الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 يناير 2021 08:01
للمشاركة:

موقع “ايران دبلوماسي” – لقاء العلا في السعودية وصعوبة إعادة بناء الثقة

تطرق موقع "إيران دبلوماسي"، في مقال للباحث كامران كرمي، للقاء المصالحة الخليجية الذي عقد في مدينة العلا السعودية بين قطر والسعودية. وإذ رأى الكاتب أن حدث الاتفاق غير مستحيل، إلا أنه يبقى هشًا في ظل التغيرات السياسية في المنطقة.

أصبحت القمة الـ 41 لمجلس التعاون في مدينة العلا بمحافظة تبوك، والتي أصبحت مقر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مسرحًا لتسوية تكتيكية بين الرياض والدوحة دون مشاركة قادة الإمارات ومصر والبحرين. ودفعت إعادة فتح حدود قطر الجوية والبحرية والبرية في أقل من 12 ساعة أمير قطر، تميم بن حمد، إلى حضور الاجتماع رغم استضافته جولة ثانية من المحادثات بين الحكومة الأفغانية وطالبان في الدوحة. وانتهى الاجتماع الذي بدأ على السجادة الحمراء بمصافحة محمد بن سلمان وتميم بن حمد، ببيان ختامي للمجلس وتأكيد على التعاون والتضامن العربي. النهاية، في نظر ولي العهد السعودي، يمكن أن تبشر بفترة مشرقة في العلاقات الثنائية مع قطر من جهة ومجلس التعاون من جهة أخرى، وتجمع الفاعلين معًا تحت مظلة المملكة العربية السعودية.

بطبيعة الحال، فإن التصور هذا لا يستند إلى حد كبير على التطورات الإقليمية وديناميكيات وأنماط الصداقة والعداوة، وبسبب المساومة المحدودة بسبب تضارب المصالح، سيكون هذا الاتفاق هشاّ. ومن المتغيرات الرئيسية التي كشفت هشاشة هذا الاتفاق، غياب قادة الأطراف الثلاثة الأخرى للأزمة، وهم محمد بن زايد واللواء عبدالفتاح السيسي وحمد بن خليفة، الذين لم يحضروا الاجتماع على الرغم من الدعوة الرسمية من ملك السعودية سلمان نفسه، الذي لم يحضر هذا الاجتماع ونقل المسؤولية إلى ابنه.

في الواقع، هذا الموضوع يعكس تصوراً مختلفاً للاتجاهات الإقليمية وإدارة التوترات عشية التغييرات المحتملة في السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. هدف المملكة العربية السعودية في هذه التسوية الثنائية مع قطر هو الإشراف على سلوك الدوحة فيما يتعلق بتركيا وتقليل التوترات مع الحكومة الديمقراطية في أميركا، التي وعدت بمراجعة العلاقات مع الرياض بشأن الحرب اليمنية وقضايا حقوق الإنسان. وهو ما جعل أبو ظبي لا تشعر بالحاجة الملحة لإقامة علاقات مع قطر في هذا الوقت.

الحقيقة هي أن عملية تحديد الجهات الفاعلة مثل قطر في النظام الإقليمي للشرق الأوسط، والتي تتزامن مع توسع النفوذ السياسي والعسكري والاقتصادي لدولة الإمارات العربية المتحدة، ليست قضية يمكن التوفيق بينها وبين الأنماط التقليدية في المنطقة. لأنه في مثل هذه الظروف، لا ترى الدوحة نفسها مقتصرة على لعب دور في الكتلة العربية التي تقودها السعودية. بعبارة أخرى، تسببت السيولة والديناميكية في تغيير تفضيلات وأولويات الجهات الفاعلة، ومن وجهة النظر هذه، نشهد أنماطًا سلوكية مختلفة وميلًا للعب دور في كتل جديدة. إن توسيع تعاون الدوحة مع أنقرة والرغبة في تحويله إلى علاقة متعددة الأطراف، وكذلك نظرة قطر الفاترة للعلاقات مع إيران وسط التوترات، هي جزء من هذا السلوك الناشئ.

إن بناء الثقة وإعادتها إلى ما قبل حزيران/ يونيو 2017، أي قبل القطيعة بين قطر وهذه الدول، صعب رغم أنه ليس مستحيلًا. هذا التصور يقوم على الحاجة إلى إعادة بناء القدرات وتقليل مستويات الضعف فيما يتعلق بالجهات الفاعلة خارج الكتلة العربية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “ايران دبلوماسي”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: