الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة6 ديسمبر 2020 18:14
للمشاركة:

“خانه امن” يكشف تفاصيل خطة بايدن لزعزعة الأمن في إيران

يستجوب ضابط المخابرات الإيراني "كمال" موفد قناة العربية السعودية "خالد يوسف"، بعد القبض عليه خلال تنفيذ عملية اغتيال للمعارض السعودي "الشيخ زايد" في طهران بأمر من السلطات السعودية. لاحقاً يجري تجنيد خالد لصالح المخابرات الإيرانية بعد تهديده بكشف أمره للعلن بغيَّة الحصول على معلومات استخباراتية من خطة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لضرب البيت الإيراني "الآمن" حسب تصرح سابق له.

هذه أحد مشاهد المسلسل الإيراني “البيت الآمن” الذي بدأ عرضه بالتزامن مع الانتخابات الأميركية على القناة الأولى الإيرانية. يستوحي العمل التلفزيوني أحداثه من الواقع الأمني والاقتصادي الإيراني وأخرى منسوجة من خيال الكاتب الإيراني حسين تراب نجاد.

يفصح العمل خلال خمسون حلقة عن “الصندوق الأسود” لحرب المخابرات الإيرانية مع تنظيم “داعش” داخل العاصمة طهران ومن تتهمهم إيران بكونهم الدول الراعية لضرب الأمن الإيراني، كالسعودية وأميركا وإسرائيل. يطرح المسلسل أيضاً عدة قضايا راهنة كالفساد المالي داخل البلاد ودور بعض المستثمرين الإيرانيين بدعم الإرهاب.

تسمية المسلسل

يعيد منتج العمل ابو الفضل صفري تسمية مسلسل “البيت الآمن” لما يقول إنها تصريحات سابقة لبايدن طرح خلالها خطة لكسر المحور التي تقوده إيران والممتد إلى لبنان وسوريا والعراق وذلك من خلال زعزعة الأمن دون تدخل أميركي مباشر، ويقول صفري في مقابلة مع صحيفة “جام جام” التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون إن “واشنطن أطلقت العنان لتنظيم “داعش” لفعل ذلك”.

وأكد صفري أن العمل يعتبر سداد دين من هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الراعية للعمل للشهداء الإيرانيين المدافعين عن أمن البلاد.

بينما قال مخرج العمل لوكالة تسنيم الإيرانية أن الهدف الأساسي من العمل هو إظهار جانب قليل من المؤامرات التي تحاك ضد بلاده من قبل الدول الداعمة للإرهاب.

أحداث المسلسل

تبدأ أحداث المسلسل من العراق، في اعقاب تفجير تنظيم “داعش” لحافلة زوار إيرانية في مدينة كربلاء. بعدها مباشرة يجري اقتحام أحد مراكز التنظيم وقتل عدد من أفراده رداً على العملية الإرهابية.

 العملية الثانية للتنظيم خُطط لها داخل العاصمة الإيرانية طهران، ليتبين أن قوات الحرس الثوري الإيراني اخترقت التنظيم وكشفت الخطة حيث اعتقل الضابط الإيراني “كمال” مدبر العملية “أمجد طه”  وتم نقله إلى الأراضي الإيرانية للتحقيق معه حول الخلية النائمة داخل طهران. كما اعتقلت زوجة المخطط “ريما حبيب” خلال كمين آخر نصبته قوات فيلق القدس في مدينة تلعفر العراقية، أما عن أفراد الخلية داخل إيران، فتم تعقبهم وقتل أحدهم قبل تفجير نفسه بثوانٍ في إحدى محطات النقل الكبرى جنوبي العاصمة طهران.

تنتقل الأحداث بعدها إلى العاصمة الكندية تورونتو ليتم استجواب أحد مختلسي البنك المركزي الإيراني “السيد خاوري” من قبل الأمن الاقتصادي الإيراني تحت تهديد السلاح في منزله، ليكشف عن معاونيه في عملية الاختلاس داخل طهران، وينتهي به المطاف قتيلاً برصاصة قناص بعد محاولته الهرب.

تُذكرنا هذه المشاهد، بقضية اختلاس المدير التنفيذي لبنك ملي الإيراني الأسبق محمود رضا خاوري قرابة 2.6 مليار دولار في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد وهربه إلى كندا عام 2011.

يتم بعدها تعقُّب شركة تجارية في طهران، ليتبين لاحقاً تنفيذها أوامر جهات أجنبية تسعى لتنفيذ عملية إرهابية داخل إيران، إضافة لغسيل الأموال وتهريب ممنوعات تجارية.

 وبعد رصد حركة أفراد الشركة، شاهد عناصر الأمن تسليم قنبلة لأحد عناصر تنظيم “داعش” إيراني الجنسية، ليتم القبض عليه لاحقاً بعد إبطال القنبلة في “المسرح الوطني” وسط العاصمة، واستطاع الضابط “كمال” التأثير عليه من خلال عائلته ليدلي بمعلومات حول أفراد تسعى لتنفيذ عمليات أخرى في إيران.

ينتقل المشهد بعد هذه الأحداث إلى الإمارات، حيث يلتقي الضابط “كمال” بأحد عملائه في مدينة دبي، ليطلعه عن عدة اجتماعات جرت بين رؤساء مخابرات دول، بينهم رئيس الاستخبارات السعودية السابق تركي الفيصل وممثل أمير تنظيم داعش أبو بكر البغدادي يدعى “أبو عامر”، والهدف من الاجتماع تغيير نهج تنفيذ العمليات في إيران بعد فشلها عدة مرات، ليرد عليه الضابط “كمال” بقوله: هذا الأمر ليس بجديد، يسعون منذ 40 عاما لإلحاق الضرر بإيران لكنهم لا يستطيعون”.

 في نهاية المطاف يتم القبض على أبو عامر داخل إيران. يذكرنا هذا الاسم بأبو عمر الشيشاني أحد قادة تنظيم “داعش” الذي عُرف بدهائه بتنفيذ العمليات الإرهابية ولُّقبَ بنجمة داعش.

في أحد فنادق طهران تجتمع شخصيات عربية ودولية للمشاركة في مؤتمر بعنوان “ضد الفكر الإرهابي”، تحت قبضة أمنية محكمة تراقب أدق التفاصيل، بسبب معلومات استخباراتية تتمحور حول موفد قناة العربية السعودية خالد يوسف، الذي شارك في المؤتمر ليساعد زعيم حركة “النضال العربي لتحرير الأحواز” حبيب نابغان، الذي يدعي أنه موفد قناة الجزيرة القطرية لاغتيال رجل دين سعودي يدعى الشيخ زايد، هرب من السعودية سابقاً بسبب مخالفته لنظام الحكم هناك.

وبعد قتل حبيب نابغان واعتقال الصحفي خالد يوسف اعترف أن الهدف من الاغتيال، وضع إيران في أزمة سياسية ودبلوماسية بسبب حساسية الزمان والمكان، إضافة لاتهامها لاحقا بقتل شخصية سنية سعودية داخل أراضيها وتنفيذ مخطط قتل المعارضين السعوديين مثل الصحفي والكاتب الراحل جمال خاشقجي.

حبيب نابغان أو ما يعرف إعلامياً بحبيب الكعبي أو فرج الله جعب، هو الزعيم السابق لحركة “النضال العربي لتحرير الأهواز” والتي تتخذ من العاصمة الدنماركية كوبنهاغن مقراً لها. ينحدر نابغان من عرب إيران، متهم بتورطه بهجوم على عرض عسكري في مدينة الأهواز عام 2018 أودى بمقتل العشرات، إضافة لتفجير أنابيب نفط في إقليم خوزستان.

أعلنت الحكومة الإيرانية عن اعتقاله في تشرين الأول/ أكتوبر 2020 دون ذكر تفاصيل عن عملية الاعتقال.

في المشهد الأخير من الحلقة السادسة والعشرين، بُث مقطع صغير من كلمة رئيس المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل خلال مؤتمر لمنظمة “مجاهدي خلق”، وتساءل الضابط كمال هل يشارك الفيصل نيابة عن بلاده أو نيابة عن إسرائيل أو كليهما؟ ليقترح الضابط كمال جلبه للإجابة على تساؤلاته.

رسائل المسلسل

يحاول الكاتب إظهار أن الأمن الإيراني يقظ في مواجهة ما يقدمه كمشروع الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بزعزعة الأمن الإيراني خلال فترة رئاسته المقبلة، واختراق المخابرات الإيرانية للدول التي تتهمها إيران برعاية للإرهاب.

داخليا يقدم المسلسل سردية إيران حول أهمية تدخل الحرس الثوري الإيراني في سوريا والعراق وهو الأمر الذي أثار جدلاً شعبيا في وقت سابق. كما يتضمن دعوة إلى تكاتف الشعب الإيراني في مواجهة الإرهاب، بالإضافة إلى إظهار مدى جدية تعامل الأمن الإيراني مع ملفات الفساد المالية في البلاد.

كيف استقبل الإيرانيون مسلسل “البيت الآمن”؟

لقي العمل الإيراني تفاعلاً رسميا وشعبياً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، لأحداث وشخصيات المسلسل خاصة الضابط “كمال” لتجسيده شخصية الضابط الإيراني علي كمالي، أما على الجانب الآخر فاتهم البعض العمل بأنه مسعى جديد لتلميع صورة النظام الإيراني.

المغرّد محمد حسيني عبَّرَ عن إعجابه عبر تويتر بقوله: إنه “من أجمل المسلسلات التي رأيتها حتى الآن”.

في المقابل غرّد سينى مسيح بور أن المسلسل يعكس ضعف القوات الأمنية في إيران:

 “إذا كانت قدرات القوات الأمنية والاستخباراتية في البلاد شبيهةً لأحداث مسلسلي “غاندو” و”البيت الآمن” فلن نتعجب من الأوضاع الحالية”.

أما محمد رضا حسيني فقد نشر صورة للرئيس الإيراني حسن روحاني وغرّد: “لن نحقق البيت الآمن (إيران آمنة)، طالما مفتاح البيت بأيد أفراد غير أمينة.

في وقت لاحق، سرعان ما تَقلَّبَ مزاج رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول آرائهم المختلفة بمسلسل “البيت الآمن” بعد اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده قرب العاصمة طهران، فارتفعت حدة التعليقات التي تعالت بابتعاد المسلسل عن الحقيقة.

بالنسبة للمغرد بيمان لم يعد العمل جذاباً له: “نظراً لاغتيال الشهيد محسن فخري زاده وقراءتي لتحليل يؤكد عدم اعتقال قاتلي العلماء النوويين، لم تعد مشاهدة المسلسل مثيرة لي”.

أما المغرد موسك فقد كتب: “في مسلسل “البيت الآمن” يعتقلون الشخص الثاني في تنظيم “داعش” أبو عامر، لكن في الأرض يتم اغتيال عالم نووي والشخص الثاني في تنظيم “القاعدة في طهران، أحسنتم!”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: