الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة29 نوفمبر 2020 06:33
للمشاركة:

صحيفة “لوموند” الفرنسية – تشدد إدارة ترامب في مواجهة إيران

عرضت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لـ"جيل باريس" بعنوان "تشدد إدارة ترامب في مواجهة إيران"، سياق سياسة "الضغط الأقصى" التي اعتمدها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع طهران، مؤكدة أن هذا النهج سيبقى مستمراً حتى نهاية ولاية ترامب ووصول جو بايدن إلى البيت الأبيض.

يريد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب منع العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران، بينما تعهد الرئيس المنتخب جو بايدن باستئناف الحوار مع طهران.

لم يكن اغتيال محسن فخري زاده، والد البرنامج النووي العسكري الإيراني، مفاجئاً في واشنطن للخبراء في هذا الشأن. سيكون رحيل دونالد ترامب المقرر من البيت الأبيض ووصول جو بايدن في 20 كانون الثاني/ يناير مصحوبًا بانعكاس كامل لسياسة واشنطن تجاه إيران، الأمر الذي أثار استياء “الصقور” في إدارة ترامب.

الرئيس المنتخب يطالب ببداية جديدة مع إيران. وأعلن خلال الحملة عن نيته استئناف الحوار مع النظام الإيراني. وأعلن في حديث سابق له أنه سيعرض على طهران طريقا موثوقا للدبلوماسية، مضيفاً “إذا عادت إيران إلى الامتثال الصارم للاتفاق النووي فإن الولايات المتحدة ستنضم إلى الاتفاقية كنقطة انطلاق لمفاوضات جديدة”.

فرصة لضربة عسكرية

ظلت نتائج “الضغط الأقصى” أقل بكثير من التوقعات. إذ كان الهدف الرسمي منها هو إجبار طهران على التفاوض بشأن اتفاقية جديدة أكثر إلزاما لطهران بالمعايير الأميركية، إلا انها فشلت. فبينما كانت تهدف، كما يعتقد بعض منتقديها، إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني، إلا أنها فشلت في تحقيق النتيجة المرجوة، على الرغم من الدمار الذي لحق بالاقتصاد الإيراني.

الفشل الإضافي لسياسة ترامب، هو أن طهران بدورها حررت نفسها من القيود المفروضة عليها بموجب الاتفاق النووي، خصوصا لجهة درجة التخصيب. وبحسب تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية فإن “إيران لديها الآن كمية من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تجاوز إثني عشر مرة الحد المسموح به في ذلك الوقت، وباتت تمتلك أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في موقع نطنز وهي محظورة بموجب الاتفاقية.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز في 17 تشرين الثاني/ نوفمبر أن تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا دفع دونالد ترامب للبحث مع نائب الرئيس مايك بنس ووزير الخارجية مايك بومبيو ورئيس الأركان مارك ميلي بشأن فرصة لضربة عسكرية ضد هذا الموقع. تم ثني رئيس الولايات المتحدة عن الشروع في مثل هذا المشروع، لكن هذا الخيار المحتمل يؤكد الرغبة في منع أكبر قدر ممكن من العودة المحتملة إلى اتفاق عام 2015. كما امتنع البيت الأبيض عن نفي هذه المعلومات.

“هذا سيستمر”

في تشرين الأول/ أكتوبر، استهدفت عقوبات الخزانة الأميركية الإضافية قطاعي البنوك والنفط. قال إليوت أبرامز، الممثل الخاص لإيران في وزارة الخارجية، خلال زيارة إلى القدس في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر: “سيستمر هذا”، والمقصود كان الضغط الأقصى على إيران. وأوضح أبرامز أن “هذا الوضع سيستمر في تشرين الثاني/ نوفمبر، وفي كانون الأول/ ديسمبر، لأن لا علاقة لهذا الموضوع بالسياسة ولا بالانتخابات”. وأضاف أن هذه هي السياسة الخارجية للولايات المتحدة وهي قائمة على سلوك إيران، لذلك سيستمر التوتر حتى نهاية إدارة ترامب.

ولم يرد فريق جو بايدن الانتقالي على أنباء اغتيال محسن فخري زاده يوم الجمعة. إلا أن المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية (سي آي إيه) في عهد الرئيس باراك أوباما، جون برينان، استنكر “العمل الإجرامي والمتهور للغاية”. وأضاف أن “القادة الإيرانيين سيحسنون صنعا إذا انتظروا عودة القيادة الأميركية المسؤولة على المسرح العالمي وأن يقاوموا الرغبة في الانتقام من الجناة المزعومين”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “لوموند” الفرنسية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: