الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 نوفمبر 2020 08:04
للمشاركة:

صحيفة “وطن امروز” الأصولية – إن لم نضرب سيضربون

تناولت صحيفة "وطن امروز" الأصولية، في تقرير لها بعنوان "إن لم نضرب سيضربون"، حادثة اغتيال العالم الإيراني محسن فخري زاده، شارحة تفاصيل الحادث وفقاً لتصريحات المسؤولين الإيرانيين.

استشهد الدكتور محسن فخري زاده ظهر امس على يد مجموعة إرهابية، وهو العالم المعروف بالصواريخ والصناعات النووية ورئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع. ووفق الأخبار المنشورة التي لا تستطيع “وطن أمروز” تأكيد صحتها: فقد تم استهداف محسن فخري زاده من قبل عدّة إرهابيين في مدينة أبسرد بعد انفجار سيارة نيسان أمام سيارته.

وبعد هذا الحادث تم نقل جثمان محسن فخري زاده الى المستشفى ولكن جهود الأطباء باءت بالفشل ونال مرتبة الشهادة. وبعد ساعات من انتشار نبأ الاغتيال أكّدت وزارة الدفاع والقوات المسلحة في بيان لها استشهاد محسن فخري زاده. وذكر بيان وزارة الدفاع: “قامت عناصر إرهابية مسلحة ظهر يوم الجمعة بمهاجمة سيارة محسن فخري زاده رئيس هيئة البحث والابتكار بوزارة الدفاع. وأثناء الاشتباكات بين فريقه الأمني والإرهابيين تعرّض السيد محسن فخري زاده لجروح خطيرة وتم نقله إلى المستشفى. وللأسف لم ينجح الفريق الطبي في إنقاذه ومنذ دقائق قليلة حقق هذا المدير، بعد سنوات من الجهاد والنضال الدرجة الرفيعة، الشهادة. تهنئ وتعزي وزارة الدفاع والقوات المسلحة في ذات الوقت المرشد الأعلى والشعب الإيراني العظيم باستشهاد العالم الكبير والمدير المُخلص الذي طالته يد الغدر من خلال عمل إرهابي جبان”.

هذا وقال اللواء امير حاتمي في مقابلة متلفزة وضّح فيها تفاصيل العمل الإرهابي الذي طال رئيس منظمة البحث والابتكار “وقعت هذه الحادثة الارهابية بعد ظهر أمس حيث أصيب اثنان من مرافقي محسن فخري زاده بجروح ونال مرافق اخر مرتبة الشهادة”، مشيراً إلى أن “محسن فخري زاده تعرض لجروح بليغة نتيجة هذا العمل الارهابي وقد نال مرتبة الشهادة بعد نقله الى المستشفى ولم تنجح جهود الأطباء في انقاذه”، مضيفاً “بدأ هذا العمل الارهابي بإطلاق أحد الارهابيين للنار على سيارة الشهيد فخري زاده وبعد عدة ثوان انفجرت سيارة من نوع نيسان كانت محملة بالمواد المتفجرة بالقرب من سيارة الشهيد فخري زاده”.

من هو محسن فخري زاده؟

صنفت مجلة فورين بوليسي الأميركية اسم الشهيد محسن فخري زاده ضمن قائمة الشخصيات الـ 500 الأكثر قوة في العالم. وتم وضع اسم فخري زاده (العالم المخضرم في وزارة الدفاع والقوات المسلحة والرئيس السابق لمركز البحوث الفيزيائية) في 2007 على لائحة العقوبات الإيرانية من قبل مجلس الأمن الدولي. كما يعد محسن فخري زاده العالم النووي الإيراني الوحيد الذي ذكره رئيس وزراء الكيان الصهيوني علانيةً في معرض تحريضه الدعائي على البرنامج النووي الإيراني وزعم بأن الشهيد كان يعمل على برامج الأسلحة النووية. وقد أطلقت المصادر الغربية ألقاباً عدة على الشهيد مثل اوبنهايمر إيران وعبد القدير خان إيران أو عراب البرنامج النووي الإيراني.

كما أن معظم المعلومات المنتشرة حول فخري زاده متعلقة بأخبار نشرت من قبل وسائل الاعلام الغربية. حيث أن الدراسات والتقارير والأخبار لوسائل الإعلام الغربية حول محسن فخري زاده التي نشرت قبل اغتياله تظهر بأن المعلومات قدمت لهذه الوسائل من قبل وكالات التجسس والمخابرات التابعة للدول الغربية حيث قامت وسائل الإعلام هذه بصياغة الأخبار وفقاً لمصالح الدول الغربية حيث تضمنت هذه الأخبار المعلومات الصحيحة والكاذبة في وصفه.

وفي أحد هذه التقارير، ذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية في نيسان/ أبريل 2008 أن فخري زاده كان “ضابطاً في الحرس الثوري واستاذًاً بجامعة الإمام الحسين في طهران” وأنه “عراب البرنامج النووي العسكري الإيراني”، مستشهدة بوثائق يُزعم انه تم الحصول عليها من جهاز كمبيوتر محمول إيراني وادعت أن “أجهزة المخابرات الغربية تعتقد أن إيران تحاول إنتاج رأس نووي وأن البرنامج تحت إشراف ومسؤولية محسن فخري زاده محاضر الفيزياء في جامعة الإمام الحسين في طهران وبالتالي يمكن أن يطلق عليه عراب إنتاج الرؤوس النووية الإيرانية”.

ويأتي ادعاء صنداي تايمز بشأن سعي إيران لامتلاك رأس نووي في الوقت الذي اعترفت فيه مؤسسات مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن البرنامج النووي الإيراني هو برنامج سلمي.

وكما كتبت الواشنطن بوست عن الشهيد محسن فخري زاده في تقرير نُشر عام 2008 أن “مهندساً فيزيائباً يُدعى محسن فخري زاده مسؤول عن البرامج النووية السرية”، مشيرة إلى أن “محسن فخري زاده كأستاذ يحاضر كل أسبوع في جامعة الإمام الحسين في طهران في الفيزياء للطلاب. ولكن لمدة 10 سنوات كان ذات العالم مسؤولاً عن برامج سرية للحكومة لاكتساب تقنيات نووية شديدة الحساسية.”

وتتضمن الوثائق التي قدمتها حكومتان غربيتان إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الأشهر القليلة الماضية، أسماء عدد من العلماء الإيرانيين رفيعي المستوى الآخرين المتعلقين بالحكومة الإيرانية بالإضافة إلى السيد فخري زاده ،ووفقاً لمسؤولي الوكالة فقد عملوا على مر السنين على توسيع الإمكانات والقدرات النووية للجمهورية الإسلامية.

وبحسب تقرير صحيفة واشنطن بوست أصبح محسن فخري زاده عضواً في الحرس الثوري الإسلامي بعد الإطاحة بالشاه. وكان الرئيس السابق لمركز البحوث الفيزيائية الإيرانية. ووفقاً لمسؤولي الأمم المتحدة فقد لعب هذا الشخص دوراً رئيسياً في خطط الحصول على القطعات التي تستخدم في منشآت تخصيب اليورانيوم. وتم إدراج اسم فخري زاده في قائمة تضم ثمانية أشخاص قيدت الأمم المتحدة سفرهم وتحويلاتهم المالية العام الماضي.

وأخبر موظفو الوكالة الدولية للطاقة الذرية مراسل صحيفة واشنطن بوست بأنهم قاموا بدعوة محسن فخري زاده بشكل متكرر لتناول الشاي والتحدث حول البرنامج النووي، لكن كل هذه الدعوات قوبلت بالرفض خلال العامين الماضيين. وقد نقلت الحكومة الإيرانية مؤخراً فخري زاده إلى مختبر جديد شديد الحراسة. ولم يُسمح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المختبر حتى الآن. وأعلن ممثلو الحكومة الإيرانية في ردهم على الوثائق الجديدة بأن جميعها مزورة. وبحسب صحيفة واشنطن بوست، “نفت طهران وجود بعض العلماء المثيرين للجدل”.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “وطن امروز” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: