الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة23 ديسمبر 2020 08:55
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – التفاف الموقف الأوروبي وآمال جديدة لإحياء الاتفاق النووي

تطرقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال للخبير في الشؤون الدولية صلاح ‌الدین هرسني، إلى تصريحات الدول الأوروبية خلال جلسة مجلس الأمن حول الاتفاق النووي الإيراني. حيث رأى هرسني أن جهود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد يكون عاملاً مسرعاً للعودة إلى الاتفاق إلا أنه بالتأكيد ليس كافياً.

ذكرت صحيفة “الغارديان” مؤخرًا أن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أتفقوا على أن طهران وواشنطن تريدان العودة للاتفاق النووي، ويمكنهما الالتزام بالاتفاق دون الحاجة إلى تغييرات فيه ودون مطالبة إيران بشروط مسبقة جديدة. للوهلة الأولى يبدو أن الإعلان عن المواقف الجديدة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي كان يهدف إلى التأثير على تغيير السياسة في الولايات المتحدة وأجواء حقبة ما بعد دونالد ترامب. في هذا الصدد تعتقد الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن حقبة ما بعد ترامب لن تكون فقط فرصة لإحياء النظام والحفاظ عليه، ولكن أيضًا فرصة لأنفسهم في علاقاتهم السياسية والاقتصادية مع واشنطن.

في ظل هذه الظروف ليس من الضروري أن تكون فترة ما بعد ترامب تكرارًا لظروف عهده، ومن ناحية أخرى، فإن الإعلان عن المواقف الصريحة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد يتأثر أيضًا بالوضع الحالي بشأن أنشطة إيران النووية الجديدة، وخاصة الأنشطة النووية في “فردو”. وفي هذا الصدد حصلت وكالة “أسوشيتد برس” على صور أقمار صناعية تظهر النشاط الجديد لإيران في موقع “فردو” النووي حيث أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية مؤخرًا عن توسيع أنشطة التخصيب الإيرانية. وقال مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية “رافائل غروسي” ان “طهران تنتهك بأنشطتها النووية الإتفاق النووي، بحيث أنها بهذه الخطوات لا تسمح للترويكا الأوروبية وواشنطن بالعودة إلى الإتفاق دون شروط مسبقة”.

ينبغي النظر إلى هذا الموقف الأوروبي الأخير في مجلس الأمن على أنه محاولة لإقناع إيران بالحفاظ على الاتفاق النووي والالتزام به. أي أمل في إحياء الاتفاق النووي يجب أن يأتي فقط من خلال جهود الدول الأوروبية الثلاث وهي لندن وباريس وبرلين. رغم ذلك، جهود الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قد يكون عاملاً مسرعاً للعودة إلا أنه بالتأكيد ليس كافياً.

في حالة جهود العودة للاتفاق النووي، يمكن للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تعمل على إقناع الترويكا الأوروبية بعدم الانشغال بقرارات واشنطن، وعدم اللعب على أرض صممتها واشنطن بسبب الضغط الأميركي. كما يجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي أن تشير إلى الأعضاء الأوروبيين الثلاثة في مجلس إدارة الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى أن إيران كانت في طريقها لتقليص التزاماتها نتيجة التقاعس الأوروبي. بعبارة أخرى كان موقف طهران من تقليص التزامات الاتفاق نتيجة تقاعس الترويكا الأوروبية في القيام بواجبها المنصوص عليه ضمن الاتفاق نفسه. ويجب على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلزام الترويكا الأوروبية بالالتزام بهذا الاتفاق مثل إطلاق وتشغيل نظام “اينستكس”، ونقله من نظرية على الورقة إلى حل عملي وفعال لطهران.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: