الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2021 06:24
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – صخرة الميزانية والبرلمان الحائر

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال لها، موضوع دراسة البرلمان لمشروع قانون الموازنة الذي قدمته الحكومة، حيث رأت الصحيفة أن اللجنة البرلمانية التي تدرس المشروع، والتي تفتقر للخبرات في هذا المجال، لا تزال حائرة وغير قادرة على إصدار القرارات في هذا الصدد.

قبل ثلاثة أسابيع  بدأت اللجنة البرلمانية دراسة لائحة الموازنة الجديدة لعام 2021، لكنها لم تقدم أي تقرير مفصل من قبل أعضائها حتى الآن، حيث تعقد اللجنة المشتركة اجتماعات متكررة بحجة فحص مختلف مستويات الميزانية وتنفيذ إصلاحات في أرقامها الكلية حيث سيحدد التقرير النهائي للهيئة مصير الشعب والنشاط الاقتصادي للعام الجديد.

اليوم وبعد مضي 25 يوماً من سلسلة اجتماعات مراجعة مشروع قانون الموازنة، لم يتم الإعلان عن تقرير أداء اللجنة أو قراراتها النهائية بشأن المشروع لأن كل الذي حصل حتى الأن هو مجرد تكهنات حول رقم سعر الصرف والتي صاحبتها ردود فعل حادة من المسؤولين الحكوميين.

لعل أحد أسباب عدم توصل هذه اللجنة إلى نتيجة مهمة أو عدم تقديم سجلاً  لعملها هو الافتقار إلى المعرفة والخبرة اللازمة والكافية لأعضاء اللجنة، لأنه من المتوقع أن يكون لدى أعضاء لجنة البرامج والميزانية الذين يناقشون أهم وثيقة مالية في البلاد خلفيات تعليمية وتنفيذية ذات صلة ومع ذلك فإن مراجعة تكوين تشكيل هذه اللجنة لا تفيد أي شيء.

 حيث أن التحصيل العلمي لحمید رضا حاجي‌ بابائي رئيس لجنة البرامج والميزانية هو عبارة عن دراسات إسلامية وهذا يعني أنه غير مناسب لفحص واحدة من أكثر الوثائق المالية والاقتصادية تعقيداً. ومع ذلك هوا أحد أعضاء لجنة المحاسبة والميزانية. وأيضا من بين أعضاء لجنة البرامج والميزانية هناك العديد ممن ليس لديهم خلفيات وخبرات تنفيذية وتعليمية تتعلق بالميزانية. ومع ذلك  فإن رأيهم الحاسم هو الذي يحدد المصير النهائي للميزانية.

وقد أظهرت بعض الدراسات أن معظم أعضاء هذه اللجنة لا يمتلكون أي شهادات تعلمية أو تخصصية في مجال الاقتصاد وحتى لا يوجد لديهم أي خبرات عملية في هذا المجال باستثناء عدد قليل جدا منهم. ومع ذلك قام هؤلاء برفع أصواتهم ضد الميزانية المقترحة للحكومة والتي كانت عالية لدرجة أنها قد تؤدي إلى حدوث تحولات في بنود الميزانية. وعلى الرغم من أن هؤلاء الأعضاء رفعوا أصواتهم احتجاجًا قبل البدء الرسمي في عملية الموازنة، إلا أنه بعد أكثر من ثلاثة أسابيع على مراجعة موازنة 2021 لا يزال الناس والناشطون الاقتصاديون يجهلون خارطة الطريق لمجلس النواب التي تم إعدادها لهم .

وكان أحمد أمير آبادي فرهاني العضو في لجنة التكامل البرلمانية كشف أن اللجنة البرلمانية صوتت لصالح خفض المبيعات اليومية من النفط الإيراني من 2.3 مليون برميل إلى 1.5 مليون برميل يوميا، فضلا عن التصويت لتوحيد سعر العملة، ولم ينته النقاش وتبادل الآراء حول سعر الصرف هنا. ففي الأيام الماضية أعلن المتحدث الإعلامي باسم اللجنة أنه تم تحديد سعر صرف 17500 تومان للدولار في الموازنة، وعلى الرغم من أن بعض أعضاء اللجنة يقولون إن هذا المعدل لم يتم الانتهاء من إقراره بشكل نهائي، إلا أن هذه القضية أحدثت ضجة في البيئة الاقتصادية والسياسية للبلاد وأثارت ردود فعل حادة من الحكومة والمسؤولين الحكوميين. فسرعان ما انتشر خبر ارتفاع سعر الدولار إلى 17 ألف تومان بين وسائل الإعلام حيث أنه لم ترد تقارير مفصلة حتى الآن حول ذلك. وفي نفس الوقت مع تزايد الانتقادات لقرار اللجنة المشتركة بزيادة سعر الصرف إلى 17500 تومان، أدلى بعض أعضاء هذه اللجنة بتصريحات تعزز احتمالات مراجعة هذا المعدل.

لا يزال الناس والنشطاء الاقتصاديون وحتى المسؤولون الحكوميون ينتظرون التقرير النهائي لهذا الموضوع، حيث تريد الحكومة معرفة ما إذا كانت بحاجة إلى تعديل دخل ونفقات العام المقبل بطريقة منظمة. ويريد الفاعلون الاقتصاديون معرفة ما الذي سيوفره إصلاح الميزانية لأنشطتهم الإنتاجية، ويريد الناس معرفة مصير سبل عيشهم للسنة الجديدة. ومع ذلك لم تصدر اللجنة المشتركة رأيها النهائي بشأن الميزانية، ولم يتضح بعد ما هي التعديلات التي ستدخل عليها.

 أخيرا في هذه الفترة الحالية الصعبة والمضطربة، من المتوقع أن يجري البرلمان إصلاحات في الميزانية بدلاً من توسيع نطاق خلافاته مع الحكومة، وهو ما لن يؤدي إلى ضغوط غير مرغوب فيها على الحكومة ولن يضع الشعب تحت ضغوط اقتصادية لأن جميع الأنظار شاخصة و تنتظر الابداعات والاصلاحات التي ستقدمها اللجنة ليروا أين ستقود برامجهم اقتصاد البلاد للعام المقبل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: