الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة7 ديسمبر 2020 07:23
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – فرصة للدبلوماسية

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال لسفير إيران السابق في الأمم المتحدة وفي فرنسا محمد صادق خرازي، موضوع خطة البرلمان لرفع العقوبات. حيث شدد صادق خرازي على استفادة الدبلوماسيين الإيرانيين من هذه الخطة للضغط على الغرب من أجل التفاوض بجدية في المستقبل.

حدث شيئان مهمان في الأيام الماضية، أولاً اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده والتي تشير كل الدلائل إلى أنها كانت عملية معقدة من قبل الموساد وأعوانه بمن فيهم المنافقون، ثانياً الموافقة على خطة العمل الاستراتيجية لرفع العقوبات من قبل البرلمان والتي تمت الموافقة عليها يوم الثلاثاء 3 كانون الأول/ ديسمبر ووافق عليها مجلس صيانة الدستور يوم الأربعاء في 4 كانون الأول/ ديسمبر.

كانت الخطة الاستراتيجية لرفع العقوبات على جدول أعمال البرلمان لعدة أشهر وسرّبت بعض التفاصيل لوسائل الإعلام من قبل بعض أعضاء مجلس النواب لكن مع اغتيال الشهيد فخري زاده تسارعت الموافقة عليه في البرلمان ثم مجلس صيانة الدستور وأدى هذان الحادثان اللذان وقعا على التوالي إلى تكثيف الانتقادات والضغط على الدبلوماسية والسياسة الخارجية لحكومة حسن روحاني.

وقد صرحت الحكومة أنها تعارض الخطة واصفة إياها بأنها تؤثر سلباً على دبلوماسية البلاد. وفي غضون ذلك أكد رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف أن الخطة كانت على جدول أعمال البرلمان منذ عدة أشهر وأن الموافقة عليها تهدف إلى مساعدة دبلوماسية البلاد على رفع عبء العقوبات وأكد أن الموافقة على هذه الخطة لا تعني انسحاب إيران من الاتفاق.

ليس من السيئ ذكر بعض النقاط هنا.

  • أولاً في ضوء الاغتيال الجبان للعالم النووي في بلدنا والذي لم تنكره السلطات الإسرائيلية صراحةً فحسب بل أيدته ضمنيًا أيضًا، قام البرلمان بالرد بجدية للتوضيح للأعداء أن إيران لن تبقى صامتة أمام تعدياتهم، وأن إيران لديها أوراق كثيرة يمكنها استخدامها عند الضرورة. بالمناسبة، هذه الأوراق هي ضد إسرائيل أكثر من غيرها.
  • ثانيًا، صحيح أنه مع الموافقة على هذه الخطة أصبح عمل الحكومة للتفاوض مع الأطراف المفاوضة الغربية أكثر صعوبة، لكن قبل كل شيء أصبح عمل إيران أكثر صعوبة دبلوماسياً مع انسحاب الولايات المتحدة من جانب واحد من الاتفاق النووي. كما أنه ليس هناك ما يضمن أنه حتى لو لم تتم الموافقة على هذه الخطة فإن ضغط الغرب على إيران سينخفض حتى الآن بعد رحيل دونالد ترامب. كما وقع اغتيال الشهيد فخري زاده في وقت كانت الولايات المتحدة تمر بفترة انتقالية.

إضافة إلى ذلك، أظهرت التجربة أنه كلما دخلت إيران الميدان بقوة ضد الجانب الآخر فإنهم يتراجعون. وحينما يرى الغرب أن لديك خطة جادة يمكن أن تفسد حساباته فسيكون على استعداد لإعطائك نقاط وإقناعك بالحفاظ على معادلات اللعبة. دعونا لا ننسى أن الاتفاق قد تحقق وأن الغرب وافق على حق إيران في التخصيب عندما بدأت إيران في التخصيب بنسبة 20٪ ، بينما قبل ذلك لم يكن مستعدًا بأي حال من الأحوال للاعتراف بحق إيران في التخصيب.

يجب علينا دائمًا الاستفادة القصوى من مواردنا. ربما تكون الخطة الجديدة للبرلمان قد جعلت عمل دبلوماسيينا أكثر صعوبة لكن يمكننا النظر إلى القضية من منظور آخر. فيمكن لهذه الخطة أن تساعد جهاز السياسة الخارجية لبلدنا لإجبار الغرب على الالتزام بالقرار الذي انتهكه والوفاء بجدية بمطلب إيران الرئيسي وهو الرفع الحقيقي للعقوبات. فن الدبلوماسية هو الاستفادة المثلى من الفرص وتحويل المواقف وربما التهديدات إلى فرص فإذا نظرنا إلى الموضوع من هذا المنظور يمكننا القول إن خطة البرلمان يمكن أن تكون لصالح مفاوضينا لإجبار الأطراف الغربية على التفاوض بجدية في المستقبل واختتام المفاوضات دون تأخير. وكما قال وزير خارجيتنا محمد جواد ظريف إذا لم يف الغربيون بالتزاماتهم في الاتفاق فسيتعين على الحكومة الإيرانية تنفيذ ما وافق عليه البرلمان.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: