الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة8 ديسمبر 2020 06:53
للمشاركة:

صحيفة “خراسان” الأصولية – الألم باهظ الثمن!

تطرقت صحيفة "خراسان" الأصولية، في مقال لـ"محمد حسام مسلمي"، إلى موضوع ارتفاع أسعار الدواء في إيران ومعاناة المواطنين في الحصول على ما يحتاجونه، حيث استعرضت هذا الواقع مع بعض أصحاب الصيدليات ومع بعض المسؤولين في هذا القطاع.

يفتح شاب الصيدلية ببطء، ويحمل دفترًا مجعدًا، ويجلس على أحد الكراسي التي تم إفراغها حديثًا ليأخذ دوره. يمكن رؤية القلق من وجهه، ويمكن رؤية اليأس والقلق من خلال تحديقه على الأرض وهو ينتظر مدير الصيدلية لينادي باسمه. ينظر المسؤول عن الصيدلية إلى الشاب ويقول: “سيدي هل تريد شيئًا؟”. ينبض قلب الرجل ببعض الأمل عند سماع صوته، ولكن الرجل يقف خائفاً أمام مكتب الصيدلية. فينظر مدير الصيدلية بعناية إلى الأدوية الموصوفة ويقول للشاب: “لقد أصبحت مكلفة للغاية”.

وكأن ماء بارد يسكب على جسد الشاب عند سماعه هذه الكلمات ويغادر الصيدلية حزينًا. ذهبت أبحث عن الشاب فمن الممكن أن يكون  لديه كلمات لم يستطع النطق بها. قدمت له نفسي، توقف للحظة وكأنه يبحث عن أذن لسماع كلماته ويقول: أنا مريض زرع كلية ولحسن الحظ أجريت لي عملية زرع العام الماضي، وبعد عامين من غسيل الكلى الذي صاحبه الكثير من الألم والمعاناة استعدت بعض الصحة ولكن، أنا قلق بشأن فقدان كليتي مرة أخرى”.

يأسف هذا الشاب لارتفاع أسعار الأدوية، ويضيف “للأسف مع ندرة أدوية زراعة الكلى وزيادة أسعارها تضاعف الضغط على أسرتي، ففي السابق كانت الأدوية متاحة لمدة شهرين وبسهولة ولكن الصيدلية الآن تعطيني هذه الأدوية لمدة 15 يومًا فقط وفي كل مرة يتعين على الطبيب وصف هذه الأدوية بالإضافة إلى تكلفة زيارة الطبيب والانتظار في الطابور وتأخيري عن عملي في أيام كورونا. أنا قلق من هذا الوضع إذا لم أستطع الحصول على الدواء في الوقت المحدد فسوف أفقد كليتي”.

يوضح الشاب أن “الصيدلية تحيلني إلى إدارة الغذاء والدواء وهي غير مسؤولة في هذا الوضع الاقتصادي غير المستقر بسبب كورونا وارتفاع تكاليف الأدوية والأسوأ من ذلك نقص الأدوية والخوف من العودة إلى غسيل الكلى، كل هذا أصبح  مصدر قلق لمرضانا”.

يشرح هذا الشاب أن “استبدال الدواء الأجنبي بالدواء الإيراني والذي يُعطى أيضًا لمدة 15 يومًا، وبنفس سعر الدواء الأجنبي من الممكن أن يكون غير متوافق مع الجسم”، مضيفاً “كما أكد الطبيب أن هناك احتمالية لرفض الكلى له وقال إنه يجب أن يكون لديك دواء احتياطي”.

إن ارتفاع أسعار الأدوية ونقص الأدوية الأجنبية وحتى بعض الأدوية المحلية في الأشهر الأخيرة، تشير إلى اضطراب في مجال الطب. قصة أصبحت فوضى مربكة هذه الأيام. ويتحدث الموزع والصيدلي وبالطبع المستهلك هذه الأيام عن ظروف المشقة والندرة. ففي الشهر الماضي ارتفعت أسعار معظم الأدوية. وتظهر قائمة الأدوية التي أعدتها الشركات الإيرانية زيادة بنحو 20 إلى 189 في المائة. وقد عانى مرضى السكري جميعًا من مشكلة زيادة ثمن الدواء المستخدم لاضطرابات الجهاز الهضمي، فقد ازداد السعر بنسبة 500% خلال أسبوعين من 215 ألف تومان إلى مليون و 250 ألف تومان.” (1$= 25900 تومان, بسعر السوق).

يوضح رئيس احدى الصيدليات، واسمه محمد رضا، أنه في شهر واحد ارتفعت أسعار العديد من الأدوية بنسبة 30 إلى 40 بالمائة وقد حدثت هذه الزيادات أكثر من مرتين أو ثلاث مرات، مضيفاً “الأدوية المخصصة للمرضى الخاصين أصبحت نادرة ومكلفة، فـ 90٪ من أسعار الأدوية المتوفرة في الصيدليات قد ارتفعت، على سبيل المثال حبوب  “بلاویز”  لمرضى القلب والتي كان سعرها 60 ألف تومان أصبحت الآن 160 ألف تومان. بالإضافة إلى ذلك يتم إعطاء هذه الأدوية عن طريق الشركة، علينا توفير الدواء باعتباره ضرورة للناس”.

يشير مدير الأدوية والمواد الخاضعة لرقابة إدارة الغذاء والدواء في جامعة مشهد للعلوم الطبية علي روح بخش، ردًا على سبب غلاء بعض المواد الصيدلانية، إلى أن “سبب ارتفاع أسعار بعض الأصناف الصيدلانية وخاصة المستوردة منها هو عدم تلقي النقد الأجنبي للأدوية التي تحتوي على عينات محلية أو عدم استيراد بعض الأصناف الصيدلانية”.

وفي هذا الصدد يعرب الدكتور أفخمي سكرتير جمعية صيادلة خراسان رضوي عن عدم رضاه عن الزيادة الأخيرة في أسعار الأدوية، قائلاً: على سبيل المثال، ارتفع سعر Glugpage من حوالي 25000 تومان إلى حوالي 75000 تومان، ويتابع “هذه الزيادة في الأسعار لم تحدث بعد بشكل عام في الأدوية لكن بالتأكيد مع استمرار هذا الوضع خلال العام المقبل ستشهد جميع الأدوية ارتفاعًا في الأسعار”.

كان أحد المخاوف التي أثيرت في المحادثات مع مسؤولي الصيدليات هو مخاوف الناس من التحول من الأدوية الأجنبية إلى الأدوية المصنوعة محليًا، حيث كان المرضى قلقين من أن أجسادهم لن تتفاعل مع الدواء الجديد وأن تغيير الدواء لم يكن فعالًا بما فيه الكفاية. وهذه مسألة لا يراها الدكتور علي روح بخش مقبولة، بسبب اجتيازه الاختبارات المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء، ويقول: حتى الآن لم ترد أي تقارير عن عدم فعالية أدوية زرع الكلى والأنسولين محلي الصنع”.

لكن الدكتور أفخمي يقول: “لم يحصل المرضى على استجابة جيدة للأنسولين الداخلي”. وفي هذا الصدد قال الدكتور حميد آذري الرئيس التنفيذي لجمعية خراسان رضوي للسكري “على الرغم من أن الأنسولين الجديد المسمى Basalin موصى به كبديل لأنسولين Lantus الأجنبي، إلا أن الناس غير متأكدين من جودته والأهم من ذلك  أنه غير متوفر بشكل كبير”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “خراسان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: