الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 ديسمبر 2020 08:36
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – أوباما وترامب وبايدن: عملةٌ ذات وجه واحد

سلطت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، الضوء في مقال للنائب والوزير السابق سيد محمد مرندي، على التشابه في الحكم بين رؤساء الولايات المتحدة الأميركية. حيث رأى مرندي أنه لا اختلاف في سياسات أميركا تجاه إيران مهما تغيّر الرئيس الموجود في البيت الأبيض، معتبراً أن السياسة الأميركية ثابتةٌ لا تتغير وإنما تتغير الطريقة المتبعة من قبل كل رئيس.

يمثل الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب فجوة في الداخل الأميركي، وهو نتاج الإنقسامات الأميركية التي لم يصنعها بنفسه كالإنقسامات العرقية والاقتصادية والثقافية التي أتسعت بشكل حاد في السنوات الأخيرة وزادت ووتوسعت في عهده مما يدل أن أميركا تتجه لتصبح أضعف من ذي قبل. ولكن من ناحية أخرى فإن ترامب رجل يتمتع بأخلاق معينة نعرفها ولكن الشيء اللافت للنظر هو أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في عهد ترامب لم تكن مختلفة كثيرًا عن سياسة الإدارات السابقة. صحيح أن ترامب هو من قام باغتيال الشهيد الجنرال قاسم سليماني ولكن اغتيال العلماء النوويين يعود إلى عهد الرئيس السابق باراك أوباما.

وأما الحروب القذرة في سوريا واليمن وليبيا اندلعت في عهد أوباما والذي كان بايدن في حكومته وإلى جانبه. سقط الكثير من الشهداء بسبب أوباما والرئيس التركي رجب طيب إردوغان وإسرائيل والإمارات وقطر وأجهزة الأمن التابعة للاتحاد الأوروبي في المنطقة. وبالتالي فإن بالتوجه العام لإدارة أوباما وترامب نجد أن لا أختلاف بينهما، مع الأخذ بعين الاعتبار أن ترامب شخص لا يمكن التنبؤ به في السلوك والأفعال والكلام لأن ترامب أكثر قلة حياءٍ ووقاحة.

بسبب الانقسامات الداخلية في الولايات المتحدة وعداء الديمقراطيين مع ترامب تعكرت العلاقات الأميركية مع روسيا، وأصبح ترامب متوتراً إلى حد ما مع الصين وذلك أيضاً بسبب الديمقراطيين. في الحقيقة أن الاختلافات الموجودة في الإدارة الإميركية ساعدت بعضها لتصبح أميركا أكثر انعزالاً مما سبق بالإضافة الى سلوك ترامب وأن الديمقراطيين لديهم نفوذ خارج حدودهم أكثر من الجمهوريين. كما زاد ترامب العزلة الأميركية خاصة في أوروبا، وجزء من هذه العزلة على المستوى الدولي والانقسامات الداخلية للولايات المتحدة هو نتاج حكم ترامب، ولكن الكثير منها لم يكن من عمله بل كانت موجودة قبل توليه الرئاسة.

فكما اعترف بايدن بنفسه مراراً وتكراراً أنه مع وصوله إلى الحكم لن يغير كثيراً، فيجب ألا نتوقع رؤية اتجاه جديد في سياسة الولايات المتحدة عندما يتولى بايدن منصبه حيث كتب المرشح لمنصب مستشار بايدن في رسالة إلى “هيلاري كلينتون” في 12 شباط/ فبراير 2012 أن “تنظيم القاعدة في سوريا هوا معنا” لذلك هؤلاء الحكام لديهم نفس النهج المتبع ولكن بسلوكيات مختلفة.

إن بايدن يميني أكثر من أوباما، وذلك لأن الأشخاص الذين يعتزم بايدن ترشيحهم لتولي المناصب في الإدارة الأميركية القادمة هم أكثر حدة وتشدد من أولئك الذين كانو محيطين بأوباما. لذلك وفقًا لاعترافات بايدن، فإنه لا يتوقع منه الكثير ولكن سيكون لبايدن بعض التغييرات لأنه يريد إثبات أنه مناهض لترامب ويختلف عنه تمامًا.

النتيجة لكل ذلك هي أن أوباما قد فعل الكثير ضد إيران، لذلك لا يجب أن نتوقع من بايدن اليميني المتشدد أن يكون أفضل من نظرائه السابقين في الرئاسة الأميركية في التعامل مع الجمهورية الإسلامية في إيران لأن جميعهم متشابهين والسياسة الأميركية لن تتغير معنا.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: