الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 ديسمبر 2020 07:55
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – طهران تفتح ذراعيها لباكو

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقال لـ "معصومة بور صدقي" موضوع الزيارة الأخيرة للمسؤولين الأذربيجانيين إلى طهران. وبعد عرض سلسلة من الأحداث التي جمعت بين البلدين، أوضحت بور صادقي أن حكومة باكو حاولت أكثر من مرة توجيه الضربات لإيران، إلا أن الجمهورية الإسلامية قابلت ذلك بكثير من الإيجابية، حسب تعبيرها.

تبلغ مساحة جمهورية أذربيجان 86600 كيلومتر مربع، ويبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، و93٪ منهم مسلمون ومعظمهم من الشيعة وهي تعتبر جارة إيران وتربط بلدينا العديد من الروابط الثقافية والدينية.

إلا أن حكام جمهورية أذربيجان، الذين لهم يداً في قمع الأنشطة الدينية للشيعة في هذا البلد، انتهجوا في الماضي سياسة عدم الجوار تجاه إيران في السنوات الأخيرة. لكن بعد التغييرات الأخيرة لاسيما في ما خص النزاع الذي حصل في ناغورنو كاراباخ أدى ظاهراً إلى تغيير في سياستهم. فإذا نظرنا نرى أنه لطالما كانت لطهران سياسة سلمية ليس فقط تجاه جمهورية أذربيجان، بل تجاه جميع جيرانها الخمسة عشر، ولكن كان هنالك بعض من هؤلاء الجيران الذين قابلوا هذه الإيجابية بطريقة معاكسة.

نحن لا ننسى كيف كان رئيس جمهورية أذربيجان السابق، أي والد الرئيس الحالي، خائفاً في فترة من الفترات ولجأ إلى طهران وطلب من نظيره الإيراني المساعدة في الحفاظ على وحدة أراضي بلاده. عندها لبّت إيران طلبه بسرعة وقامت بمساعدته على أساس حسن الجوار. لكن هذه المسألة لا يتذكرها الحكام الحاليين، خصوصاً بعد أزمة كاراباخ.

في هذه الأيام، وخلال هذه الأزمة بالعلاقة الأخوية التي تجمعهم، وبعد الدعم الكامل من جمهورية إيران الإسلامية لمواقف جمهورية أذربيجان خلال النزاع وتأكيد إيران على ضرورة إعادة الأراضي المحتلة إلى باكو، أدى كل ذلك إلى دخول العلاقات الإيرانية الأذربيجانية حيزًا دبلوماسيًا جديدًا، وعندها أدركت باكو الدور الإيجابي لطهران والأخوة الإيرانية أكثر من أي وقت مضى. حيث أن نزاع كاراباخ وموقف إيران لا سيما مواقف المرشد الأعلى علي خامنئي من جمهورية أذربيجان والدول الأخرى أظهر أن طهران لم تسع إلى خلق أزمة في أي دولة بل تعتقد أن المنطقة الآمنة هي في مصلحة جميع الدول.

لذلك، لطالما رحبت إيران بأي اتفاق بين الجيران واقترحت طرقًا سلمية وعقلانية للخروج من المشاكل. كما أظهرت سياسة الجمهورية الإسلامية الإيرانية تجاه كاراباخ أن طهران تعتزم إدارة المنطقة بوجود دول المنطقة وقطع أيدي دول خارجية تسعى للتدخل في شؤون هذه المنطقة. حيث ادعت دول مثل الولايات المتحدة وكندا وفرنسا أنها تمتلك الحل لنزاع الحاصل في كارباخ، ولكنهم فشلوا في هذا المجال على مدار الثلاثين عامًا الماضية، وبصورة أدق هم رفضوا حل هذا الخلاف الحاصل بهدف زيادة حجم النزف والجراح الذي تعرضت له المنطقة.

بعد الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير خارجية جمهورية أذربيجان جيهون بايراموف إلى طهران ومحادثاته مع كبار المسؤولين في بلادنا، جاء معاون رئيس وزراء جمهورية أذربيجان “شاهين مصطفى يف” ليكون ضيفًا على إيران. وبحسب المتحدث بإسم وزارة خارجية بلادنا، فقد ترأس المسؤول الأذربيجاني وفداً إلى طهران حضره أيضا وزير الطاقة “بارفيز شهبازوف” وعدد من المسؤولين الأذربيجانيين. وتمت مناقشة آخر تطورات التعاون بين البلدين، لا سيما في مجالات المياه والكهرباء والطاقة.

رغم كل ما سبق، حاولت حكومة باكو أكثر من مرة توجيه الضربات لإيران، لكن شعب هذا البلد له جذور ثقافية ودينية مشتركة مع إيران، والشيعة في هذا البلد ينظرون إلى جمهورية إيران الإسلامية بأنها بلدهم الثاني، ومن المتوقع أن تدرك باكو أكثر فأكثر الأهمية الاستراتيجية لطهران وأن لا تسمح لأنظمة أخرى مثل الصهاينة الذين لم يجلبوا سوى إراقة الدماء إلى منطقتنا بتدمير العلاقات الثنائية التي تجمع البلدين.

على أي حال  يجب أن تعلم باكو أنه بالنسبة لطهران، فإن الجيران الآمنين أفضل من الجيران غير الآمنين، لذلك فهي ترحب بأمنهم. لذا فمن الأفضل عدم التسليم والثقة بالشبكة العالمية الصهيونية المتمثلة بأمريكا وإسرائيل، بل الاعتماد على دولة جارة كإيران التي تربطها بها حدود وجذور وأخوة مشتركة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: