الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 نوفمبر 2020 16:15
للمشاركة:

صحيفة “يديعوت أحرنوت” الإسرائيلية- سيناريوهات الرد الإيراني على اغتيال فخري زاده

رجح المحلل العسكري في صحيفة “يديعوت أحرنوت” رون بن يشاي، أن “ترد إيران على عملية اغتيال العالم محسن فخري زاده من خلال حلفاءها في المنطقة”، حيث ضرب المثال بـ “الحوثيين عبر الصواريخ والطائرات المسيرة”، ورأى بن يشاي أن “النظام الإيراني مصمم الآن على إيذاء إسرائيل بطريقة مؤلمة للغاية”. مؤكدًا أن “ذلك كان واضحاً يوم الجمعة من خلال نبرة تصريحات كبار مسؤولي النظام حول اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده”، وتابع قائلًا “هم ليسوا فقط غاضبين ويريدون الانتقام، بل يخشون أيضًا التأثير النفسي داخل إيران لهذا الاغتيال والأعمال السابقة التي ينسبونها إلى المؤسسة الإسرائيلية “الموساد””.

كما ردف بالقول إن “هذه الأعمال – الاغتيالات النوعية-، المتكررة والمؤلمة ، اكتسبت مؤخرًا كتلة وحجمًا سبب في تقويض هيبة نظام آية الله إلى درجة تهدد بقاءه . بالإضافة إلى ذلك، فإن الضربات المنسوبة إلى إسرائيل للبرنامج النووي الإيراني ولمحاولة تشكيل جبهتين فعالتين ضد إسرائيل في لبنان وسوريا تقضم أيضًا الردع الاستراتيجي الإيراني وسعيها إلى الهيمنة الإقليمية”. مضيفًا أن “النظام في طهران يعتبر نفسه بناءً على هذه الأسباب الثلاثة، مطالبًا باتخاذ إجراءات انتقامية ضد إسرائيل. مثلما شعر في بداية العام الحالي عليه أن يقصف قاعدتين أميركيتين في العراق بالصواريخ بعد اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني”.

وأوضح بن يشاي أنه “بالرغم مما سبق إلا أن أيدي الإيرانيين مقيدة بالساعة. فالوضع الاستراتيجي يتطلب منهم حساب خطواتهم بعناية. فهم يقدرون – ربما عن حق – أن إسرائيل تخلصت من فخري زاده ليس فقط لتصفية الحسابات معه وتعطيل البرنامج النووي الإيراني لفترة من الوقت، ولكن أيضًا بهدف إلحاق الضرر بفرص الإيرانيين في فتح صفحة جديدة مع الرئيس الجديد جو بايدن عندما يجلس في البيت الأبيض. وذلك من خلال الرد الإيراني القاسي الانتقامي على اغتيال فخري زاده، والذي سيؤذي إسرائيل وربما يسقط ضحايا “بيننا” ، ما سيؤخر حوار بايدن مع النظام في طهران، ولن يكون في عجلة من أمره لرفع العقوبات عنهم”. مشيرًا إلى أن “المسؤولين الإيرانيين يشتبهون في أن اغتيال أكبر عالم نووي لديهم هو استفزاز متعمد من قبل إسرائيل يهدف إلى إثارة رد إيراني ضدها، وبالتالي إعطاء ترامب ذريعة لتنفيذ وعيده ضد إيران – مقابل انتقام إيراني – ضربة قاسية للمنشآت النووية الإيرانية”.

وختم بن يشاي قائلًا إن “الإيرانيين يعلمون أنهم مخترقون من قبل أجهزة المخابرات في إيران والعراق وسوريا – لذلك هناك احتمال معقول بأنهم سيحاولون مفاجأتنا من الجنوب، ربما من خلال الحوثيين في اليمن. هؤلاء يعرفون كيفية إلحاق الضرر بالسفن التجارية الإسرائيلية التي تبحر في البحر الأحمر وقد يطلقون صواريخ كروز وطائرات بدون طيار تجاه مدينة إيلات، وقد يعتقد الإيرانيون أن مثل هذه العملية لديها فرصة جيدة لمفاجأتنا وتحقيق الهدف. خلاصة القول: لقد أثبت الإيرانيون أن لديهم صبر بالغ ويعرفون كيفية إدارة المخاطر، وبالتالي لن يتسرعوا على الأرجح”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: