صحيفة “ايران” الحكومية – مباحثات أستانة كانت الحل الوحيد المؤثر
أجرت صحيفة "ايران" الحكومة مقابلة مع وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أثناء زيارته إلى إيران التي استمرت ليومين. حيث أكد المقداد خلال المقابلة أن العلاقات بين طهران ودمشق عميقة واستراتيجية، معلناً الاستمرار في مسار مباحثات أستانة، لأنها الحل الوحيد المؤثر، حسب تعبيره.
اختار فيصل المقداد أول رحلة له منذ انتخابه وزيراً للخارجية السورية بعد وفاة وليد المعلم إيران كنقطة انطلاق لرحلاته وزياراته الدولية. وخلال هذه الزيارة وأثناء لقائه كبار المسؤولين في بلادنا، وصف المقداد العلاقات بين طهران ودمشق بأنها عميقة واستراتيجية. وتحدث وزير الخارجية السوري الجديد عن العلاقات بين البلدين والتطورات في سوريا ضمن أول مقابلة إعلامية له بعد انتخابه لهذا المنصب.
- كانت هذه زيارتك الأولى لإيران بعد تعيينك وزيراً للخارجية السورية، ما هي أهداف هذه الزيارة وتقييمك للعلاقات بين البلدين والتي وصفتها على أنها استراتيجية؟
كان الغرض من هذه الزيارة والتي كانت أول رحلة دولية لي بعد تعييني وزيراً للخارجية السورية هو لقاء إخواني في جمهورية إيران الإسلامية لمناقشة أهم القضايا للبلدين الصديقين والشقيقين وتنمية العلاقات الثنائية.
وفي هذا الصدد التقيت بأخي وصديقي القديم الدكتور محمد جواد ظريف ومسؤولين إيرانيين رفيعي المستوى حيث غطّت هذه اللقاءات كافة شؤون العلاقات لا سيما أهم المستجدات الإقليمية والدولية. وكما نقلت تحيات السيد بشار الأسد رئيس الجمهورية السورية إلى المرشد الأعلى علي خامنئي وإلى الرئيس حسن روحاني وإلى الإخوة المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية. حيث أن لسوريا علاقات مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية ونحن مهتمون باستمرار هذه العلاقات على أفضل مستوى. وكما يجب أن نُقدّم تعازينا لإيران مرة أخرى بمناسبة استشهاد القائد العظيم الحاج قاسم سليماني لأننا فقدناه أيضاً وكذلك نُقدّم تعازينا إلى المسؤولين الإيرانيين والمرشد الأعلى للثورة بمناسبة استشهاد العالم الكبير محسن فخري زاده الذي لم تجف دمائه بعد. إن رحيل هؤلاء العظماء خسارة كبيرة. ونعتقد أننا فقدنا رجال عظماء، كما أننا ندين هذا السلوك الإرهابي والإجرامي للولايات المتحدة والكيان الصهيوني العنصري ونقف إلى جانب الشعب الإيراني في مصاعبهم ونحن على يقين من أن الأمة التي قدمت مثل هؤلاء الرجال العظماء ستقدّم بالتأكيد عشرات القادة والعلماء ليكملوا مسيرة هؤلاء العظماء.
- تحدثت عن دور القائد الحاج قاسم سليماني ونحن الآن على مقربة من الذكرى الأولى لاستشهاده، كيف تصف دور هذا القائد العظيم لمحور المقاومة في إنقاذ المنطقة من الإرهاب؟
نؤكد بأن القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني كان قائداً عظيماً ولن ننسى دوره في محاربة الإرهاب. لقد لعب دوراً رئيسياً في تعزيز مكافحة الإرهاب؛ سواء أكان إرهاباً غربياً أميركياً أم كان إرهاباً صهيونياً. وقد عزز محاربة ومكافحة الإرهاب الصهيوني وذلك لأن الصهاينة أرادوا ترهيب شعوب المنطقة وكذلك كي لا يحصل الشعب الفلسطيني على حقوقه وكذلك كي لا يتمكن الشعب السوري من إعادة مرتفعات الجولان المحتلة والشعب اللبناني من استعادة ما تبقى من جنوب لبنان من يد الصهاينة.
نحن نُحيي هذا الشهيد العظيم، والأمة التي أنجبت مثل هذا العظيم ستأتي بالتأكيد بأناس عظماء يقفون ضد المؤامرات الغربية التي تسعى إلى تثبيت الكيان الصهيوني في المنطقة. ونحن على يقين من أن الرد على جرائم الولايات المتحدة والصهاينة سيكون حاسماً حتى ولو بعد حين، وذلك لأن الأمم لا تنسى شهداءها.
- ما هو هدف الصهاينة من استهداف بعض المناطق في سوريا؟، وهل يمكن اعتباره في إطار دعم الجماعات الإرهابية؟
بالتأكيد هو كذلك، فعندما تُهزم إسرائيل في الحرب ضد سوريا فإنها تفعل مثل هذه الأمور وذلك لأنها سعت وتسعى إلى تفكيك وتقسيم وإضعاف سوريا من قبل الإرهابيين، لذلك تستهدف قادة الجيش السوري أو تهاجم حزب الله ويخلقون مساحة ضده. ونحن على ثقة من أننا سننجح في هذه المعركة ضد الإرهاب الذي يقوم به الصهاينة وبدعم من الغرب وسنضع حداً لهذه الأوهام الإسرائيلية ونستعيد كافة حقوقنا، ولن يتمكن الصهاينة من فعل أي شيء ينسينا القدس وفلسطين والجولان. ونحن الآن نحارب إسرائيل من خلال قتال خدمها في المنطقة، وستواصل سوريا هذا النهج ولن تسمح بانتهاك حقوق الشعب السوري.
- هل سنشهد تطوراً جديداً في قضية الشمال السوري واستمرار تواجد الإرهابيين في إدلب، فضلاً عن الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة في سوريا؟
الأمريكيون وأدواتهم يتخذون هذه الخطوات بعد إخفاقهم، واليوم يقاتل الشعب السوري لدحر المخططات الأميركية والمخطط الانفصالي والذي هو مخطط واحد. وإن أي نجاح تحققه القوات السورية هو نجاح لكل السوريين ونعتقد أنه ما دام هناك استعمار وانتهاك للحقوق وجهود انفصالية فإن المقاومة تزداد أيضاً أمام هذه الخطوات، وكما أن محور المقاومة جاهز لخوض هذه المعركة لمواصلة مهمته الأساسية في هزيمة المؤامرات الإمبريالية ودحر المؤامرات الانفصالية وغيرها من المؤامرات.
إدلب جزء من الأراضي السورية مثل بقية الأجزاء السورية الأخرى، والنضال والكفاح ضد أي محاولة للمؤامرات الغربية والانفصالية لتقسيم سوريا مستمر ونرى الآن ما يفعله المتآمرون لإلغاء دور أبناء بلدنا في شمال شرق سوريا وإدلب أو محاولة إضعاف الحكومة السورية بالتواجد غير الشرعي للقوات الأميركية في بلادنا، لذلك عندما يكون هناك وجود عسكري غير قانوني على الأراضي السورية فسيكون هنالك المزيد من المقاومة وسيتعين عليهم توقّع كل شيء في هذا الصدد.
- كيف ترى مباحثات أستانة حتى الآن؟
الطريقة الوحيدة التي أثبتت نجاحها كانت عملية أستانة، ونحن نرحب بنجاح هذه العملية، على الرغم من أننا نراقب ونتابع إجراءات تركيا لتعطيل هذه العملية ومحاولة عدم تنفيذ قراراتها. وعليه فإننا نعتقد أنه يجب دعم هذه العملية وخاصة أن الأصدقاء الروس والإخوة الإيرانيين يتابعون بأهمية خاصة هذا الحل وبالتالي فإننا نعتقد أن أي نتيجة إيجابية يتم تحقيقها كانت بسبب الجهود المبذولة. لذلك سنواصل السير على هذا المسار ونحقق المزيد من النجاح ضمن هذه العملية.
- شهدنا تعاوناً وتنسيقاً بين إيران وسوريا وروسيا في مجال مكافحة الإرهاب في سوريا، فهل يستمر هذا التعاون في مجالات أخرى؟
هذا التعاون سيكون في جميع المجالات ويجب تعزيزه وخاصة في المجال الاقتصادي وذلك لأننا نشهد اليوم عقوبات أحادية الجانب ضد الشعب السوري وامتدادها باتجاه إيران وروسيا وحتى الصين، وكما أننا ندين هذه العقوبات أحادية الجانب ويجب أن تتوقف. ويزعم الأميركيون أنهم مؤيدون للشعب، بينما استهدفت العقوبات الشعوب في سوريا وإيران وكوبا.
إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا
المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية