الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 ديسمبر 2020 04:45
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – سياسات وزير النفط تتسبب بهجرة نخبة الصناعات البترولية

ناقشت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لوحيد حاجي بور، أزمة هجرة خريجي تخصصات صناعة النفط. حيث اتهم الكاتب وزير النفط بيجن زنغنه، باعتماده على التوظيف بطريقة انتقائية دون اعتماد المعايير التي كانت متبعة في السابق في البلاد، والتي تقوم على استقطاب المتفوقين في الجامعات، ما أدى إلى هجرة الشباب، وفق توصيف الكاتب.

نشرت وسائل الإعلام في الأسابيع الأخيرة  قائمة بخريجي جامعات تخصصات صناعة النفط، تفيد بأن العديد من النخب النفطية في البلاد هاجروا بسبب عدم التزام وزارة البترول بالتزاماتها. و كانت جامعة صناعة البترول، وهي من أقدم مراكز التعليم العالي في الدولة، مسؤولة عن تدريب الكوادر المتخصصة في صناعة النفط منذ عام 1939، والتي أضعفتها قرارات وزير البترول خلال السنوات القليلة الماضية واليوم هي على وشك الانهيار.

كانت عملية تدريب وتوظيف الكوادر المطلوبة من قبل وزارة البترول في هذه الجامعة تقوم على قاعدة أن خريجي المجموعة (أ) الذين تم قبولهم بدرجات ممتازة في امتحان القبول الوطني وكانوا من بين المتميزين في مجالهم الجامعي أثناء دراستهم قد كان يتم استقطابهم بعد الإجراءات القانونية والمقابلات العامة والمتخصصة لهذه الوزارة. لكن منذ عام 2015 طغت القرارات الشخصية لوزير النفط بيجن زنغنه على هذا الاتجاه الممتد على مدى أكثر من 70 عامًا.

 يعتقد زنغنه أنه في وزارة النفط في الحكومتين التاسعة والعاشرة تم استيعاب الكثير من الطاقة بحيث لا توجد حاجة لموظف جديد. بهذا التبرير تم نسيان التزامات الوزارة تجاه خريجي المجموعة “أ”، بحيث يمكن لأولئك الذين لا يستطيعون العمل إلا في النفط أن يتحولوا إلى الحرف اليدوية والوظائف الموسمية.

وقوبلت الاحتجاجات والتجمعات والاعتصامات والمظاهر في البرلمان وما إلى ذلك بإهمال من قبل وزارة النفط بحيث كان السبيل الوحيد للخروج من مثل هذا الوضع هو الهجرة. كلما كان هناك احتجاج ضد هذه الوزارة كان تضخم الموظفين ذريعة. احتج نخب النفط الذين كانوا يدرسون في خوزستان لسنوات عديدة في مجالات متخصصة ومطلوبة للصناعة مرة أخرى وسمعت أصواتهم في البرلمان.

الذنب الوحيد لهؤلاء الناس هو أنهم ليسوا أعضاء في البرلمان ولم تتح لهم الفرصة للدراسة في جامعة وفي صفوف وزير النفط. في هذه الحالة أرادت النخب من وكيل الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يفي بالتزاماته تجاههم ولكن لم يحصلوا على أي شيء.

في النهاية تم وضع شروط غريبة لجذبهم والتي لم تتحقق مع مرور الوقت. فبدلاً من أن يكون النفط في أيدي النخب الشابة التي تدير العجلة فهي في أيدي أناس لم يعرفوا قبل دخولهم الصناعة هل النفط يؤكل أو يباع. فكان المخرج الوحيد هو إحباط النخبة الشبابية. وأدت هذه السياسة إلى تشجيع الشباب على الهجرة لمساعدة اقتصاديات الدول الغربية وهو الوضع الذي حذر منه قائد الثورة مرارًا وتكرارًا وقال إنه موضوع لا يمكن إغفاله بسهولة. لقد تحدث المرشد الأعلى مرارًا وتكرارًا عن الحاجة إلى توظيف شباب النخبة في الهيئة التنفيذية للبلاد وقد اعتبرهم مرارًا وتكرارًا عاصمة البلاد ولكن من الناحية العملية لم يتم رؤية مثل هذا الشيء فحسب بل بالعكس كل شيء كان على طريق الدمار.

لا بد أن صناع القرار رأوا أنه من المناسب القول إن النفط يجب أن يكون مكانًا للاستراحة لأولئك الذين لا يعرفون شيئًا عن النفط. خلال هذه السنوات السبع أصبح النفط مهرًا لمن لم يكونوا مثل النخبة ولم يدرسوا في أصعب الظروف والذين لا يشبهون أصحاب الخبرة ولا ينتمون إلى رجال النفط.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: