الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 ديسمبر 2020 07:14
للمشاركة:

موقع “المونيتور” – هل تمتلك إيران خطة لخلافة خامنئي؟

ناقش موقع "المونيتور"، في مقال لـ"علي هاشم"، موضوع صحة القائد الإيراني علي خامنئي وخليفته المحتملة بعد الشائعات الأخيرة بشأن تدهور صحته. حيث ذكّر هاشم في المقال، بعملية تنصيب خامنئي خلفاً لآية الله روح الله الخميني والظروف التي رافقت ذلك، معتبرًا أن "الطريق لفهم هذه المسألة قد يكون من خلال إلقاء نظرة على كيفية صعود خامنئي إلى هذا المنصب عام 1989، ومعرفة الخلفيات التي قادت لاختياره قائدًا لإيران في حينه".

يبلغ عمر القائد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي 81 عاماً. منذ أعوام مضت وحتى اليوم، تنتشر تقارير عديدة وبشكل متكرر حول تدهور صحته. لقد وُصف في العديد من التقارير الإعلامية بأنه مريض، رغم عدم وجود دليل على أن الرجل الذي يحكم إيران منذ عام 1989 في حالة صحية سيئة بالفعل. في 15 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، ظهر أمام الكاميرات أثناء استقباله عائلة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني ولجنة تنظم إحياء الذكرى الأولى لاغتياله في 3 كانون الثاني/ يناير من هذا العام في بغداد بطائرات أميركية بدون طيار.

في ذلك الاجتماع، ظهر خامنئي عبر مقاطع فيديو وهو يمشي وبصحة جيدة، إضافة للعديد من الصور لوجهه والتي نشرها. ربما كان الهدف من نشر الصور والفيديوهات هو دحض الشائعات التي تزعم أنه مريض وأن مهامه قد نقلت إلى ابنه مجتبى. تصدرت الشائعات عناوين الصحف خلال الأسبوع الأول من كانون الأول/ ديسمبر بناءً على مصدر واحد على تويتر دون التحقق من صحة المصدر الذي نشر الأخبار حول تدهور صحة خامنئي في أربع مناسبات سابقة بين عامي 2013 و 2020.


ظهر خامنئي مرة أخرى في 20 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، عندما ألقى كلمة متلفزة بمناسبة اليوم الوطني للممرضات ومولد حفيدة النبي محمد، زينب.

إن التقارير المتعلقة بصحة خامنئي واستلام نجله مقاليد الحكم، تذكرنا بتقارير مماثلة من حقبة مختلفة. في السنوات الأخيرة لسلف خامنئي، آية الله روح الله الخميني، كانت هناك تقارير مماثلة تدعي أنه مع تدهور صحة الخميني، كان المرشح الأقوى لخلافته هو ابنه أحمد الخميني. كان ابنه رجل دين متوسط المستوى معروفًا بأنه المقرب من والده. في ذلك الوقت، أشارت المقالات إلى الصلاحيات التي يتمتع بها الابن وتأثيره القوي الذي جعله أحد المرشحين للخلافة.

حتى بعد انتخاب خامنئي كمرشد أعلى مؤقت في حزيران/ يونيو من العام 1989 بعد وفاة الخميني، استمرت التكهنات في وسائل الإعلام التي أشارت إلى وجود صراع على السلطة، حيث وضعت قوائم بأكبر عدد ممكن من الأسماء، بما في ذلك أحمد الخميني مرة أخرى.

أوضح رجل دين إيراني أصولي للمونيتور، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن “أولئك الذين يتكهنون بأن مجتبى خامنئي سيكون القائد الأعلى المقبل لإيران يفتقرون إلى أساسيات السياسة الإيرانية بعد الثورة”، مضيفاً أن “الإيرانيين لن يقبلوا العودة في التاريخ إلى الأيام التي كانت تنتقل فيها السلطة من الأب إلى ابنه، بغض النظر عن هوية الأب والابن”.

وبحسب المصدر نفسه ، فإن الذين يروّجون هذه الشائعات “يخلقون جوًا من الشك في عملية الخلافة، التي عندما يحين وقتها يجب أن تكون سلسة وسريعة، بالنظر إلى حقيقة أن مؤسسات الثورة بعد 40 عامًا يجب أن تكون قادرة على إدارة التحولات، إضافة إلى أن عدد المرشحين لهذا المنصب أكثر من كاف ليختار أعضاء مجلس الخبراء من بينهم”.

وكانت “المونيتور” قد أوضحت في وقت سابق، أن لدى مجلس الخبراء لجنة فرعية سرية مؤلفة من ثلاثة أشخاص تم انتخابهم لوضع قائمة بالخلفاء المحتملين، حيث تقوم هذه اللجنة بتحديث قائمتها بشكل دائم وتبقيها سرية حتى يأتي اليوم الذي يجب فيه تعيين خليفة لخامنئي.

وأكد آية الله محسن أراكي، عضو مجلس الخبراء، في مقابلة حديثة مع وكالة فارس الإخبارية، أن هناك ثلاثة أسماء على القائمة ولا تزال سرية، مشيراً إلى أن عضوية المجلس ليست شرطاً للوجود في القائمة المصغرة للخلفاء المحتملين، مضيفاً “القائمة دائماً يتم مراجعتها وتسجيل المؤهلين للقيادة بشكل سري، بحيث يمكن عرضهم على مجلس الخبراء عند الضرورة.

ووافق مصدر آخر، يميل أكثر نحو المعسكر الإصلاحي، على أن فكرة خلافة مجتبى خامنئي لوالده هي أكثر من حلم لبعض الأصوليين، مشيراً إلى “أنهم يدركون أن هذا أمر صعب في بلد مثل إيران، رغم أنه من المعروف أن انتخاب خليفة سيحتاج إلى مباركة نجل الزعيم الحالي القوي، والحوزة في قم، والحرس الثوري الإيراني. شهدت عملية خلافة الخميني في العام 1989 ظهور أحمد الخميني، إلى جانب هاشمي رفسنجاني، كصناع ملوك”.

دائمًا ما تكون صحة القائد الأعلى موضوع تحليل في وسائل الإعلام، حيث يعتقد الكثيرون أن اتجاه إيران يتم تحديده بناءً على من يتم اختياره في هذا الموقع. وقد دفع ذلك الكثيرين إلى طرح قوائم المرشحين خلال السنوات الماضية، وتناثرت في وسائل الإعلام أسماء مثل الراحل محمود هاشمي شهرودي، وإبراهيم رئيسي، وصادق لاريجاني، وحسن الخميني، والرئيس حسن روحاني، وأحمد خاتمي، وغيرهم. كل منهم لديه أو لا يزال لديه المؤهلات التي تجعله منافسًا للمرشد الأعلى.

ومع ذلك، اعتبر مصدر مقرب من منزل خامنئي، في حديث مع “المونيتور”، أن “هناك عاملاً مهماً للغاية مفقود في هذه التقارير، وهو أن القائد الأعلى لا يزال على قيد الحياة وليس مريضًا، وإذا لم يكن يطرأ أي حادث من الله فهو يمكنه أن يعيش كما يفعل رجال الدين الآخرون”، مضيفاً “نحن نعلم أنه يتمتع بصحة أفضل من كل من الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب والرئيس المنتخب جو بايدن، ورغم ذلك ستبقى الشائعات تنتشر لأنها تعكس تمنيات البعض”.

بعض أولئك الذين لديهم المؤهلات والمرشحين المحتملين للخلافة، أو الذين يمارسون الضغط لدعمهم داخل المؤسسة، يسعون إلى وضع أنفسهم في مكان جيد قبل المعركة المتوقعة. يظهر هذا بشكل جيد في المعارك السياسية التي تدور على هامش السياسة الإيرانية. بعد مظاهرات كانون الأول/ديسمبر 2017، وعلى الرغم من الأسباب الاجتماعية والاقتصادية، كانت هناك اتهامات موجهة إلى الأصوليين بأنهم أشعلوا الشرارة الأولى في محاولة لضرب روحاني بقوة وإنهاء أي فرصة في المستقبل لسعيه إلى أعلى منصب في البلاد. كما اعتبر فوز روحاني في انتخابات عام 2017 على رئيسي عقبة في طريق الأخير ليصبح قائداً أعلى للبلاد في المستقبل. وأشار بعض المحللين أيضًا إلى أن اتهامات الفساد الموجهة إلى أحد مساعدي صادق لاريجاني تهدف إلى تقليص فرصه في أن يصبح خليفة خامنئي.

المرشحون الآخرون غير المعروفين للجمهور، أو الذين ليسوا في دائرة الضوء لهذا المنصب، قد يصعدون إلى الساحة كمفاجأة للمراقبين، لكنهم سيكونون في عملية بطيئة لصناعة زعيم إيران المستقبلي. قد يكون من المفيد إلقاء نظرة على كيفية صعود خامنئي إلى أعلى منصب في البلاد، لفهم الموضوع.

كيف أصبح خامنئي قائدًا لجمهورية إيران الإسلامية

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “المونيتور”

ترجمة/ هادي فولادكار

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: