الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 ديسمبر 2020 07:17
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – سياسي إصلاحي: نحن مجرمون إذا لم نقل الحقيقة للسلطات

أجرت صحيفة "شرق الإصلاحية" مقابلة مع السياسي الإصلاحي إبراهيم أصغر زاده، أكد خلالها أن الأصوليين بترديدهم شعار الانسحاب من البروتوكول الإضافي وانهيار الاتفاق النووي، إنما يطلقون النار على أقدامهم، مشيراً إلى أن الأصوليين لا يدركون أنه كلما نجحت أميركا في تدويل التهديد الإيراني، زادت قدرتها على جلب حكومات أخرى معها للضغط على إيران، حسب تعبيره.

أقر البرلمان الإيراني في الأيام الماضية قانونًا يطالب الحكومة بتقليص التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ولكن الرئيس حسن روحاني صرح بأنه لا يمكن لأحد أن يضع سياسة عمل الحكومة، كما أن الرئيس الأميركي جو بايدن أرسل نبضات إيجابية للعودة إلى الاتفاق النووي على الساحة الدولية. ولكن السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه هو ما إذا كانت الفصائل السياسية تجعل العودة إلى الاتفاق النووي الذي يتوافق مع المصالح الوطنية أساساً لمصالحها الفئوية؟ للإجابة على ذلك أجرت الصحيفة مقابلة مع السياسي الإصلاحية إبراهيم أصغر زاده.

  • وصل الاتفاق إلى وضع حساس للغاية  فمن جهة يجد بايدن صعوبة في العودة إليه ومن جهة أخرى يحاول رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف والأصوليون في البرلمان الخروج منه. لماذا كلما هدأت مشاكل الناس نجد البعض من جديد يصرخون ضد الاتفاق النووي ؟

بعض الأصوليين ينفخون في البوق وهم يرفضون كلياً العودة للاتفاق النووي. فإذا تم رفع العقوبات، كيف يمكن حينها للمواطنين أن يروا أن انذارات الأصوليين قد فشلت؟ إذ لم يتغير شيء بفترة قريبة، فعلى الحكومة الانسحاب من البروتوكول الإضافي، والمعنى السياسي له هو تدمير الاتفاق النووي. وعندها ستفقد الحكومة وداعموها مصداقيتها تمامًا. على أي حال فإن عبئ المغادرة أو البقاء في الاتفاقية غير المحددة يقع على عاتق الحكومة. هؤلاء الأصوليون يريدون التحدث باسم الشعب وهم أساسا فازوا بالبرلمان بحوالي 20٪ من أصوات شعب طهران. كيف يمكن للإصوليين غير القادرين على إدارة مخبز ويفتقرون إلى المهارات اللازمة التحدث إلى الإصلاحيين؟ وضعوا قرار مجموعة العمل المالي الذي كان من المفترض أن ينعش اقتصاد البلاد الراكد لسنوات في أدراج البرلمان ولم يقبلوا أبدًا المسؤولية عن العواقب، لكنهم هنا وفي عجلة من أمرهم وافقوا على المرسوم وحولوه إلى قانون وأعلنوه دون تأخير. لا أفهم لماذا أصبح الأصوليون غاضبون للغاية الآن بعد أن زادت هيبة إيران الأخلاقية والسياسية مع هزيمة دونالد ترامب .

  • لطالما قال البعض الذين هم عمومًا من الجانب الأصولي أنه لا يوجد فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين بالنسبة لإيران. هل حقا لا يوجد فرق؟

إذا كان انتخاب ترامب قبل أربع سنوات قد يعرض لخطر السلام والتعايش العالميين، فإن فوز بايدن ممثل ورمز للقواعد الكلاسيكية والليبرالية الجديدة. على الرغم من أن كلا من الديمقراطيين والجمهوريين يتفقون من حيث المبدأ على الاستراتيجيات الرئيسية، مع ذلك لا شك في وجود خلافات وصراعات في طريقة عمل الرئيسين. تدور الاختلافات بشكل أكبر حول الموازنة الاستراتيجية للقضايا. فالمجتمع الأميركي ليس متجانسًا والانتخابات جعلته أكثر فأكثر انقسامًا، ومع الانتخابات نشطت كل أنواع الانقسامات الطبقية والاجتماعية الكبيرة والحادة. على أي حال لا يمكن الاستهانة بالنوايا العدائية لحكومة الولايات المتحدة، على الرغم من كل هذه الصعوبات والمخاوف، أوجدت هزيمة ترامب موقفًا ومكانة لإيران يمكنها إدارة التوترات وإعادة بناء اقتصادها من موقع متساوٍ وموثوق إلى حوار بناء مع الإدارة الأميركية الجديدة  سواء في إطار الاتفاق النووي أو أي منصة أخرى.

  • هل التهديد وزيادة الردع العسكري المعمول به مناسب لمساومة بايدن وتنازلاته؟

على عكس الحرب الباردة  فإن تهديد الآخر لا يكون فعالاً بدون المرونة الاجتماعية والقوة الاقتصادية. لا ينبغي أن ننسى أن الولايات المتحدة وحدها تمثل أكثر من ربع الناتج المحلي الإجمالي للعالم وحوالي نصف الإنفاق العسكري في العالم، لذلك لديها قوة التدمير العابر للأقاليم، ولا يمكن خلق رادع باقتصاديات غير صحية وأزمات اجتماعية دون تحالفات مع حلفاء استراتيجيين. لهذا السبب هناك طريقة سهلة ويمكن الوصول إليها للخروج من مأزق الحوار والدبلوماسية الحالي. طبعا لا أقصد حواراً وعبودية خفية وموقف ضعف يؤدي في حد ذاته إلى إخفاق وطني وإهانة لا أحد يتحدث عن الخسارة أو الاستسلام. يجب أن يكون الحوار من موقف متساو وفي صفقة ثنائية مع الولايات المتحدة يمكن اعتبارها انتصاراً لنا ويؤدي إلى تعزيز مكانة الدولة ومكانتها في العالم.

  • كسؤال أخير، دعونا نتخيل مشهدًا في الانتخابات الرئاسية المقبلة. إذا كان شخص مثل ظريف أو قريب منه يقف أمام شخص مثل سعيد جليلي أو شخص أخر قريب منه. فما هي الأبعاد السياسية والاقتصادية وحتى الأمنية لنتائج مثل هذه المواجهة؟

كيف يمكن للمتطرف غير القادر على التفاوض مع المتظاهرين المحليين والمعتاد على اختيار البيوت البلاستيكية أن يتمكن من التفاوض مع الغرب الحديث الذي يدعي القيم الديمقراطية وحقوق الإنسان؟ يجب أن أقول إن مرور الوقت واستمرار العقوبات لا يضر بالولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين، ونحن مجرمون إذا لم نقل للسلطات الحقيقة التي نفهمها.

لا يمكن إنكار أن الاستقرار الاقتصادي والنمو مرتبطان بتفاعلنا وبناء الثقة مع العالم. يجب ألا نجعل من الولايات المتحدة تهديدًا وجوديًا متأصلًا للسلم والأمن العالميين. الأصوليون يقولون إنه سيكون من الأفضل لو جعلنا الخليج والمنطقة غير آمنة بالنسبة لهم. إنهم لا يدركون أنه كلما نجحت الولايات المتحدة في تدويل التهديد الإيراني وجعله يبدو أمنيًا، زادت قدرتها على جلب حكومات أخرى معها للضغط على إيران. المتطرفون يرددون شعار ترك البروتوكول الإضافي. علينا أن ننتظر ونرى ما إذا كانت آلة توحيد المتطرفين مستمرة أم تتوقف عند مركز الاقتراع في العام المقبل.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: