الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 نوفمبر 2020 08:27
للمشاركة:

صحيفة “همشهري” الصادرة عن بلدية طهران – دليل على إرهاب الدولة

تناولت صحيفة "همشهري"، في مقال للمتحدث السابق باسم الخارجية الإيرانية حميد رضا آصفي، حادثة اغتيال العالم النووي محسن فخري زاده، حيث وجه فيها أصابع الاتهام إلى أميركا وإسرائيل، محدداً بعض الخطوات التي يجب على إيران اتباعها لحماية حقوقها.

إن الحادث المؤسف والمرير للاغتيال الجبان للبروفيسور محسن فخري زاده على يد عملاء الصهيونية وأذنابهم ليس بالشيء الذي يمكن التغاضي عنه بسهولة بل يجب التحقيق في هذا الاغتيال الجبان وتحليله ومعالجته إلى جانب الاغتيالات السابقة التي وقعت في السنوات الماضية، والتي أدت إلى استشهاد مجید شهریاري، داریوش رضائي ‌نجاد، ومصطفی احمدي ‌روشن.

لا بد من التحقيق حول ملابسات هذه الجرائم، وكما تشير الدلائل إلى أن الكيان الصهيوني كان وراء هذه الحادثة واستخدام مرتزقته حيث أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أشار مرارا إلى هذا الشهيد العظيم في عروضه النووية المتكررة .

وهناك عدة قضايا مهمة يجب النظر فيها بعناية، ومنها هي كيفية وصول الأعداء إلى وكلائنا المؤثرين والعلماء النوويين لدينا، حيث أعلنت وسائل الإعلام الصهيونية أنها توصلت إلى اسم علماء نوويين بمن فيهم الشهيد محسن فخري زاده عن طريق منظمة الأمم المتحدة. لدينا شك وظن قوي أن هناك جواسيس يعملون  تحت غطاء مفتشي الأمم المتحدة أو الوكالة الدولية للطاقة الذرية، قد تلقوا مثل هذه المعلومات القيمة من الدولة ونقلوها إلى النظام الصهيوني والحكومة الأميركية ولذلك تتطلب حالة العقل أنه في المستقبل يجب إيلاء المزيد من الاهتمام لهذه القضية أكثر من الماضي.

أما النقطة الثانية يشعر النظام الصهيوني والولايات المتحدة بالقلق بشأن القدرة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية، ولهذا السبب نظرت الدول الأوروبية والنظام الصهيوني إلى جانب الولايات المتحدة، في قضايا أوسع وأعمق من الاتفاق النووي  وأعلنوا عن نفوذ جمهورية إيران الإسلامية في المنطقة والقدرة الصاروخية القوية والتي يعتبر أقوى رادع وحاجز أمام العدو لديها. لذلك اعتبر مسؤولون رفيعو المستوى في البلاد في مواقع حاسمة إمكانية إجراء محادثات حول القدرات الدفاعية والصاروخية لجمهورية إيران الإسلامية أمراً مستحيلة لا حوار فيه مع أي جهة وأظهر الحادث الأخير أنه ينبغي الإصرار على هذه المواقف أكثر من ذي قبل وينبغي التأكيد على حقوق جمهورية إيران الإسلامية في استخدامها.

ووفقاً لوسائل إعلام مختلفة، كانت زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو للمنطقة تهدف إلى خلق وحدة بين الدول الرجعية والنظام الصهيوني، ونتيجة لذلك نحن بحاجة إلى الإفصاح عن مزيد من التفاصيل بشأن العلاقة بين الرحلة واغتيال فخري زاده،  فمن الواضح أن الكيان الصهيوني حصل على دعم  من الولايات المتحدة في عملية الاغتيال هذه.

إن ذروة إرهاب الدولة من قبل أنصار من يسمون أنفسهم بضحايا الإرهاب جاءت في الاغتيال الجبان للقائد الحاج قاسم سليماني، الذي نفذته وأعلنت عنه الولايات المتحدة بكل وقاحة. هذه الطريقة الأميركية  المستخدمة هي عبارة عن تحفيز وتشجيع لبيئتها وللكيان الصهيوني للقيام بمثل هذه الأعمال الإرهابية. إن ما حدث أمس هو مثال موضوعي على إرهاب الدولة الذي قام به النظام الصهيوني الإسرائيلي بغطرسة واعتمد على الدعم الأميركي، على الرغم من أنه لإجراء تقييم دقيق وميداني للغاية يتعين على المرء انتظار بيانات الأجهزة الأمنية ذات الصلة.

نحن نقول إن المسؤولية عن هذا العمل الإرهابي تقع مباشر وغير مباشر على عاتق الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. وأخيراً أستهدف العدو مكونات القوة في الجمهورية الإسلامية. وفقًا لذلك لا يُسمح بأي حل وسط أو مسامحة لهذه المكونات، لذلك يجب على الجمهورية الإسلامية أن تقوم برعاية خاصة وزيادة مستوى اليقظة في أي تفاعل ومفاوضات مع الأطراف الغربية، وأن تؤكد وتصر أولاً على مطالبتها بحق الدماء التي أريقت ظلماً  للعلماء النوويين والقائد سليماني والدكتور محسن فخري زاده.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “همشري” الصادرة عن بلدية طهران

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: