الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة5 يناير 2021 07:45
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – التلوث يزيد نسب الإصابة بفيروس كورونا

تطرقت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال لرئيس مجموعة السلامة البيئية والتغير المناخي بوزارة الصحة الدكتور عباس شاهسوني، لموضوع ارتفاع نسبة التلوث في طهران، وتأثير هذا الارتفاع على تفشي فيروس كورونا. حيث أوضح شاهسوني أنه وفقاً للدراسات، فهناك علاقة بين ارتفاع خطر الإصابة بالفيروس، مع ارتفاع نسب التلوث في بعض المدن.

اليوم أصبح تلوث الهواء أحد المشاكل الرئيسية للمدن الكبرى في العالم. حيث أن التوسع المدني والعمراني والنمو السكاني ونمو القطاعات الصناعية والنقل وأنماط الاستهلاك غير المناسبة تسببت في ازدياد المخاوف بشأن ارتفاع نسب التلوث في الهواء والذي سيكون له أثار سلبية على الصحة ورفاهية المجتمع. فتلوث الهواء  يعد من أشد العوامل الخطرة على البيئة. ولكن تستطيع المجتمعات عبر تخفيضها لنسبة الذرات الملوثة للهواء من تقليل نسب الإصابة بأمراض كثيرة منها السكتة الدماغية وأمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي الحادة والمزمنة والتي يزيد التلوث من نسبها في المجتمع.

حاليًا  يعيش 92٪ من سكان العالم في بلدان تكون فيها مستويات تلوث الهواء أعلى من إرشادات منظمة الصحة العالمية (10 ميكروغرام لكل متر مكعب) وفي البلدان ذات الدخل المتوسط والمنخفض يكون الخطر أشد ونسب التلوث أكثر ارتفاعاً .

إن تلوث الهواء هو أحد رابع الأسباب الرئيسية  التي تؤدي إلى الموت المبكر بعد أمراض ارتفاع ضغط الدم والتدخين وسوء التغذية في جميع أنحاء العالم والمسبب الثاني الرئيسي للوفاة بعد الأمراض غير المعدية وبعد التدخين. وفي عام 2019 كانت الإحصائيات تشير إلى أن بين كل واحدة من كل تسعة وفيات تعود إلى تلوث الهواء.

تشمل ملوثات الهواء التي تشكل مخاوف رئيسية للصحة العامة الجسيمات الصغيرة، وأوزون التروبوسفير السطحي، وثاني أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، والتي يمكن أن تؤثر على العديد من الأجهزة والأنظمة وهناك أدلة كثيرة على وجود صلة بين هذه المواد وأمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي. وتشمل هذه العواقب الصحية المحتملة الأخرى أيضاً مرض السكري وتصلب الشرايين، وضعف نمو الأعصاب والرئة لدى الأطفال، وحتى الارتباط بالأمراض العصبية. وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تعد الجسيمات الصغيرة مؤشرًا شائعًا لتلوث الهواء وتؤثر على صحة الناس أكثر من أي ملوث آخر حيث أن المصدر الرئيسي  لهذه الجسيمات الموجودة في الهواء يعود إلى دخان السيارات والمصانع، ويتسبب التعرض المطول للجسيمات العالقة في إيران سنويًا إلى 41700 حالة وفاة مبكرة، فإن متوسط تركيز هذه الجزيئات المعلقة في إيران يزيد عن 3.8 ضعف إرشادات منظمة الصحة العالمية.

وفقًا لأحدث تقرير للبنك الدولي في عام 2018، استنادًا إلى البيانات المتعلقة بتركيز الجسيمات في طهران، فإن التكاليف الصحية (الموت والمرض) للمواد الجسيمية في طهران سنويًا هي 2.6 مليار دولار. وفقًا لهذا التقرير، إذا انخفض تركيز الجسيمات في طهران من 35 ميكروغرامًا لكل متر مكعب إلى 10 ميكروجرام لكل متر مكعب فذلك سيؤدي إلى انخفاض تكاليف الصحية السنوية (الوفاة والمرض) من الملوثات الجسيمية.

إن الأشخاص الذين يعيشون في مناطق يكون نقاء الهواء متدنياً ونسب التلوث مرتفعة، هم أكثر تعرضًا للإصابة بفيروس كورونا وفق أخر التقارير والدراسات والأدلة العلمية. ويعد تلوث الهواء أحد المحددات الرئيسية لزيادة الأمراض مثل الأنفلونزا وكورونا لأن زيادة تلوث الهواء يمكن أن تزيد من ضعف الجهاز، والتي ترتبط بارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة به فيروس كورونا. لهذا السبب حذر الاتحاد الأوروبي من أن الأشخاص الذين يعيشون في المدن الملوثة أكثر عرضة للإصابة بالفيروس.

أخيراً أظهرت  نتائج الدراسات أن هناك علاقة ذات دلالة إحصائية بين تلوث الهواء وعدوى كورونا، حيث يرتبط التعرض قصير المدى لتركيزات أعلى من الجزيئيات والغازات الأخرى بزيادة خطر الوفاة بسبب فيروس كورنا .

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: