الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 ديسمبر 2020 14:20
للمشاركة:

مع اقتراب ذكرى اغتيال سليماني.. هل تنجح محاولات الردع النفسي الأميركي – الإسرائيلي ضد إيران؟

مع تزايد القلق الإسرائيلي-الأميركي من ردود إيرانية محتملة عقب اغتيال العالم النووي محسن فخري زادة، واقتراب السنوية الأولى لاغتيال القائد السابق لقوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، برز إرسال الغواصة الأميركية "يو إس إس جورجيا" والطرادات البحرية إلى مياه الخليج، كخطوة تحذير غير مسبوق لإيران بهدف ردعها عن شن أي هجوم على مصالح إسرائيلية أو أميركية في الخليج.


في هذا السياق، كشف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي هيداي زيلبرمان عن رسالة تم توجيهها إلى طهران، وذلك في مقابلة مع صحيفة “ايلاف” السعودية. المتحدث الإسرائيلي كشف عن “وجود معلومات لدى إسرائيل تفيد أن إيران طورت طائرات بدون طيار وصواريخ ذكية في كل من العراق واليمن يمكنها بلوغ إسرائيل”.

وأشار زيلبرمان إلى أن “إيران تلقت العديد من الضربات هذا العام منها: اغتيال سليماني في بغداد، وتفجيرات في منشآت نووية، واغتيال العالم الكبير فخري زادة، إضافة إلى الوضع الاقتصادي والعقوبات الأميركية وتفشي فيروس كورونا”، وخلص إلى أن “كل ذلك سيحول إيران إلى برميل متفجر”.

كذلك أكد زيلبرمان أن “إسرائيل هاجمت أهدافاً في سوريا خلال العام الماضي، واستخدمت 500 صاروخ ذكي من دون أي رد إيراني أو سوري”، لافتًا إلى أن “إسرائيل لا تنوي التوقف عن ضرب إيران في الأراضي السورية، وستواصل منعها من ترسيخ نفسها ونقل أسلحة وتقنيات متطورة إلى حزب الله”.
وأردف زيلبرمان بالقول إن “إسرائيل تتابع كافة التحركات الإيرانية في المنطقة، وغواصات الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب لأي هجوم إيراني”.

في المقابل، أكد مصدر إيراني شديد الإطلاع لـ “جاده إيران” أن “التصعيد بدوره سيعني تصعيدًا مقابلًا بحجم أي حركة تقدم عليها واشنطن”، موضحًا أن ” طهران لديها قرار بتبني سياسة ضبط النفس خلال ما تبقى من أيام حكم ترامب، طالما أن الولايات المتحدة تحافظ بدورها على ضبط النفس والتهدئة”.
بدورها، نقلت قناة “الجزيرة” القطرية عن مصدر إيراني قوله إن “على إسرائيل معرفة أن الرد على اعتدائها على أمننا القومي سيكون قويًا وواسعًا”، مضيفًا أن “إسرائيل تبحث عن ذرائع لجر المنطقة لتوتر يخلق الفوضى في أيام رئاسة ترامب الأخيرة”.

صحيفة “يديعوت احرونوت” الإسرائيلية أوردت التصريحات التي أدلى بها الناطق باسم الجيش الإسرائيلي لصحيفة “ايلاف” السعودية، وأتبعتها بمقال لمعلق الشؤون العسكرية والأمنية رون بن يشاي تحدث فيه عن “الردع النفسي الذي تمارسه أميركا وإسرائيل على إيران”، حيث أكد بن يشاي أن “هذه العملية الردعية تأتي بعد تقييم للوضع في البنتاغون وإسرائيل، خلص إلى وجود احتمالات جدية لتنفيذ إيران عملية عسكرية أو هجوما إرهابيا خلال كانون الثاني/ يناير”. مشيرًا إلى أن “إيران لديها ثلاثة دوافع للقيام بهجوم كهذا: الأول هو الانتقام من الولايات المتحدة في ذكرى اغتيال سليماني، وضد إسرائيل بسبب القضاء على “أبو البرنامج النووي” محسن فخري زاده، والثاني هو دفع الأميركيين للاقتناع بضرورة سحب قواتهم التي تشكل خطراً استراتيجياً على إيران في العراق غرباً وأفغانستان شرقاً”.

وأضاف بن يشاي أن “عملية الردع الإسرائيلية – الأميركية الحاصلة الآن تتم من خلال وسائل عسكرية ونفسية ومزيج بينهم”. ولفت إلى أن “العملية بدأت مع وصول قاذفات B-52 الأميركية إلى قطر، إذا أن هذه القاذفات يمكنها إطلاق أكثر من 30 طناً من الذخائر الدقيقة، وقادرة على تدمير عشرات الأهداف المحصنة في إيران، من دون أن يتمكن الإيرانيون من إيقافها”. وتابع بالقول: “في بغداد كشف الأميركيون عن صور لغواصة استراتيجية تبحر في مياه الخليج العربي”، مؤكدًا أن “الإيرانيين لا يملكون وسائل فعالة في مواجهة هذه الغواصات”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: