الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 ديسمبر 2020 04:18
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – معارضة قرار البرلمان في الملف النووي تصنع وهمًا لدى خصوم إيران

تطرقت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لـ "عباس حاجي نجاري"، إلى موضوع المطالبات الغربية بتعطيل قرار البرلمان حول "العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات". حيث أكد الكاتب أن "مسؤولية قوات الجبهة الثورية في إيران أصبحت أمام هذا الواقع أثقل بكثير في هذه الظروف لتحييد خطط الأعداء، ولإبقاء فخر الأمة الإيرانية عالياً"، حسب تعبير الكاتب.

جاء دور مستشار وزيرة الخارجية البريطاني بعد وزير الخارجية الألماني لدعوة الحكومة الإيرانية إلى عدم تطبيق قانون “العمل الاستراتيجي لرفع العقوبات وحماية حقوق الأمة الإيرانية” الذي أقره البرلمان.

ادعى جيمس كلوريلي يوم الجمعة الماضي أن إيران يجب أن تعود لالتزاماتها بموجب الاتفاق النووي وأضاف “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء تصرفات إيران لا سيما أنشطتها في مجال البحث والتطوير وتخزين اليورانيوم منخفض التخصيب والتي تنتهك بنود الاتفاقية النووية”، مضيفاً “إذا كانت إيران جادة بشأن الاتفاق النووي فعليها ألا تطبق القانون الذي أقره البرلمان مؤخرًا والذي يتخذ خطوات أخرى لخرق الاتفاق النووي”، خاتماً بالقول إن “بريطانيا لديها القدرة على إعادة جميع عقوبات الأمم المتحدة ضد إيران”.

في وقت سابق قال وزير الخارجية الألماني إن “الاتفاق لن يستخدم بعد الآن ونحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق أوسع مع إيران يشمل برنامج إيران النووي والصاروخي والدور الإقليمي”.

ضربت موجة من الأوهام الأوروبيين، إضافة للرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي هتف خلال عرض عسكري في باكو يوم الجمعة للفصل بين شمال وجنوب نهر أراس.

هذه المقالة، ليست موجهة إلى الوزراء الأوروبيين ولا إلى إردوغان لأنه يدين ببقائه في السلطة لإيران، بالإضافة إلى أن الأوروبيون لديهم مشاكلهم الداخلية الخاصة. إن هذه الملاحظة موجهة إلى من هم في الداخل الذين قاموا في السنوات الأخيرة بتأخير تعزيز اقتصاد المقاومة وتعزيز البنية الداخلية للسلطة مرارًا وتكرارًا واحتجوا على استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في تقوية استراتيجياتها في المنطقة.

بالطبع القصة لا تقتصر على الوزراء الأوروبيين وأمثال إردوغان لكن الوهم الذي عانوا منه انتشر حتى إلى بعض شيوخ الخليج وجميعهم من نفس النسيج. وفي الأيام الأخيرة بعد أن ظهرت بوادر هزيمة ترامب وادعى بايدن والوفد المرافق له أنه يجب علينا كتابة اتفاقية جديدة مع إيران زعموا أنه يجب علينا أيضًا المشاركة في المحادثات أو أنه يجب إيقاف تخصيب إيران النووي.

والحقيقة أن مصدر حساسية وقلق الدول الأوروبية وبعض عواملها الإقليمية ليس فقط قدرة إيران النووية أو الصاروخية لأنها تدرك الطبيعة السلمية لأنشطة إيران النووية. لكن همهم الأهم هو عدم قدرتهم على هزيمة مقاومة الشعب الإيراني لأن مقاومة الشعب الإيراني أدت إلى نزع سلاح فريق ترامب المتطرف بشكل فعال في استمرار العقوبات. وفقًا لروبرت أوبراين مستشار الأمن القومي الأميركي الجديد والذي تم تعيينه بعد عزل جون بولتن اعترف في البداية بأن الولايات المتحدة قد وصلت إلى نهاية خط عقوباتها. كما أدى الفشل إلى إقالة بريان هوك رئيس فرقة العمل الأميركية الخاصة بإيران. في اليوم التالي لإقالته نقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول كبير سابق في الحكومة الأميركية قوله إنه طُلب من هوك الاستقالة حتى يتحمل المسؤولية عن فشل استراتيجية واشنطن ضد إيران.

رغم هذه الإخفاقات فإن ما أوهم الأوروبيين والرجعيين في المنطقة ومن أمثال إردوغان في هذه العملية هو التزام وسلبية بعض المسؤولين المحليين والإعلاميين الذين يعارضون قرار البرلمان صراحة من جهة، ومن جهة أخرى أعطتهم هزيمة ترامب بعض الأمل في سياسات بايدن. وبالطبع هناك قلق لديهم من أن يتم استثمار إنجازات سنوات المقاومة للشعب الإيراني على أمل تحقيق انتصار مؤقت على الساحة السياسية بإجراء بعض التغييرات المحلية والوعود التي لا أساس لها.

هذا بينما يكثف الأميركيون الحرب النفسية مع مناورات طائرات B-52 بالقرب من الحدود الإيرانية، لإيهام الإيرانيين بالتهديد العسكري من جهة، ولتقويض إرادة الشعب في المقاومة من جهة أخرى.

أمام هذا الواقع والتصريحات الغربية، وفي ظل تحرّك عملاء العدو في الداخل الإيراني، وفي ظل عدم وجود جهود جادة من قبل المسؤولين لتقليص المشاكل الاقتصادية للشعب، يجعل مسؤولية قوات الجبهة الثورية في إيران أثقل بكثير في هذه الظروف لتحييد خطط الأعداء، ولإبقاء فخر الأمة الإيرانية عالياً.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: