الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 يناير 2021 05:57
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – التخصيب بنسبة 20% ينهي ثلاثية “الانتهاك والعقوبات والتهديدات”

ناقشت صحيفة "جوان" الأصولية، في أحد تقاريرها، مدى تأثير رفع مستوى التخصيب في البلاد إلى 20% على السياسة الخارجية والداخلية لإيران، حيث رأت الصحيفة أن ردود الفعل المحلية والدولية تظهر أن الإجراء المذكور يمكن أن يغير الحسابات الداخلية والخارجية لصالح إيران إلى حد كبير.

إن استئناف التخصيب بنسبة 20٪ هو أخطر رد للجمهورية الإسلامية الإيرانية على الانتهاكات المتكررة للوكالة الدولية للطاقة الذرية وعدم وفاء الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بالتزاماتها النووية. كانت إيران وفية بالتزاماتها أحادية الجانب لما يقرب من خمس سنوات، والبعض لا يزال يعتقد أن إيران يجب أن تنخرط في تنفيذ جميع الالتزامات الواردة في الاتفاق النووي، بغض النظر عن سلوك الغرب!

يأتي هذا الموضوع في وقت تنتهك فيه الدول الغربية قرار مجلس الأمن الدولي بالإضافة إلى إعادة العديد من العقوبات ضد إيران. كما أطلقوا قدرا كبيرا من التهديدات العسكرية ضد بلدنا وفي الأيام الأخيرة نمت التحركات العسكرية للدول الغربية، إضافة لاستفزازات النظام الصهيوني والسعودية.

في السنوات الخمس والنصف التي مرت منذ تطبيق الاتفاق النووي، انتهكت الولايات المتحدة إلى جانب ثلاث دول أوروبية المبادئ الواضحة للقانون الدولي بما في ذلك “حسن النية في الوفاء بالتزاماتها”. التزاماتهم كانت تنص على رفع العقوبات وإزالة الحواجز أمام الاستثمار الأجنبي في إيران وتطبيع العلاقات التجارية المالية والاقتصادية بين إيران والدول الأخرى وغيرها من الالتزامات المهمة. وفي الوقت نفسه وضعوا اثني عشر شرطا مع التركيز على ربط القضايا الصاروخية والإقليمية بالجانب الإيراني.

واستمرارًا في توجههم المعادي لإيران قاموا مرارًا وتكرارًا بنقل قضية جمهورية إيران الإسلامية إلى اجتماع رسمي وطارئ لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تحت ذريعة تجربة صاروخية أو تحركات القائد سليماني. وبالتوازي مع هذه الإجراءات فهم يفسرون سلوك إيران في المنطقة بما يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ويتعارض مع الأمن والسلم العالميين.

تم زيادة العقوبات ضد إيران في الأشهر الأخيرة بوسائل مختلفة، حتى أن مسؤولي حكومتنا يصفون ما حققوا من الاتفاق بأنه “لا شيء” تقريبًا. إحدى أبعاد الأعمال المعادية لإيران من جانب الدول الغربية هي البحث في لعبة خادعة تسمى “اينستكس” حتى أنه بعد ما يقرب من ثلاث سنوات على انسحاب الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي فإن الأوروبيين من خلال الوعد بتوفير مصالح إيران الاقتصادية والتجارية من خلال إطلاق قناة مالية أجبروا الجانب الإيراني على مواصلة الالتزامات أحادية الجانب حتى يومنا هذا.

وفي الأسابيع الأخيرة وخاصة بعد اغتيال الشهيد محسن فخري زاده اتخذت التحركات العسكرية للدول الغربية إلى جانب بعض الحلفاء الإقليميين أبعادًا جديدة مما يدل على أن مستوى ونطاق العداء مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا يعرف حدودًا وسيؤدي عدم اتخاذ أي إجراء ضد هذا الحجم من العداء إلى زيادة الضغوط الاقتصادية والسياسية وحتى العسكرية.

اللافت للنظر أن خبر استئناف بلدنا لتخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ ورد فعل الدول الغربية وبعض التيارات السياسية داخل البلاد على هذا الموضوع يمكن تقييمه من بعدين. أولاً ما هو تحليل رد فعل الدول الغربية وخاصة الولايات المتحدة وأوروبا على هذه القضية؟ وثانيًا إلى أي مدى يتعارض نهج وسائل الإعلام المرتبطة بتيار معين داخل الدولة لزيادة مستوى التخصيب مع المصالح الوطنية أو يتداخل معها؟

في الداخل يحاول البعض رؤية الخطوة الأخيرة على أنها تزعزع أمن البلاد وتزيد من الضغوط الاقتصادية بل وتؤدي إلى حرب عسكرية وشيكة. كما أن الدول الغربية والإقليمية يعتبرون أن بداية التخصيب بنسبة 20٪ أمر سيئ للغاية ومحبط. يمكن رؤية التخويف من عواقب مثل هذا الإجراء في خطوط الأخبار في الصحف ووسائل الإعلام الافتراضية المرتبطة بتيار سياسي.

في هذا السياق، أوضح الخبير في الشؤون الدولية سيد رضا صدر الحسيني، في حديث مع صحيفة “جوان”، أن “التخصيب بنسبة 20٪ هو عودة جمهورية إيران الإسلامية إلى ما قبل الاتفاق. فبعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، نشأ موقف لإيران بدا فيه أن العديد من المنشآت النووية لبلدنا مغلقة جزئيًا ونتيجة لذلك أصيب جزء كبير من العاملين في هذا المجال بالإحباط”، مضيفاً “بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق بدا أن الترويكا الأوروبية اتخذت إجراءات خلال هذه الفترة حيث قُطعت وعود في هذا الصدد لكن عامين من صبر الشعب الإيراني تساوت مع تقاعسهم”.

وأشار الخبير الدولي إلى أنه “خلال هذه الفترة اكتسبت حكومتنا خبرة كبيرة وفي الحقيقة كان التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة واضحاً في هذه القضية. حيث أرادوا عدم نجاح الجمهورية الإسلامية في مجالات التكنولوجيا المتطورة، والحصول على الاستقلال الصناعي في المجال النووي وأظهر المسؤولون الأوروبيون خلال هذه الفترة حقيقة وجوههم للشعب الإيراني أكثر من ذي قبل”.

وأضاف: “إن بعض المسؤولين الأوروبيين من خلال التعبير عن موقفهم العدائي تجاه الأمة الإيرانية أثبتوا أن قناع الصداقة لم يعد يعمل مع الشعب. وعليه قررت بلادنا وضع موضوع تخصيب اليورانيوم بنسبة 20٪ على جدول أعمالها وتم القيام بذلك من قبل”.

وأوضح خبير الشؤون الدولية ردا على ما إذا كان التخصيب بنسبة 20٪ يتنافى مع الاتفاق النووي أنه “بسبب عدم التزام الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية عادت إيران إلى نقطة ما قبل الاتفاق و يمكن أن تكون هذه المسألة فعالة للغاية في سياق محادثات الاتفاق المستقبلية بشرط أن يتم التوصل إلى عودة للاتفاق النووي والشعب الإيراني ينتظرها”، مضيفاً “التخصيب بنسبة 20٪ هو الشيء الصحيح الذي يجب القيام به، لأنه سيعطي الأمل لأصحاب المصلحة في الطاقة النووية في بلادنا ويرسل رسالة واضحة إلى الأطراف الأوروبية والأميركية في الاتفاق النووي”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: