الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 ديسمبر 2020 07:56
للمشاركة:

ترند إيران – وفاة النائب الذي بكى عند توقيع الاتفاق النووي

أثار نبأ وفاة النائب الإيراني السابق علي اصغر زارعي، ردود فعل كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث راح الإيرانيون ينعون اصغر زارعي، مستذكرين بعض المواقف التي قام بها النائب السابق في البرلمان. ولعل بكاءه في قاعة البرلمان، عند التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، هي النقطة المشتركة في ردود الفعل هذه.

زارعي، الذي كان جزءاً من الفريق الأصولي في إيران، هو أحد مؤسِّسي مركز الحرب الإلكترونية بالحرس الثوري الإيراني، توفي في المستشفى عقب خضوعه لعملية جراحية. وكان زارعي من أبرز قادة الحرس الثوري، كما كان نائبًا سابقًا في البرلمان عن دائرة طهران، ونائبًا سابقًا لمنظَّمة الدفاع المدني.

سيد محمد حسيني اعتبر أن “الدكتور على أصغر زارعي هو مثال للتقوى والوطنية في إيران، وهو ببصيرته وتشخيصه الصحيح للأمور، عندما كان بعض الناس في حالة سكر فرحاً بالاتفاق النووي، رأى مستقبله المؤسف، وذرف الدموع ليسجل هذه الوثيقة الصادقة في التاريخ، وهي أن أبناء الوطن الرحيمين ليس لهم دور في تدمير الأمة”.

المراسل في وكالة فارس جسين داليران، كتب أنه “خلال عملي لتغطية نشاطات البرلمان، كنت ألتقي بزارعي 3 مرات في الأسبوع، وأجريت معه عشرات المقابلات، وبناء على تجربتي، أشهد أن هذا الرجل كان نظيفًا وصبّ كلّ اهتمامه بالناس”.

من جهته قال سيد نظام الدين موسوي إن “زارعي كان من الرجال العظماء، معتبراً أن “تلك الدموع الرحيمة التي ذرفها يوم الموافقة على الاتفاق النووي لمدة 20 دقيقة في البرلمان ستبقى إلى الأبد رمزا للكرامة والبصيرة والتنوير”.

ورأى عبد الله غنجي أن “النائب السابق كان يمثّل قيم الجمهورية الإسلامية حرفياً، ولعب دورًا رئيسيًا في الثورة وذهب إلى حد الدفاع عن مصالح الأمة إلى درجة البكاء”، مضيفاً “كان زارعي جندي الثورة وحنونًا على الوطن وعلى نفسه، بعيدًا عن رفاهيات العالم”.

من جهته أشار مالك شريعتي إلى أن “الدكتور زارعي كان في نفس الوقت خبيرًا وملتزمًا وبصيرًا وصبورًا، سواء في الحرس الثوري أو في الإدارة العامة”، مؤكدًا أن “صورته وهو يبكي في البرلمان لن تتكرر في كتاب تاريخ إيران السياسي يوم المصادقة على الاتفاق النووي، لأنه لم يكن عرضًا بل كانت دموعه تغلي من أعماق وجدانه”.

أما علي سيستاني فتوجه إلى زارعي بالقول “أولئك الذين ضحكوا عليك حين بكيت، يرون اليوم بأم عينهم سبب بكائك، إلا أنهم نائمون لا يفقهون بشيء”. فيما قال علي رضا غرائي، إن “زارعي أثبت للعالم أن الرجل يبكي أيضاً، وفي هذا اليوم بكيت أنت، وضحك أولئك الجبناء الذين تسببوا لإيران بهذا الضرر”.

من جانبه، وعد وحید عزیزي أنه “لن ينسى أبدًا أن بعض وسائل الإعلام سخرت من علي أصغر زرعي بعد بكائه، وراح البعض يقول إن ما فعله في ذلك اليوم هدفه الدعاية الانتخابية، لكن اتضح أن هدفه أبداً لم يكن يوماً الانتخابات النيابية ولا أي انتخابات أخرى كما يفعل الآخرون”.

بدوره، أوضح أمير حسين ثابتي أنه “باستثناء استشهاد الحاج قاسم سليماني، لم أبكِ منذ سنوات على موت أي سياسي، لكنني أكتب بصراحة أنني بكيت عند سماع خبر وفاة زارعي، ليس لمجرد سماع خبر الوفاة، بل عندما تذكرت القمع الذي تعرّض له بعد بكائه والتهميش”، مضيفاً “أكبر إخفاقنا في الإعلام هو أننا لم نتمكن من تقديم رجال عظماء مثل زارعي، المشهور بالإخلاص والعفة والرحمة”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: