الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة2 ديسمبر 2020 06:13
للمشاركة:

صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية – الانتقام والدبلوماسية

تناولت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية، في مقال لها، موضوع الرد على اغتيال محسن فخري زاده، مؤكدة أن الرد العسكري الآن سينعكس سلباً على البلاد، حيث رأت أن الأعداء هم الذين يتمنون أن ترد إيران لخلق إجماع عالمي ضد طهران.

بعد اغتيال الشهيد فخري زاده كانت إحدى القضايا التي أثيرت هي محاولة البعض ربط الموضوع بالحوار أو التفاوض مع جهات خارجية. بعبارة أخرى يعتبرون الاغتيال عاملاً لتفكيك بعض المحادثات في المستقبل. في المقابل شهدنا بلا شك الوحدة بين جميع المسؤولين والفصائل السياسية، ولا بد أن يكون هذا الاغتيال مصحوبًا برد مناسب في الوقت المناسب حتى يمكن معاقبة الطرف الآخر على أفعاله.

وفي هذا الصدد أوضح اللواء إسماعيل كوثري نائب قائد قاعدة ثار الله التابعة للحرس الثوري كيف سترد إيران على اغتيال العالم النووي، مشيراً إلى أنه “لا يمكننا التعامل مع الموضوع عاطفياً لكننا لن ننسى أبدًا، سنثأر لهؤلاء الأحباب لكن الزمان والمكان والنوع غير معروفين والأمر متروك للمسؤولين لتحديد ذلك، والناس يطلبون من السلطات الرد بشكل حاسم حتى يندم الأعداء على ما فعلوه”.

وأضاف “بالرغم من أن علمائنا ليسوا بيننا إلا أن طلابهم يجب أن يستمروا في طريقهم بصلابة ويجب أن يأخذوا بالثأر من جميع الذين تورطوا بشكل مباشر في هذا الاغتيال الجبان وكذلك من أصحاب القرار والمنفذين. بعبارة أخرى فإن موضوع المحادثات المستقبلية والمطالبة برد فعل على الاغتيال هما مسألتان منفصلتان يبدو أن البعض قد دمجهما عمداً”.

نشرت وكالة أنباء إيرنا أمس صورًا حصرية مع عنوان “شارة خدمة الاتفاق النووي على صدر فخر إيران”. عكست لقاء منح الرئيس خلاله أعضاء فريق الاتفاق النووي وسام الخدمة. وبحسب وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فقد منح الرئيس الشهيد فخري زاده وسام خدمة من الدرجة الثانية. هنا تظهر فكرة أنه من حيث المبدأ، لا يمكن فصل الدبلوماسية عن السياسة الداخلية، فلم يكن لدينا فريقان منفصلان يسمى العلماء النوويون وفريق التفاوض، ولكن فريق واحد له هدف مشترك.

وكان محمود واعظي رئيس مكتب الرئيس حسن روحاني قد كتب في وقت سابق ردًا على اغتيال الشهيد فخري زاده والقضايا التي أثارها بعض أعضاء الفصيل: “من النتائج الغريبة لهذه العملية النفسية غير المسؤولة أن الشهيد العظيم الذي كان عضوا في الحكومة وفي نفس الوقت مع فريق التفاوض، وتلقى وساماً من الدرجة الثانية من الرئيس لدوره في تطوير وتنمية الصناعة النووية السلمية (لم يتم تغطية هذه القضية من قبل وسائل الإعلام لاعتبارات أمنية في ذلك الوقت)”. وقال فريدون عباسي الرئيس السابق لهيئة الطاقة الذرية في حكومة أحمدي نجاد إن “الشهيد فخري زاده عمل كمؤيد للمحادثات النووية وقدم معي ومع آخرين المشورة الفنية لفريق التفاوض”.

أهم هدف للاغتيال

نقطة أخرى يجب ملاحظتها في هذا الصدد هي العملية التي حدثت منذ حوالي 10 سنوات. اغتيل أربعة علماء نوويين إيرانيين خلال المحادثات بين الأصوليين والغرب، لكن ذلك لم يؤد إلى انقطاع في المفاوضات لأن صناع القرار كانوا يدركون أن هدف العلماء وهدف الفريق المفاوض هو وحدة الإجراء. بينما يريد البعض الآن ربط الحادثة بالاتفاق النووي والتفاوض ومنع استمرار أي مسار يحتوي على حوار. هذا معيار مزدوج ينتبه إليه بعض الناس من خلال وجهة نظرهم الحزبية للقضية الوطنية ومن ناحية أخرى فإن إغلاق طريق الحوار هو المسار الذي يهتم به الطرف الآخر.

واعتبر الخبير في شؤون الشرق الأوسط نصر الله طاجيك في حديث مع الصحيفة، أن “رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتانياهو له عدة أهداف رئيسية. فأولاً في ضوء الوضع الذي حل بدونالد ترامب وهزيمته الانتخابية صممت الولايات المتحدة والنظام الصهيوني لعبة نفسية من شأنها أن تشجع حلفاء الولايات المتحدة ولا تسمح لإيران بأخذ زمام المبادرة في التطورات المستقبلية خاصة في تطورات العلاقة مع أميركا”، مضيفاً ” أصبح حلفاء أميركا الآن في حالة صدمة من خسارة ترامب وفقدوا أنفسهم لأنهم قاموا باستثمارات ضخمة”.

وأوضح تاجيك أن أحد أهداف الاغتيال هو جعل إيران ترد، مشيراً إلى أن “الأعداء يحاولون اللعب على الوتر النفسي للإيرانيين بدلاً من شن الحرب”، معتبراً أن “الهدف الأخير المهم أيضا ليس ضرب المنشآت التقنية والهندسية الإيرانية لأن المعرفة لا يمكن اغتيالها ولكن ضرب فرصة الدبلوماسية لحل مشاكل إيران الداخلية والخارجية والعلاقات بين إيران والولايات المتحدة”.

من جهة أخرى، اعتبر الناشط السياسي حسين كنعاني مقدم، في حديث مع الصحيفة أن “الملف النووي الإيراني وقضاياه مثل الاتفاق النووي بيد المجلس الأعلى للأمن القومي، وأي قرار بشأن الاتفاق وفروعه يتضمن تخفيض الالتزامات أو قطع إشراف الوكالة أو مناقشة الخلافات كلها أمر ينظر فيه المجلس الأعلى للأمن القومي، لذا فليس من المنطقي أن يتدخل الآخرون ويحاولون التحرك في اتجاهات أخرى دون التفكير في قرارات المجلس الأعلى للأمن القومي” وأضاف: “المسألة الثانية التي يجب أخذها في الاعتبار هي أن أي قرار يتخذ في المستقبل يجب أن يكون بهدف تحسين الوضع الحالي أي إذا اتخذنا قرارا سينتج عنه إجماع عالمي ضد طهران وحتى إذا فقدنا مقدار الدعم الذي تقدمه الصين وروسيا الآن لإيران، فمن الواضح أن القرار بحاجة إلى إعادة تحديد ويجب ألا تتحرك القرارات في اتجاه تصعيد العقوبات والتهديدات “.

وتابع الناشط السياسي “إن طريق الثأر ومعاقبة مرتكبي هذه الاغتيالات هو في الواقع خيار محدد يجب أن يكون على جدول الأعمال ومن أجل القيام بذلك فإن لدى طهران خيارات مختلفة يمكنها استخدام أدواتها في جميع أنحاء المنطقة لتنفيذه ولكن في حين أن الإجابة محددة فأن زمان ومكان وكيفية الرد امر يتم تعيينه من قبل السلطات العليا”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آفتاب يزد” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: