الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 ديسمبر 2020 08:48
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – ابنة صانع لقاح كورونا تختبره

تطرقت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال لـ"فریبا خان احمدي"، إلى التجارب السريرية للقاح كورونا الإيراني. حيث أجرت مقابلة مع المسؤولين في وزارة الصحة، الذي أوضح بدوره كيفية الوصول إلى هذه المرحلة من التجاري، شارحاً الخطوات المقبلة.

أخيراً وبعد 11 شهراً تمكّن الباحثون الإيرانيون من التوصل للقاح كورونا. عشية الذكرى السنوية الأولى لتفشي فيروس كورونا في إيران وقع أكبر حدث علمي في البلاد بتاريخ 29 كانون الأول/ ديسمبر 2020 وبدأ الحقن البشري لبعض المتطوعين في المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح كورونا الإيراني. وقد تم الكشف عن لقاح كورونا الأول الذي قام بتصنيعه الباحثون الإيرانيون عن طريق حقن ثلاثة متطوعين. وكان أول متطوع لحقن اللقاح ابنة محمد مخبر رئيس الهيئة التنفيذية لأمر الإمام الخميني حيث نجحت الحقنة الأولى ولم تظهر عليها أعراض مثل الصدمة وارتفاع الحرارة. وتم إجراء الاختبار الثاني على الدكتور علي عسغري الوكيل الاجتماعي لهيئة تنفيذ أمر الإمام الخميني.

وكان المتطوّع الثالث المهندس خليلي، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات التابعة لهيئة تنفيذ أمر الإمام. ووفقاً للدكتور حسيني مدير مجموعة الدراسات السريرية للقاح كورونا الإيراني، بعد هذه المرحلة تستمر المرحلة الأولى حتى حقن المتطوّع الأخير من الـ56 شخصاً. وكما سيتم إجراء حقنتين في اليومين 0 و 14 وبعد 28 يوماً من آخر حقنة، سيتم إعلان النتائج.

وقالت “طيبة مخبر ابنة محمد مخبر” والتي كانت أول من حصل على اللقاح الإيراني “أنا سعيدة ولكن ليس فقط لأنني أول من حقن اللقاح ولكن لأن هذه العملية العلمية تقدّمت بشكل جيد في البلاد.”
وقال الدكتور علي عسغري بعد تلقيه لقاح كورونا: “أنا طبيب ولم أشعر بالقلق. وهذا اللقاح آمن تماماً، وسوف يتم إثباته في الخطوات القادمة.”

وأوضح أمين اللجنة الوطنية لأخلاقيات البحث الطبي بوزارة الصحة إحسان شمسي كوشكي، في حديث مع “ايران”، أن “الأمر يتطلب سلسلة من المتطلبات العلمية والأخلاقية والقانونية لإنتاج أي دواء أو لقاح جديد. وهذه المتطلبات والحساسيات حول الأدوية أو اللقاحات التي يتم إنتاجها لأول مرة هي أكثر خطورة وتختلف عن إنتاج المنتجات أو الأدوية التي تم تصنيعها سابقاً. بالإضافة إلى ذلك، فإن إنتاج اللقاح أكثر حساسية لأن اللقاح سيتم حقنه للملايين أو حتى المليارات”، مضيفاً “عندما يتم إنتاج لقاح فإن الشركات التي لديها بالفعل القدرة التقنية على الإنتاج تأخذ التقنية الأساسية من الباحثين والعلماء وتدعم تطوير المعرفة التقنية ضمن إطار عمل بحثي بالتعاون مع الباحثين”.

ووفقاً له فإن إنتاج لقاح جديد يتكون من جزأين مهمين؛ جزء يتعلق بإنتاج المعرفة التقنية والإنتاج المخبري والجزء الآخر يتعلق بالإنتاج الصناعي على نطاق واسع. أما بالنسبة للخطوة الأولى، وهي وجود المعرفة التقنية، نظرًا لتطور البنية التحتية البحثية في البلاد خلال السنوات الماضية، فقد تم توفيرها لحسن الحظ. توصلت مراكز الأبحاث والباحثون الذين قاموا بالكثير من الأبحاث والمختبرات والأعمال الفنية في هذا المجال في السنوات الماضية إلى الثقة بالنفس بأنهم يستطيعون إنتاج المعرفة التقنية.

ولفت شمسي كوشكي إلى أن “الباحثين طوروا أيضاً بتقنيات مختلفة في بلدنا مرحلة البناء المخبري للقاح كورونا. وفي حالة الإنتاج الصناعي فالقضية مختلفة تماماً، وحقيقة أن اللقاحات الحالية المنتجة في جميع أنحاء العالم مصنوعة من قبل شركات أدوية كبيرة جداً مثل pfizer تُظهر أن البنية التحتية للإنتاج الصناعي هي عامل مهم للغاية وعامل رئيسي في هذا الصدد”.

وأضاف “في المرحلة الأولى من إنتاج اللقاح والتي تسمى المرحلة قبل السريرية يجب أولاً إنتاج المنتج في المختبر ثم اختباره على الحيوانات. حيث أن الاختبارات المعملية (المخبرية) لها تعقيداتها الخاصة. ومن ثم يتم إجراء خطوة الاختبار على الحيوانات المختلفة مثل القوارض والفئران ونوع خاص من القرود”.

وقال: “تقرر أن أي شركة تتقدم لإنتاج اللقاح يجب أن تقدم دليلها البحثي قبل السريري إلى مكتب المنتجات البيولوجية والمختبر المرجعي للرقابة التابع لإدارة الغذاء والدواء. حيث أن ما تخبرنا به الاختبارات المعملية والحيوانية هو معلومات أساسية حول ما إذا كان اللقاح آمناً أولاً ومن ثم فعاليته، أي أن السلامة والفعالية هما جناحا تطوير اللقاح. ومن ثم تقوم إدارة الغذاء والدواء بعد ذلك بفحص موقع الإنتاج بناءً على البيانات الحيوانية والمخبرية، أو ما يطلق عليه الممارسات التصنيعية الصالحة (GMP)، مما يعني أن الشركة يجب أن تكون قادرة على إنتاج المنتج في المكان المناسب بما في ذلك البيئة المعقمة والتقنية. وبعد موافقة إدارة الغذاء والدواء على اعتبارات المختبر والتجارب على الحيوان وجودة الإنتاج التقني، يتم تقديم اقتراح الدراسة السريرية من قبل الشركة المُتقدمة إلى مكتب الدراسات السريرية في هذه المنظمة. وفي العديد من البلدان عادةً ما تساعد مؤسسة أخرى تسمى منظمة البحوث التعاقدية (CRO) شركات الأدوية على القيام بذلك بشكل أفضل”.

يجب على المرشحين الدخول في هذه الخطوات بوعي. وبعد كل شيء، فإن أي عمل بحثي له مخاطره وقد يكون له مشاكل، ولهذا يجب اختبار الأدوية واللقاحات قبل إنتاجها بكميات كبيرة والسماح لها بدخول السوق، وإذا نجحت المرحلة الأولى، تبدأ المرحلة الثانية.

في هذا السياق، أكد الدكتور شمسي كوشكي أن إدارة الغذاء والدواء واللجنة الوطنية لأخلاقيات البحث تراقبان جودة المنتجات وفعاليتها وسلامتها، مضيفاً “لن يتم حقن المنتج للشعب حتى تكتمل هذه التجارب السريرية للقاح كورونا. ومن ناحية أخرى، لا يمكن الإعلان عن موعد محدد للقاح كورونا، وكل ذلك مُتوقع. ويجب أن نرى نتائج المرحلة الأولى، إذا نجحت المرحلة الأولى ستبدأ المرحلة الثانية. وبعد نتائج المرحلة الثانية، سنقوم في المرحلة الثالثة بتقييم سلامة وفعالية اللقاح. وفي اليوم الذي تقوم فيه إدارة الغذاء والدواء بالترخيص لكل لقاح ومنتج عندئذٍ يمكن للناس استخدم المنتج بأمان. وعلينا أن ننتظر بصبر”.

من جهتها، أوضحت طيبة مخبر أول امرأة متطوعة تتلقى لقاح كورونا الإيراني، في حديث مع “ايران”، أنه “بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها والدي، حيث كنت أتابع التقدّم المُحرز في هذا المشروع الوطني خلال الأشهر القليلة الماضية ورأيت أنه يتم التقيد الصارم بجميع المعايير، وشاهدت مدى التركير على جميع التفاصيل للموافقة على جميع الاختبارات. ولهذا السبب كنت أؤمن حقاً بجهود علمائنا. والحقيقة هي أنه اليوم عندما تم إنجاز هذا المشروع على يد علمائنا الأكفاء، وقد رغب كل أفراد عائلتي أن يكون هذا الأمر من نصيبهم؛ ونظراً لأنهم جميعاً أصيبوا بكورونا فقد كنت أنا فقط مؤهلة للدخول في مرحلة التجربة السريرية”.

ورأت مخبر أن “الجهود اليومية للعلماء والنخب هي التي تمنحنا الثقة بالنفس والفخر الوطني وغير ذلك فأنا واحد من بين جميع الأشخاص والشباب الذين تطوعوا لهذا العمل. وقد وصل اللقاح الإيراني إلى هذه المرحلة بمعايير عالمية ونأمل أن يصل إلى مرحلة الإمداد العام بأقل الآثار الجانبية”، مضيفة “يجب على كل واحد منا أن يقوم بواجبه بشكل صحيح وعلى أساس الصدق والواقعية. سواء شجعنا الآخرون أو حاولوا تثبيطنا فإن ذلك لن يقلل من مسؤوليتنا. ولكنني بالتأكيد أثق بثمار معرفة علمائنا والتزامهم المهني والديني أكثر من الأجانب”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: