والمسؤولين في هذا البلد أكدوا على اعتقال وقمع المتظاهرين واستخدام الكلمات مثل انقلاب ولقب إرهابي للمتظاهرين. ويعتقد بأنه إذا أردنا مقارنة رد فعل حكومة الولايات المتحدة بأفعالها ضد الدول الأخرى فإن النتيجة هي أن الأميركيين لديهم نهج مزدوج تجاه حقوق الإنسان والديمقراطية بسبب طبيعتهم السياسية. من المقرر الآن أن يتولى بايدن منصبه في الوقت الذي يعاني فيه المجتمع الأميركي من ثنائية القطبية المتطرفة وتعب من الانتخابات المثيرة للجدل”.

وأشار أصلاني إلى أنه “عندما أصبح ترامب رئيسًا قال البعض إن ترامب لم يكن لديه خبرة كبيرة في السياسة على الرغم من أنه تظاهر بنفسه بمعرفة فن التجارة في الداخل والخارج بناءً على خلفيته التجارية ولكن في بعض المراحل الحرجة مثل ما حدث بالأمس أظهر ترامب أنه ليس لديه سوى القليل من الذكاء السياسي وهذا سبب ارتكابه هذا الخطأ لهذا السبب عندما أدار الجمهوريون ظهورهم له دعا إلى إنهاء الاحتجاجات!”، مضيفاً “يبدو أن قبول ترامب للنتائج قد تأثر أيضًا بالاضطرابات الأخيرة في الولايات المتحدة وأدرك الخطأ الكبير الذي ارتكبه وكان في موقف ضعف”.

وأكد أصلاني أن “أولئك الذين يقولون يجب أن يحدث هذا يقولون إن سلوك ترامب في الانتخابات وقضايا أخرى أظهر أنه لا يمتلك المؤهلات اللازمة للرئاسة وقد يكون لديه سلوكيات في الفترة المتبقية من شأنها أن تزيد من تعقيد الوضع بالنسبة للولايات المتحدة وأن يكون لها عواقب للولايات المتحدة”، مضيفاً “لهذا السبب يريدون الإطاحة بترامب وخصومه السياسيون يحاولون تقليص دوره السياسي ونفوذه في المستقبل من خلال تهديده أكثر وإغلاق الطريق أمامه في المستقبل وعرقلة أو جعل من الصعب عليه العودة إلى السياسة في المستقبل”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: