الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة3 يناير 2021 05:35
للمشاركة:

موقع “عصر ايران” – وفاة ثلاثة من علماء الدين وانتهاء عصر الشيخوخة في الأصوليين

تناول موقع "عصر ايران"، في مقال لـ"مصطفى داننده"، موضوع وفاة آية الله محمد تقي مصباح يزدي، حيث أشار إلى أن " وفاة آية الله مصباح يزدي أنهت بشكل رسمي المثلث المتمثل بمحمد رضا مهدوي كني ومحمد يزدي ومصباح يزدي"، مرجحًا أن "لا تكتب أو تتشكل قصة الأصوليين تحت عباءة رجال الدين"، كما رأى أن وفاة هؤلاء الثلاثة يوجّه رسالة إلى الجو السياسي في البلاد مفادها أن الأصوليين قد وصلوا إلى نهاية عصر الشيخوخة أو اللحية البيضاء.

يبدو أن المبادرة والعمل قد خرجا رسمياً من أيدي رجال الدين وأخذ السياسيون زمام العمل. حيث تولى صادق لاريجاني وسعيد جليلي ومحمد باقر قاليباف أماكن آية الله محمد رضا مهدوي كني ومحمد يزدي ومحمد تقي مصباح يزدي.

ينقسم التصنيف السياسي في إيران بين الإصلاحيين والأصوليين، وعادةً ما يعرف الجناح اليميني في البلاد برجال الدين المشهورين في قم وطهران. وكان على رأسهم ثلاثة شخصيات تولت قيادة الأصوليين.

وكان آية الله مهدوي كني أميناً عاماً لرابطة رجال الدين المناضلين في طهران، وآية الله محمد يزدي كأمين لجمعية المدرسين في الحوزة العلمية بقم، وآية الله مصباح يزدي كقائد روحي لجبهة الاستقرار.

وعادة ما كان الأصوليون يخوضون الحملات الانتخابية برجال الدين الثلاثة هؤلاء، حيث أن اثنين منهم في قم والثالث في العاصمة. وبالحقيقة قد دخل آية الله مصباح يزدي الحملات الانتخابية مباشرة وقدم قائمة بعد الانتخابات الرئاسية التاسعة. وعادة ما يتم إعداد قوائم اليمين الإيراني بإمضاء من هؤلاء الثلاثة ويتم تحديد مهمة الأصوليين من قبلهم.

ومع وفاة آية الله مصباح يزدي يكون هذا المثلث قد انتهى رسمياً ويبدو أن قصة الأصوليين لن تُكتب وتتشكل تحت عباءة رجال الدين. حيث أن وفاة هؤلاء الثلاثة يوجّه رسالة إلى الجو السياسي في البلاد مفادها أن الأصوليين قد وصلوا إلى نهاية عصر الشيخوخة أو اللحية البيضاء ولم يعد من الممكن توقع خروج صوت موحّد من التيار اليميني في إيران.

والجدير بالذكر أن الأصوليين لم يواجهوا مثل هذه الأزمة القيادية أبداً حيث كانوا دائماً ما يسلمون قيادتهم إلى قوة معروفة في فترات مختلفة، ولكن مع وفاة هؤلاء الثلاثة تظهر علامة استفهام كبيرة أمام اسم من سيتولى قيادة هذا التيار السياسي.

وأدّى عدم وجود قادة يتمتعون بكاريزما بين الأصوليين القادرين على جمع هذا التيار تحت مظلة واحدة إلى تفكك وانقسام هذا الفكر السياسي. ويبدو أن المبادرة والعمل قد خرجا رسمياً من أيدي رجال الدين وأخذ السياسيون زمام العمل. حيث تولى لاريجاني وجليلي وقاليباف أماكن آية الله مهدوي كني ومحمد يزدي ومصباح. ثلاثة سياسيين تحت مظلة واحدة ولكن كل واحد منهم يمضي في طريق الانفصال وغير راض عن التواجد مع الآخر.

المثير في الأمر أن الجو السياسي في البلاد دفع تيار الأصوليين نحو التطرف. التيار الذي كان يُعرف لسنوات في إيران باسم المحافظين يحمل الآن سيفاً ويلوح به بوجه المنافسين، حيث تم تهميش المعتدلين من اليمين، مثل علي لاريجاني وناطق نوري.

وعلى عكس الأصوليين، فإن الإصلاحيين أكثر التزاماً بمبدأ الشيخوخة، حيث لا يزال بعضهم يرى تحقيق السعادة في التجمع تحت عباءة السيد محمد خاتمي.

وكما تُشير الأدلة، حيث أننا شيئاً فشيئاً نقترب من نهاية حقبة وجود رجال الدين في الفضاء السياسي للبلاد ومن غير المرجح أن تتجه التيارات السياسية الأخرى إلى رجال الدين ومؤسساتهم الشهيرة لاتخاذ قراراتهم مثل مجتمع المدرسين ورجال الدين المناضلين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “عصر ايران”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: