الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يناير 2021 05:49
للمشاركة:

صحيفة “كيهان” الأصولية – الممثل السابق لخامنئي في فيلق القدس: سليماني عارض الاتفاق النووي وكان يبحث حكومة مقاومة

شرح الممثل السابق للقائد الأعلى في قوة القدس علي شيرازي، في مقابلة مع صحيفة "كيهان" الأصولية، بعض التفاصيل المتعلقة بالقائد السابق لقوة القدس قاسم سليماني، مشيراً إلى أنه كان لديه مواقف معارضة للاتفاق النووي، كما لفت إلى أن سليماني كان يدعو دائماً لتشكيل حكومة مقاومة.

عشية ذكرى استشهاد الحاج قاسم، وبعد كل يوم يمر على استشهاد هذا القائد العظيم وبطل الأمة الإيرانية، يصبح الناس أكثر دراية بأبعاد الشخصية السامية والإلهية للشهيد اللواء قاسم سليماني قائد قوة القدس.

حجة الإسلام علي شيرازي أحد قدامى محاربي الدفاع المقدس والحرس الثوري الإسلامي والصديق المقرب للجنرال سليماني والذي كان مسؤولاً عن تمثيل القائد الأعلى في قوة القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي خلال فترة عمله يُظهر بعض الذكريات والتحليلات حول شخصية “الحاج قاسم”.

  • متى وأين رأيت أول مرة الحاج قاسم؟ كم سنة عملتم معاً في قوة القدس؟

أول مرة عام 1982 قبل “عملية القدس”، حيث تم إرسالي من طهران إلى الجنوب، وقبل ذلك كنت في الغرب عندما بدأت عملية الفتح المبين. وعندما بدأت العملية أتيت إلى طهران وأُمرت من المنطقة العاشرة في طهران وهناك علمت أنه قد تم تشكيل لواء ثار الله كرمان وذهبت إلى ذلك اللواء. والتقيت بالقائد سليماني في تاريخ نيسان/ أبريل 1982.

وشاركت خلال الحرب ضمن عمليات متقطعة حتى نيسان/ أبريل 1986. حينها كنت مسؤولاً عن الإعلان بأن لواء ثار الله أصبح فيلقاً، وكنت ضمن فيلق ثار الله مع القائد سليماني حتى نهاية الحرب. وبعد الحرب، كنت في الحرس الثوري الإيراني ولكن كانت لدي علاقة عائلية مع الشهيد سليماني، ولكنني في عام 2010، عدت إلى قوة القدس التابع للحرس الثوري الإيراني مع القائد سليماني بناءً على طلب من القائد الأعلى، وبقيت معه حتى استشهاده.

  • عشية ذكرى استشهاد الحاج قاسم سليماني ما هو أول ما يخطر ببالك عندما تسمع اسمه؟

بنظري كان القائد سليماني أفضل صديق.

  • برأيك ما هو سر نجاح الحاج قاسم وكيف استطاع إفشال المخططات الأميركية المُعقدة في المنطقة؟

سر نجاح القائد سليماني يرتكز على أربع نقاط. أولاً علاقة القائد سليماني بالله، حيث كان مخلصاً في العمل بسبيل الله. ثانياً، علاقته بالأئمة المعصومين وخاصة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام. ثالثاً، علاقته بالولاية، حيث كان مُطيعاً سواء في عهد الإمام الخميني أو في العصر الحالي للقائد الأعلى. والرابعة كانت علاقته بوالديه وتواضعه أمامهم حتى في أوج قوته وبِرّه لهما. وقد كان في سوريا عندما توفيت والدته، وعندما عاد أبلغته في المطار بوفاة والدته وبعد بكائه قال إن من أعظم الأوسمة له هو تقبيل قدمي أمي. حيث كانت علاقته بوالديه شديدة، حيث كان يذهب شهرياً لقريته لرؤية والديه. وهذه هي العوامل التي جعلت القائد سليماني شامخاً.

  • يحاول البعض جعله شخصية غير مبالية بالقضايا السياسية الداخلية. هل كان هذا هو الحال حقاً؟ وما هي وجهة نظره وشخصيته في السياسة الداخلية؟

كما قال القائد الأعلى لم يكن منتسباً لتيار، بل تحدث في السياسة ولم يهتم بالإصلاحي أو الأصولي أو أي تيار آخر. وكان صلباً في مسألة القيم، وكذلك في الدفاع عن الدين والولاية وأوامر الولي الفقيه. وفي عام 2016، ألقى القائد الأعلى كلمة في جامعة الإمام الحسين (ع)، حيث استخدم مصطلح “حكومة المقاومة”. وقد أخبرني سليماني “إن حكومة المقاومة ليست هذه الموجودة اليوم ويجب علينا أن نذهب ويكون لدينا حكومة مقاومة”. ولم ينخرط سليماني عادة في النقاش الانتخابي لدعم شخص ما أو اتخاذ موقف، ولكنه أخبرني أنه يجب علينا الذهاب إلى كرمان والعمل هناك لتشكيل حكومة مقاومة.

وأذكر أنه كان هناك لقاء ببعض المدراء الوسطيين، وخلال هذا الاجتماع أثار أحد الحضور قضايا تتعلق بالقائد الأعلى، وكان قد حضر أحد نواب الحاج قاسم لهذا الاجتماع وخلال اجتماع مجلس فيلق القدس أثيرت هذه القضية. فسأله القائد سليماني ما كان رد فعلك؟ فقال الشخص: لم أقل شيئاً فقال له الحاج قاسم لو كنت مكانك لرميت الكأس الذي كان على الطاولة في وجه من أهان القائد. نعم الحاج قاسم لم يكن ينتمي إلى أي فصيل أو تيار، ليجذب الناس إليه، ولكن إذا رأى من يسيء إلى القيم فإن رده يكون قاسياً وشديداً.

وعلى سبيل المثال فيما يتعلق بالاتفاق النووي، يقول بعض الناس أن الحاج قاسم وافق عليه. كلا لم يكن هذا هو الحال. وكان لدى الحاج قاسم مواقف معارضة للاتفاق النووي. كما كان له مواقف من الفتنة في عامي 2009 و2019، حيث كان يقول “إننا يجب أن نقف خلف الولاية”. والحاج قاسم لا يمكن أن يخلو من الخطوط الحمراء فالولاية كانت الخط الأحمر لديه.

  • كان للحاج قاسم عظمة خاصة. ولكن في ذات الوقت نرى أنه عاطفي جداً. كيف اجتمعت هاتان السمتان المتناقضتان ظاهرياً فيه خلال تفاعله مع القوات والشعب؟

نحن نسميهما متناقضتان ولكن القرآن يسميهما مكملتان. “أشداء على الكفار رحماء بينهم”. حيث أن الحاج قاسم الذي يدير في ساحة القتال بصلابة حتى لا تسيل قطرة دم من أنف أحد دون سبب، هو ذات الحاج قاسم الذي  يحترق ويذرف الدموع عند فراق قائد كتيبة ويعامل أبناء الشهداء مثل الأب. إن تصرفات الحاج قاسم جعلته الحاج قاسم.

من خصائص الشهداء أنهم يعرفون تفاصيل موتهم، حيث يمكن رؤية هذا الوعي عن الموت في رسالة الحاج قاسم إلى بناته. دعنا نعرف ما هو رأيك في هذا؟

لقد عشنا مع الحاج قاسم لكنه لم يكشف لنا هذا السر قط. وعلى الرغم من أنه أخبرنا بشيء في اليوم الأخير، إلا أننا لم نعتقد أن هذه الرحلة ستكون الأخيرة. حيث كان مُعرضاً للاستشهاد مئات المرات ولدينا الكثير من الحقائق اليوم، ونحن نعلم أن الحاج قاسم رأى وعرف بيوم استشهاده قبل استشهاده. حيث أنه وفي سوريا وفي اللحظة الأخيرة التي يريد فيها السفر إلى العراق، كتب على قصاصة ورق “يا الله اقبلني نقياً”.

  • حدثنا قليلاً عن الزوايا الخفية وغير المعلنة للقائد سليماني. الذكريات والأشياء التي رأيتها ولمستها عن قرب؟

كلما نظر إليه الناس، أصبح أكثر إخلاصاً وتفانياً. وكان الحاج قاسم هكذا عملياً. لقد كنت خلال الحرب من أفراد قوة الحاج قاسم، وكنت مسؤولاً عن تمثيل القائد في فيلق القدس فكنت أقول للحاج قاسم إنني ما زلت من قواتك (رغم أن المسافة بيني وبين الحاج قاسم من الأرض إلى السماء) لكن كان من المستحيل أن يمشي الحاج قاسم أمامي ولو لمرة واحدة. وليس معي فقط، بل مع كل رجال الدين واهتم بجميع الزوايا.

ولا ينبغي أن ننظر لنرى أي عمل من أعمال الحاج قاسم نحب وأي عمل لا نحب. فإذا قبلنا الحاج قاسم كمدرسة، يجب أن نبقى في هذه المدرسة. ثانياً ما مقدار الاهتمام الذي أوليناه في حياة الحاج قاسم لمن كنا نعيش معه؟ وهل لم يعد لدينا مثله في مجتمعنا؟ أنا لا أقول في مستواه، أقل منه بدرجة أو درجتين. أقول لكل من سكن بجوار الحاج قاسم ما مقدار معرفتنا بالحاج قاسم؟

لذلك إذا قمنا بتحليل استشهاد الحاج قاسم بنظرة سطحية، فقد رحل الحاج قاسم وانتهى، ولكن عندما ننظر إليه بنظرة واسعة وبعيدة المدى نرى أن هذه الدماء هي البحر الذي سيغرق فراعنة هذا الزمان وسيحدث هذا وهو وعد إلهي، “فإن حزب الله هم الغالبون”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “كيهان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: