الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 ديسمبر 2020 04:05
للمشاركة:

جبال طهران تحصد قرابين جديدة من عشاق القمم

في حادثة ليست الأولى من نوعها خسرت نوادي رياضة تسلق الجبال في إيران يوم الجمعة 25 كانون الأول/ ديسمبر 2020، عدد من روادها المحترفين على ثلاث قمم قرب العاصمة طهران بعد هبوب رياح مفاجئة لم ترصدها التوقعات الجوية أدت إلى انخفاض درجات الحرارة ومصرع وفقدان عدد من متسلقي الجبل.

حسب الهلال الأحمر الإيراني فإن عدد المفقودين المبلغ عنهم وصل إلى 18 شخص، تمكنت فرق الإنقاذ والبحث من العثور على جثث 10 منهم حتى مساء السبت، ومن المتوقع ارتفاع هذه الأرقام خلال الساعات المقبلة، مع استمرار البحث في ثلاث مرتفعات قريبة من العاصمة طهران وهي “کلکتشال” و “دار أباد” و “قلعه دختر آهار”.

لا يلام العاشق في حبه، هكذا هم متسلقي الجبال، يختارون أسلوب حياتهم بهدوء يعيشون متعة لا يدركها من لم يسلم جسده للطبيعة وصارع الصخور بأنفاسه، يتقاسمون أدوات صعودهم ويتناوبون على حملها، يساعد الأقوياء من لا تحملهم أجسادهم على إكمال المسير لا يحبط المحترفون منهم عزيمة الهواة إنّ تأخروا في المسير بل يتيحون لهم المجال للتقدم لأن صعود الجبال فن مشروط بالأخلاق قبل أن يكون رياضة، لكن المحترفين والهواة معرضين لحوادث خارجة عن أطر التوقعات.

استهتار في الجبال أو استثناء فصلي

وصف رئيس اتحاد تسلق الجبال في إيران رضا زارعي في تصريح صحفي، حادثة يوم الجمعة 25 ديسمبر بنتيجة الاستهتار بالجبال، معتبراً أن عدم أخذ الحيطة اللازمة لصعود القمم ضمن ظروف الطقس المتوقعة أودت إلى الفاجعة بالتزامن مع سوء حالة الطقس وهبوب عاصفة ثلجية مصحوبة برياح شديدة أوقعت بعض المتسلقين ودفنت آخرين تحت الثلوج وتسبب بتجمد عدد آخر من المتسلقين.

بدوره، أكد المدير العام للأرصاد الجوية في إيران صادق ضياييان أن منظمة الأحوال الجوية حذرت يوم الأثنين الماضي من خطورة القيام بأنشطة رياضية وترفيهية على المرتفعات الشمالية للعاصمة طهران.

محمود (65 عاماً) خبير تسلق جبال ومدرب وقائد فريق “جبل اليوم السابع” أعاد فريقه من منتصف الطريق المتجه نحو قمة “بند عيش” شمال طهران بعد بدء هبوب رياح شديدة، وفرض على فريقه تدابير شديدة حتى تمكن من العودة بهم سالمين، لكنه يرى أن الأرصاد الجوية لم تكن دقيقة فالتوقعات كانت هبوب رياح بسرعة 13 كيلومتر في الساعة ودرجات حرارة تصل في أدنى الاحتمالات إلى 12 تحت الصفر، لكن ما حدث هو هبوب رياح بشدة تجاوزت 70 كيلو متر في الساعة ومن جهة الشمال مما خفض درجة البرودة إلى 20 تحت الصفر.
وقد أفاد مسعفون من الهلال الأحمر أن الموت نتيجة التجمد بدا واضحاً على جثامين من عثر عليهم، فلم يتمكن ذويهم من التعرف عليهم نتيجة تشكل بثور ضخمة تحت جلد الوجه عزاه المختصين لهبوب الرياح الشديدة بكل مفاجئ.

على هذه الخلفية، من المتوقع أن يتخذ اتحاد تسلق الجبال في إيران تدابير صارمة خلال الأسابيع القادمة لمنع فرق التسلق من ممارسة نشاطاتها المعتادة ولا سيما مع توجيه الشارع الإيراني انتقادات حادة للاتحاد لعدم الحيلولة دون تكرار هذه الحوادث التي تحصد قرابين الجبال كل عام.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: