الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة28 نوفمبر 2020 07:27
للمشاركة:

“نريد أن نرى الصواريخ تشعل إسرائيل”.. إيرانيون يطالبون بالرد على اغتيال فخري زادة

هزّ اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده إيران، ولم تقتصر ارتداداته على المواقف الرسمية، بل امتدت للأوساط الشعبية التي عبرت عن موقفها من هذه العملية بالتجمع في ساحة مبنى المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يعد أحد أهم مؤسسات صنع القرار في طهران، حيث تجمع عدد من المواطنين في ذلك المكان، للمطالبة بـ "الانتقام لدماء فخري زاده". وقال أحد رجال الدين المتواجدين في التجمع "يجب خلق جحيم لكل أميركي في المنطقة خلال الأربعين يوماً القادمة".

كذلك، برز الاهتمام الشعبي بهذه العملية في تفاعل الإيرانيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي عبر هشتاغ “انتقام سخت”، أي الانتقام الصعب، وهو ذات الهشتاغ الذي استخدموه عند اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني بداية العام الحالي.

تحت هذا الهشتاغ توزع المغردون الإيرانيون ما بين معزي برحيل العالم النووي، ومطالب بالانتقام، فيما دعا أخرون لمحاسبة الرئيس حسن روحاني باعتباره “المحاول دائما الانفتاح نحو أميركا وإنقاذ الاتفاق النووي”، كما تساءل البعض عن دور القوى الأمنية في مواجهة هذا النوع من العمليات.

بهنام نصري، قال إن “الصهاينة اغتالوا علماءنا النوويين، لكنهم يدركون جيداً أننا سنرد، ورغم أننا لن نعلن أين سيكون هذا الرد إلا أن الأكيد أنهم يعلمون ذلك”، مضيفًا أن “التجربة أثبتت للأعداء أننا لا نترك أي عمل ضدنا دون رد أو انتقام”.

من جهته، رأى أمير برسست أن “من اغتال عالمنا، سينال الجواب والرد الذي يستحقه”، مشيرًا إلى أن “كل الإيرانيين ينتظرون ويتوقون للحرب مع إسرائيل”، وأكد على “أننا نريد أن نرى كل صهيوني يتحول إلى رماد. نريد أن نرى الصواريخ تشعل النار في إسرائيل. فالسلام لم يعد له معنى”.

أما محمد مهدي دهقان نجاد، فتمنى أن يستيقظ يوم غد على خبر الانتقام لفخري زاده، آملاً “ألا يكون هذا أملًا كاذبًا”. وطالب سجاد حكيمي من “قوات الأمن والاستخبارات والجيش وكل القوى الفاعلة عسكرياً في البلاد، أن لا تهمل موضوع الانتقام، وأن لا يكون الرد العسكري عبارة عن أفلام فقط”، مضيفاً “إن لن يكون هناك رد بحجم عملية الاغتيال، فعلى الأقل نريد رداً لتتوقف تجاوزات الأعداء”.
من جانبها، ربطت فاطمة رضوي اغتيال فخري زاده بعملية اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، مشيرة إلى أن “العام 2020 كان حزيناً جداً، ففي بدايته استشهد سليماني، وفي نهايته اغتيل عالِمنا”.

أما الهجوم على الرئيس روحاني، فجاء في تغريدة لريحانه ترابي ذكّرت فيها بخطاب لرئيس الجمهورية خلال افتتاح معمل لصناعة الألمنيوم، حين قال “أحيانا، لا يعلم الناس فوائد الاتفاق النووي الإيراني”، معلقة على ذلك بالقول “أيها المواطنون، أنظروا فوائد الاتفاق النووي، اُغتيل اليوم أهم عالم نووي في بلدنا”.

بدوره، اعتبر ميثم نادي أن “هذه الحكومة لم تهتز لوفاة 50 ألف مواطن بسبب وباء كورونا ورئيسها مختبئ في قصره منذ 10 أشهر، وهذه الحكومة نفسها شرّعت استئناف المفاوضات مع قتلة الحاج قاسم في واشنطن”، متسائلاً “هل يا ترى سيقبل هؤلاء، من أوهمونا بصناعة لقاح كورونا، أن يقبلوا بتنفيذ الانتقام الصعب بحق شهيدنا؟ السعادة الوحيدة التي سنعيشها هي حين نعيش بآمان بعيداً عن فسادكم”.
كذلك، جاءت تغريدة لحسين رجائي في ذات السياق حيث كتب “أننا نتفهم وقاحة الأعداء، ففي نهاية المطاف هم أعداؤنا، لكن الغريب هو وقاحة بعض الناس في الداخل، التي لا تتوقف في طلب التفاوض مرة أخرى مع أعداء الامة”.

أما التساؤل عن دور الأجهزة الأمنية، فورد في تغريدة الصحافية بصحيفة “اعتماد” الإصلاحية، سارة معصومي التي قالت فيها “سرقة الأرشيف النووي من قلب طهران، اغتيال الحاج قاسم، تخريب المنشآت النووية في إيران، تهديد واضح باستهداف المنشآت أو بتنفيذ غارات على البلد”، لتتابع متساءلة “في ظل كل هذه الاحداث، بماذا تنشغل مؤسساتنا الأمنية والأجهزة الاستخبارية في بلدنا؟”.

من جانب آخر، كان هناك بعض الأصوات الساخرة من الهاشتاغ، حيث رأى هذا القسم من المغردين أن “إيران أضعف من أن تنتقم”. إذا قالت يسنا جمالي، إنه “في آخر مرة أرادت إيران الانتقام من قتلة قاسم سليماني، أسقطنا طائرة أوكرانية راح ضحيتها 176 شخصاً”، مضيفة “نتمنى من المسؤولين هذه المرة الامتناع عن تنفيذ انتقام صعب مشابه بما حصل”.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: