الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 يناير 2021 07:41
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – الأصوليون والانتخابات الرئاسية.. خوف مبكر من الإصلاحيين

تطرقت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في أحد مقالاتها، لموضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة، والصراع القائم بين الأصوليين والإصلاحيين، مشيرة إلى أن الأصوليين المتطرفين يبدو أنهم قد سحبوا سيوفهم ولن يتخلوا عن أي تكتيكات تساعدهم للوصول إلى غایاتهم وهي رئاسة الجمهورية، حسب تعبير الصحيفة.

استطاع الأصوليون بالفوز بالأغلبية في الانتخابات النيابية بأدنى حد من الأصوات في ظل غياب الإصلاحيين، ليجعلوا مجلس النواب تحت تصرفهم ظناً منهم أنهم يستطيعون الفوز بالانتخابات الرئاسية لعام 2021 بنفس الطريقة. لكن يبدو أن الوضع ليس بهذه السهولة بالنسبة لهم. ظنوا أنهم سيكونون مرتاحي البال إذا استطاعوا خلق خطاب وأرضية سياسية مناسبة لهم، ولكن لايزال للإصلاحيين  القدرة على أن يبرزوا قوتهم التي تعتمد على دعم المجتمع لهم لأن الأصوليين بسبب خوفهم قد بذلوا كل جهدهم خلال هذه الفترة، في تشويه صورة الشخصيات الإصلاحية وتدميرها من خلال توجيه بعض الاتهامات. وأثار الأصوليون قضايا قاموا باختلاقها كاعتماد الإصلاحيين على أجهزة المخابرات الغربية أو حقيقة أن الإصلاحيين أخذوا الأموال من الأميركيين وأن الولايات المتحدة دعمت الإصلاحيين بشكل مباشر في انتخابات 2021، وكل منها يتطلب وثائق ذات مصداقية ولكن مع غياب أي أدلة كافية يكون ذلك مجرد اتهامات.

وأيضاً من أمثلة الاتهامات الموجهة هو ما تناولته صحيفة “كيهان” الأصولية، باتهام الإصلاحيين بالتعامل مع اسرائيل، وأضاف أحمد كريمي أصفهاني إلى ذلك قوله أن “الازدواجية التي يطرحها الإصلاحيين تتم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة وأنهم يريدون أيضا فرض مفاوضات على الشعب الإيراني في برنامج منسق مع الولايات المتحدة لو لم تكن مثل هذه الازدواجيات موجودة وأميركا لديها الجرأة على مهاجمة إيران لما ترددت بفعل ذلك العمل ولأقدمت على فعله، ومن الأفضل للإصلاحيين ألا يدقوا طبول الحرب والسلام كثيراً لأن مثل هذه السياسة لم يعد لها أي فعالية ولن ينخدع الناس بهذه الطريقة في انتخابات 2021”.

ولكن ما سبب كل هذه الاتهامات؟ السبب هو إيجاد الإحباط العام لأن الأصوليين الراديكاليين يرون في قضية التفاوض صلة بالغرب ويعتقدون أنه لا يوجد أي أمل في الانفتاح الدولي بهذه المفاوضات، حيث أنهم يستطيعون الفوز في الانتخابات وسط الإحباط العام بأدنى حد من التصويت. لهذا السبب يعتقد بعض النشطاء السياسيين أن الأصوليين المتشددين لم يكونوا سعداء للغاية بهزيمة ترامب ولا يمانعون في تشكيل قوة أميركية جديدة مثلهم لا تؤمن بشكل أساسي بالدبلوماسية.

في الواقع  كان ترامب اختيارًا رائعًا لمعارضي الانفتاح الدولي لأنه أظهر أيضًا خلال سنواته الأربع في المنصب أن حكومة الولايات المتحدة ليست على دراية بأساسيات التفاوض، بالإضافة إلى أنها لا تؤمن بالمعاهدات الدولية. حيث أن ترامب مثل نتنياهو والمتطرفين المحليين، يعارض مبدأ الاتفاق النووي منذ بداية ولايته في الحكومة.

 في الحقيقة هناك مواقف غير واقعية، حيث أن بعض القوى الأصولية قالت مؤخرًا إن الإصلاحيين يسعون من خلال مبدأ ازدواجية السلام والحرب إلى إيجاد حرب إرهابية في البلاد. من خلال إثارة هذه القضية وباستخدام هذه الأداة يريدون إجبار الناس على التصويت لجبهة الأصوليين من خلال هذه الادعاءات، بينما لوحظ في الأيام القليلة الماضية أن وجود شخص مثل ترامب يقاطع أي مفاوضات يمكن أن يضع البلاد على حافة أزمة عميقة.

من ناحية أخرى قاموا بتضيق الطريق على الإصلاحيين حيث يعتزم الأصوليون جعل الوضع أكثر صعوبة على الإصلاحيين من خلال توجيه اتهامات مختلفة وربما خلق أسباب واسعة النطاق للتنحي من خلال ممارسة الضغط النفسي على مجلس صيانة الدستور. أيضا مع علمهم بأن الناس يهتمون لخطاب التفاوض يسعون لخلق جو جديد يساعد في هدم وحرق هذا الخطاب عبر تكرار كلامهم أن التفاوض يعادل الاعتماد على الولايات المتحدة وإسرائيل وذلك من أجل أن يمتنع الإصلاحيين عن ذكر دليلهم وحججهم لقيام هذا التفاوض بشكل عام، حيث أدرك الإصلاحيون أن مثل هذه الاتهامات قد تكلفهم ثمناً سياسياً باهظ الثمن.

في النهاية، يبدو أن الأصوليين المتطرفين قد سحبوا سيوفهم ولن يتخلوا عن أي تكتيكات تساعدهم  للوصول إلى غایاتهم، ومع ذلك هم  يعلمون في أنفسهم أن الاتهامات غير الموثقة ليس لها أي تأثير على تصويت الناس على عكس ما يدعيه الأصوليون. لأنه في حال اشتكى الناس من الوضع الحالي فلا يمكنهم رفع أصواتهم ولكن في حالة عدم تصويت الأغلبية سيفوزون بحد أدنى من الاقتراع في الانتخابات المقبلة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: