الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة17 ديسمبر 2020 06:00
للمشاركة:

صحيفة “لوموند” الفرنسية – إعدام روح الله زم .. انجراف مقلق في إيران

رأت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن "حادثة إعدام المعارض الإيراني روح الله زم تظهر نمو الجناح المتشدد الذي يعارض أي استئناف للاتصال مع الغرب"، مؤكدة أن هذا الأمر يُقلق كل الطامحين في مجتمع إيراني مسالم, وفق وصفها.

لم يكن يوماً احترام حقوق الإنسان سمة من سمات الجمهورية الإسلامية في إيران. لكن عملية خطف الصحافي والمعارض روح الله زم، وما تبعه من محاكمة سريعة وإعدام، هي مؤشرات تدل على مرحلة جديدة من صعود حالة القمع في البلاد، وتصاعد الجناح الأقسى في النظام، الذي يعارض أي استئناف للاتصال مع الغرب.

روح الله زم، الذي يبلغ من العمر 41 عاما، واللاجئ في فرنسا منذ عام 2012، لعب دورًا مهمًا في بث الأخبار والصور على قناته على تلغرام “آمد نيوز” التي يتابعها 1.4 مليون مشترك، خلال التظاهرات المناهضة للنظام بين عامي 2017 و2018. كما كشف عن حالات فساد تورط فيها قادة إيرانيون بفضل مخبرين رفيعي المستوى.

على الرغم من تحذيرات أجهزة الأمن الفرنسية التي تحميه، سافر روح الله زم إلى العراق في عام 2019، بسبب عروض مساعدة مالية من خصوم مزعومين للجمهورية الإسلامية لمشروع قناته التلفزيونية. اعتقل من قبل الحرس الثوري، الجيش الأيديولوجي لطهران، وأجبر على الإدلاء “باعتراف” متلفز. في حزيران/ يونيو، أعلن النظام أنه أدين بجميع التهم، بما في ذلك “الجرائم ضد أمن البلاد” و “التجسس” لصالح فرنسا وإهانة “قدسية” دين الإسلام.

وصفت الخارجية الفرنسية هذا العمل بأنه “بربري وغير مقبول”، مستنكرة الإعدام، الذي أظهر أن هذا النظام لم يعد يتردد في اختطاف خصومه في الخارج. تعرض المنشق الإيراني المنفي الآخر، حبيب شعب المعروف بحبيب أسيود، وهو لاجئ في السويد، للاختطاف من قبل مهرب مخدرات يعمل مع المخابرات الإيرانية في اسطنبول، حيث استدرجته امرأة إيرانية في تشرين الأول/ أكتوبر.

تأمل في استئناف الحوار

يعكس غياب أدنى رد فعل على هذه الانتهاكات من جانب الرئيس الإيراني حسن روحاني، مؤيد التقارب مع الغرب، ضعف هذا الجناح، بل حتى انحيازه أيضاً إلى هذه السياسية المتبعة حالياً، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الآمال تقوم على هذا الجناح من أجل العودة إلى الحوار النووي بعد انتخاب جو بايدن رئيساً لأميركا. هذا الأخير، كان قد لمح إلى أنه يعتزم العودة إلى الاتفاق النووي، الموقع عام 2015 مع المجتمع الدولي، والذي تركه دونالد ترامب في عام 2018.

كما يعكس تنظيم الحرس الثوري لعمليات الخطف هذه في الخارج تنامي عسكرة النظام وطموح الجيش للفوز بالانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في حزيران/ يونيو 2021 والتي لا يستطيع السيد روحاني الترشح لها، لأنه أكمل ولايته الثانية والأخيرة. كما يبدو إعدام روح الله زام بمثابة تحذير لفرنسا، وهي داعم محتمل آخر للرئيس روحاني.

إن التوازن المعقد داخل السلطة الإيرانية، بين رئيس منتخب ولكن بدون سلطة حقيقية، وقائد أعلى كلي القدرة، والحرس الثوري غير الخاضع لسيطرة السلطة، يقدم تحليلات سياسية غير مؤكدة، حول العلامات المتزايدة العدوانية والتحدي المقلق من قبل النظام. إيران، التي مارست منذ فترة طويلة شكلاً من أشكال ضبط النفس، بصدد تحويل نفسها إلى دولة همجية، بتواطؤ سلبي على الأقل من جيرانها الأتراك والعراقيين.

لا يمكن لهذا الانجراف إلا أن يقلق كل أولئك الذين يطمحون فقط في مجتمع إيراني مسالم، لكنه يعاني من أزمة اقتصادية رهيبة تفاقمت بسبب فيروس كورونا. هؤلاء الموجودون داخل وخارج إيران، لا يطمحون سوى للسلام.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “لوموند” الفرنسية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: