الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 ديسمبر 2020 08:41
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – محمد ورستم أعمدة مخطط الإصوليين لانتخابات رئاسة إيران

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في أحد مقالاتها، موضوع الانتخابات الرئاسية المقبلة وترشّح العسكريين فيها. حيث لفتت الصحيفة إلى أن الاسمين المطروحين بقوة عند الأصوليين هذه الأيام هو رستم قاسمي لرئاسة الجمهورية وسعيد محمد لرئاسة بلدية طهران، معتبرة أنه في الوقت الذي يراقب فيه الإصلاحيون الانتخابات عن كثب أكثر من أي وقت مضى يبدو أن الأصوليين قد حملوا خيولهم من المجلس إلى الحكومة ومن الحكومة إلى البلدية لتولي زمام الأمور، حسب تعبيرها.

يحلم بعض الأصوليين بشخصيتين عسكريتين لديهم بأن يصلوا إلى رأس السلطة التنفيذية، وهما رستم قاسمي للعام 2021، وسعيد محمد للعام 2029. نهاية هذه الخطط هي الاستيلاء المتزامن على الحكومة والبلدية من قبل هذين الشخصين العسكريين. بالإضافة إلى عمل المجلس الحادي عشر في “تعديل مواد قانون الانتخابات الرئاسية” وبالتوازي مع انتقادات لبعض السياسيين والبرلمانيين لبعض التعديلات والمقترحات فقد ورد الآن أنه من منظور هذه الإجراءات والإصلاحات ليس فقط رئاسة 2021 هي حلمهم، بل لديهم أيضًا خططًا لعام 2025 وربما 2029.

كان هناك الكثير من الانتقادات بأن جزءًا من الإصلاح يهدف فقط إلى القضاء على المنافسين الذين هم إما في عمر معين أو يختلفون في عدد جوازات السفر عن الأشخاص العاديين. لكن قصة برلمان المحافظين لم تنته برئاسة 2021 وخططت لعام 2025 و 2029 أيضًا. في الأيام التي قيل فيها عن “المرشح العسكري”، رفعت رسائل عسكرية كثيرة في الانتخابات من حسين دهقان ومحسن رضائي إلى قاليباف وشمخاني ولكن بالإضافة إلى هذه الأسماء ظهر اسمان آخران: أحدهم سعيد محمد وآخر هو “رستم قاسمي” الذي كان وزير النفط في حكومة “محمود أحمدي نجاد” ولا يزال نشطًا ومؤثرًا في مجال النفط.

بحسب الأصوليين إذا كان الاستنتاج النهائي هو المرشح العسكري هناك خيارات مثل قاليباف الذي يعتبره الكثيرون مصمَّما على رئاسة 2021 واللواء دهقان الذي أعلن منذ فترة طويلة عن استعداده للترشح. من جهة أخرى، يعتبر بعض الأصوليين أن رستم قاسمي لديه خلفية تنفيذية في وزارة النفط وقاعدة خاتم الأنبياء، بالإضافة إلى وجوده في مجال البناء ومساعدة وزارة النفط والوزير بيجن زنغنه في الخروج من دائرة العقوبات الضيقة. يعتقد هؤلاء الأصوليون أنه بالنسبة لرئاسة عام 2021 والتي تعتبر القضية الاقتصادية ومواجهة العقوبات أمراً مهماً فإن رستم قاسمي هو الشخصية التي يمكن أن تلعب في كلا المجالين.

قضية أخرى بخصوص رستم قاسمي هي أن أحواله تتماشى مع بعض الإصلاحات التي تجري حاليا أثناء المراجعة البرلمانية أي أن البعض توصل إلى أن ضغط مجموعة منتقدي قاليباف وأولئك الذين قد يتخذون أي إجراء لمنع قاليباف من القدوم والفشل فإن رستم قاسمي يمكن أن يكون “بديلاً” جيداً في حالة تعدد المرشحين المبدئيين والعسكريين يبدو الإجماع على رستم قاسمي أكثر من الإجماع على محمد باقر قاليباف.

في بعض المناقشات والتحليلات يتم تشكيل “خطة” أخرى وتنظيمها وبهذه الطريقة قد يكون لمجلس مدينة طهران السادس ترتيب مشابه للأيام التي نشأ فيها محمود أحمدي نجاد.
في بعض الأوساط الأصولية هناك حديث عن رئيس بلدية طهران المستقبلي سعيد محمد مع التفسير اللافت للنظر: هناك أشخاص على القائمة مدعومين من قبل الأصوليين الذين قبلوا سعيد محمد كرئيس للبلدية وإذا دخل هذا السيناريو حيز التنفيذ فيجب الموافقة على أن التعديلات على قانون الانتخابات الرئاسية لا تشمل فقط 2021 بل تمتد لعام 2025 و 2029.

الافتراضات التي يتم وضعها الآن في الانتخابات الرئاسية هي أنها تقترح خططًا متعددة المراحل وطويلة المدى. يعتقد بعض المحللين الذين هم على دراية جيدة بخلفية ومذاق الأصوليين أنه لن يتم تشكيل تحالف لجميع الجماعات الأصولية ما لم يكن لدى الفرد المعني أقل إثارة للتوتر والتحدي.

على سبيل المثال إذا أراد قاليباف إقامة تقارب أصولي فلن يتمكن بالتأكيد من الخروج من دائرة “التحالف الإسلامي” و “أحمدي نجاد” و “مجموعة الاستقرار”. رغم أن البعض مثل الياس نادران وميرسليم قد صاموا في صمت لكن هذا الصمت سينقطع بالتأكيد مع ظهور قاليباف. وكسر الصمت هذا سيحدث بمرارة مع هؤلاء الناس لأن إصرار الأصوليين الذين اشترطوا رئاسة قاليباف بالهيئة التشريعية بعدم الترشح للرئاسة سيخلق بالتأكيد مزيداً من التوتر داخل مخيم الأصوليين.

هذه التنبؤات إلى جانب الانقسام الذي هو توأم الأصوليين ولن يتخلوا عنه ستؤدي إلى خيارات أقل إزعاجًا في خيارات الأصوليين. نادرًا ما يتم العثور على الأشخاص الذين يتمتعون بهذه الخصائص والذين يتمتعون أيضًا بقاعدة اجتماعية قوية وتصويت معين ما لم يتفقوا على شخصيات أقل إثارة للجدل بسبب قربهم من شخصيات وطوائف سياسية معينة.

إن تعيين سعيد محمد رئيساً لبلدية طهران في خطة وضعها الأصوليون يمكن أن يذكرنا بإعادة إنتاج نفس السيناريو الذي قرب “محمود أحمدي نجاد” من الحكومة وجعله أخيراً رئيساً. سيكون وجود سعيد محمد لمدة أربع سنوات والذي يقوم حاليًا ببناء وتنفيذ مشاريع كبيرة في بلدية طهران فرصة للنأي بنفسه عن كونه رجلًا عسكريًا ومعتمدًا على الأجهزة العسكرية وتعلم الخبرات والموارد المفيدة لرئاسة الحكومة والشؤون التنفيذية للبلاد.

في الوقت الذي يراقب فيه الإصلاحيون الانتخابات عن كثب أكثر من أي وقت مضى يبدو أن الأصوليين قد حملوا خيولهم من المجلس إلى الحكومة ومن الحكومة إلى البلدية لتولي زمام الأمور.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: