الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة30 نوفمبر 2020 10:05
للمشاركة:

صحيفة “ذا نيو دايلي” الأسترالية – لماذا زادت التوترات بعد مقتل العالم النووي الإيراني؟

تناولت صحيفة "ذا نيو دايلي" الأسترالية، في مقال لـ "سامنثا ديك"، موضوع اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، حيث ربطت حادثة الاغتيال بصفقة التبادل التي خرج على إثرها المواطنة الأسترالية من السجون الإيرانية، إضافة لعلاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بهذه الحادثة.

تم ربط كل من دونالد ترامب، القوات الإسرائيلية، والإفراج عن الأكاديمية الأسترالية كايلي مور جيلبرت بمقتل أكبر عالم نووي إيراني. وقد وعد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي بالسعي للانتقام. إذًا ما الذي حدث ولماذا يجب أن نقلق؟

يوم الجمعة، تعرض العالم الإيراني محسن فخري زاده، الذي يعتقد أنه العقل المدبر وراء برنامج إيراني سري للأسلحة النووية، لكمين في بلدة أبسارد، على بعد 70 كيلومترًا شرق طهران.

حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. ومع ذلك، نظرًا لأن إسرائيل هي بالفعل المشتبه به الرئيسي وراء سلسلة من الهجمات على الشخصيات النووية الإيرانية، فإن الأصابع تشير إليها.

قال أهرون شابيرو، محلل السياسة الأسترالي البارز في مجلس الشؤون الإسرائيلية، إن من مصلحة العديد من الجهات، وليس إسرائيل فقط، إحباط برنامج إيران النووي بقتل فخري زاده.

وأضاف: “ليس هناك شك في أن أي شخص يريد العمل ضد برنامج أسلحة إيران النووية سوف ينظر إلى هذا العالم بعينه على أنه شخص يمثل تهديدًا حقيقيًا”، مؤكدًا أن “من فعل ذلك على الأرجح فعله بمباركة الولايات المتحدة بطريقة أو بأخرى، سواء كانت ضمنية أو صريحة”.

لماذا التوقيت مريب

قبل أقل من أسبوع، تم إطلاق سراح المحاضرة بجامعة ملبورن كايلي مور جيلبرت أخيرًا من سجن إيراني بعد قرابة عامين من السجن. تم إطلاق سراحها في نفس الوقت الذي أبرمت فيه السلطات التايلاندية صفقة مع إيران لنقل ثلاثة إيرانيين مرتبطين بمؤامرة تفجير تستهدف دبلوماسيين إسرائيليين إلى طهران.

وقالت طهران إن مور جيلبرت أطلق سراحها في مبادلة مع الإيرانيين المسجونين، على الرغم من أن المسؤولين التايلانديين رفضوا وصفها بالمبادلة ورفض رئيس الوزراء سكوت موريسون مرارًا تأكيد تفاصيل أي ترتيب من هذا القبيل.

في هذا السياق، يقول شابيرو إن “التوقيت مثير للغاية، فالأشخاص الذين تم اعتقالهم بتهمة التخطيط الإرهابي في تايلاند كانوا أشخاصًا يريدون استهداف إسرائيل”، متسائلاً “هل قتل فخري زاده تحذير من اسرائيل؟”.

آخر شهقات دونالد ترامب

أمام الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب حتى 20 كانون الثاني/ يناير قبل أن يدخل منافسه جو بايدن البيت الأبيض. ما سيفعله في أيامه المتبقية في المنصب قد يؤدي، في أسوأ الأحوال، إلى حرب نووية. إذاً، هل كان ترامب لاعبًا رئيسيًا في اغتيال العالم الإيراني؟ قد يكون كذلك.

في وقت سابق من هذا الشهر، سأل ترامب كبار المستشارين في اجتماع بالمكتب البيضاوي عما إذا كانت لديه خيارات لاتخاذ إجراءات ضد موقع نووي إيراني رئيسي في الأسابيع المقبلة، حسبما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز. ومع ذلك، ذكرت الصحيفة أن كبار المستشارين حذروا من توجيه ضربة عسكرية بسبب مخاوف من أن تتصاعد إلى صراع أوسع في الأسابيع الأخيرة من رئاسته.

قال البروفيسور تيلمان راف، المؤسس المشارك للحملة الدولية للقضاء على الأسلحة النووية، إن “اللحظات الأخيرة من إدارة ترامب هي وقت خطير للغاية بالنسبة للعالم”، مضيفاً “دونالد ترامب شخص انتقامي للغاية، سيسعى إلى تقييد الخيارات وإحداث فوضى كبيرة للإدارة الجديدة”.

ولفت راف إلى أن “الاغتيال يمكن أن يثير رد فعل عنيف من المتشددين في إيران قد يؤدي إلى حرب مع إسرائيل أو تصعيد العنف في جميع أنحاء الشرق الأوسط”، مضيفاً “ذلك سيجعل من الصعب على بايدن إحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 الذي تخلى عنه ترامب في عام 2018”.

الاتفاق النووي الإيراني

كانت خطة العمل الشاملة المشتركة، المعروفة باسم الاتفاق النووي الإيراني، بمثابة اتفاق تم التوصل إليه بين إيران وأعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في عام 2015. وبموجب الاتفاق، وعدت إيران بتخفيض مخزونها من اليورانيوم إلى مستويات آمنة مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية.

واعتبر راف أن “ايران قبلت شروط الضمانات التي كانت أكثر تدخلاً مما قبلته أي دولة على الإطلاق بشأن برنامجها النووي في الماضي، مع أحدث وسائل المراقبة”.

منذ انسحاب ترامب من الاتفاق، عكفت إيران على بناء أجهزة طرد مركزية أكثر تقدمًا من شأنها أن تمكنها من إنتاج مواد لقنبلة نووية محتملة بشكل أسرع عدة مرات. لكن إذا سألت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فإن الصفقة لم تكن كافية على أي حال.

وأعلن بعد فترة وجيزة من اتضاح أن بايدن، الذي يخطط لإعادة الاتفاق النووي، سيكون الرئيس المقبل: “يجب ألا تكون هناك عودة إلى الاتفاق النووي السابق”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ذا نيو دايلي” الأسترالية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: