الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 يناير 2021 07:59
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – أضرار التوجه نحو الغرب والاعتماد على أميركا

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ"وحید عظیم‌ نیا"، موضوع "الفكر الغربي" الموجود في إيران حسب تعبير الكاتب. حيث رأى عظيم نيا أنه مع تصاعد وتيرة الانتخابات الرئاسية يجب معرفة أن الطريق إلى الأمام في هذه المنطقة ليس مسارات الغرب، حسب تعبيره.

“أن يبقى هو ومصالحه والباقي لايهم” هذه هي العبارة الأكثر منطقية التي يمكن استعارتها من الراحل جلال الأحمد المفكر المعاصر الحقيقي لوصف الغربيين. طبعا رأينا أن هؤلاء الناس ذات يوم رددوا شعارات مناهضة للإمبريالية وفي اليوم التالي رددوا شعارات داعمة للإمبريالية أو نظام الهيمنة الذي هو الرمز الحقيقي للنظام الأميركي الهمجي.

ميرزا ملكام خان، ميرزا فتح علي أخوندزاده وميرزا عبد الحسين كرماني، جميعهم كانوا يركزون منذ أكثر من مائة عام على التغريب، وكانوا يعتبرون أن الانفتاح على الغرب هو شرط لتقدم البلاد، أي بغض النظر عن المتطلبات المحلية يجب أن نتبع نفس المسار الذي يتبعه الغرب. لكن هؤلاء غير مدركين على حد تعبير المرحوم عبد الكريم حائري أن المتحدثين باسم عصر التنوير أطلقوا على ما كان مناهضًا للإقطاع وللكنيسة حرية القانون، وهم نفسهم عندما تحدثوا عن الشرق وشعوب الأراضي المتخلفة فقد أيدوا بوضوح الاستعمار واستعباد الشعوب المستبدّة.

هناك الكثير من السياسيين اليوم تتمثل أيديولوجيتهم وسياساتهم بالانفتاح نحو الغرب، فهم أكثر تأثيراً من المتغربين في الـ100 عام الماضية. فبينما ينتهكون أي تقدم محلي، يدفعون بالبلاد إلى نفس وادي التغريب بالإذلال الذي عاشه لمدة 50 عامًا في العهد البهلوي.

لكن النتيجة كانت أن رئيس وزرائه حاج علي رزمارا، ردًا على طلب من بعض المندوبين بتأميم صناعة النفط، صرخ: “كيف يمكن لدولة لا تستحق بناء خط أنابيب أن تدير صناعة النفط؟”. لا يزال المسؤولون يتنفسون بهذه الطريقة في أجواء جمهورية إيران الإسلامية، ويكفي إلقاء نظرة على تصريحات بعض قادة ما يسمى بالحزب الإصلاحي. ثم ندرك أن أحد الأسباب الرئيسية لعدم تحقيق أهداف الثورة ليس فقط التخريب الغربي لكن رمي الحجارة من الداخل المتحيز للغرب وهو الذي يمكن تعريفه بالمتغربين.

إذا كان علينا إجراء مقارنة بين الميرزا المتغرب منذ مائة عام والمعاصر، للأسف فإن خطر وضرر ميرزا المتغربين في الجمهورية الإسلامية أكبر من المتغرب مثل حسن تقي زاده الذي قال ذات مرة “يجب أن نكون غربيين من الرأس إلى أخمص القدمين”. في نهاية حياته اعترف بأنه كان “أداة أكثر منه فاعلًا”  لكن المتغربين اليوم يتجاهلون كل تقدم لجمهورية إيران الإسلامية ويحثون على لانخراط في النظام الدولي وطاعة غير مشروطة للنظام الأميركي. بالطبع هذا النوع من الاستسلام ليس منحصر بهؤلاء الأشخاص، فإن بعض الأشخاص الذين شغلوا  ومازالوا  يشغلون أهم المناصب الحكومية يعتقدون “أننا لسنا متفوقين على بقية العالم في أي تكنولوجيا صناعية باستثناء مرق الماعز ومرق الخضار”.

في مقابل التفكير الاستسلامي، تم إطلاق أول قمر صناعي عسكري لجمهورية إيران الإسلامية في 425 كم من مدار حول الأرض وتم تحقيق تكنولوجيا تخصيب متطورة بنسبة 20٪ بجهود العالم الشهيد الدكتور ماجد الشهري. وكان آخر عمل للتيار الموالي للغرب هو تجاهل إنتاج “لقاح كوفيران بركت” (لقاح كرونا) الذي تم إنشاؤه عبر مؤسسة “بركت” التابعة للمقر التنفيذي للإمام الخميني. وبحسب رئيس العلاقات العامة في المؤسسة بعد فحص دقيق لصحة المتطوعين الثلاثة الأوائل الذين تم تطعيمهم باللقاح حصل الأشخاص الأربعة التالون على تصريح بالحقن وتم تطعيم الشخص الأول.

الآن عشية الانتخابات الرئاسية لعام 2021، وهي أول انتخابات في هذا العقد وأول انتخابات رئاسية في الخطوة الثانية للثورة الإسلامية، وبالتالي أصبحت أهمية التفكير الخالي من التغريب أكثر وضوحًا. علاوة على ذلك قبل حوالي ثماني سنوات كانت البلاد منخرطة في مفاوضات مع الغرب، بعبارة أخرى كان تحقيق أربعة عقود من الدعاية الغربية هو أنه يجب أن نتبع أميركا من أجل الازدهار لكن النتيجة هي تضخم بنسبة 400 في المائة ونمو بنسبة 560 في المائة في السيولة وانخفاض قيمة العملة الوطنية إلى واحد من عشرة وانخفاض القوة الشرائية للشعب إلى الثلث وزيادة سنوية بنسبة 30 في المائة في القاعدة النقدية وما إلى ذلك. لكن لسوء الحظ فإن التيارات الموالية للغرب والتي يعتبر التغريب جزءًا منها ليست مستعدة للتخلي عن التلاعب بالرأي العام.

من الواضح أن هذا ليس رفضًا للمفاوضات لأن التفاوض ليس أكثر من استسلام، وما يسعى إليه النظام الأميركي هو أولاً استيعاب المكونات الأربعة لسلطة جمهورية إيران الإسلامية مثل “قاعدة الشعب” و”قوة الصواريخ” و”النفوذ الإقليمي” و”البرنامج النووي السلمي”. لكي تقوم بالخطوة التالية مثلما فعلت بصدام حسين.

على أي حال، مع تصاعد وتيرة الانتخابات الرئاسية يجب أن نضع في اعتبارنا أن الطريق إلى الأمام في هذه المنطقة ليس مسارات الغرب، ويجب علينا أن نولي مزيدًا من الاهتمام لأضرار الميرزا المتغربين في جمهورية إيران الإسلامية، أولئك الذين يبدون أنهم متمسكون بوطنهم وبمُثُل الثورة أكثر من أي إيراني، لكنهم يؤمنون داخليًا بأن التقدم مستحيل بدون الغرب.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: