الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة27 نوفمبر 2020 15:18
للمشاركة:

من الوكالة الدولة للطاقة الذرية إلى إسرائيل: من هو محسن فخري‌ زاده؟

أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية، في بيان لها، اغتيال رئيس منظمة البحث والابتكار بوزارة الدفاع محسن فخري زاده، بعد اشتباكات بين فريقه الأمني ومجموعة مسلحة، مشيرة إلى أن "الفريق الطبي لم ينجح في إنقاذ فخري زاده، واستشهد بعد سنوات من الجهد والنضال". في تفاصيل الحادثة، كشفت مصادر "جاده ايران" أن "عملية الاغتيال حصلت بعد تفجير سيارة نيسان محملة بالمتفجرات كانت تمر بمحاذاة سيارة فخري زاده، قبل أن يتم إطلاق النار على السيارة"، مشيرة إلى أن "فخري زاده أصيب بأربع شظايا نتيجة الانفجار".

لم تتضح بعد الجهة التي نفّذت عملية الإغتيال، إلا أن قنوات مقرّبة من الحرس الثوري الإيراني على التلغرام، اعتبرت أن “آثار تنظيم “مجاهدي خلق” موجودة في اغتيال فخري زاده”، مشيرة إلى أن “قبل شهر قدّم أحد قادة التنظيم المذكور تقريراً عنه”.

من الوكالة الدولة للطاقة الذرية إلى إسرائيل: من هو محسن فخري‌ زاده؟ 1

أحد مؤتمرات مجاهدي خلق قبل العملية بشهر تقريبا

يعد فخري زاده من أبرز علماء الفيزياء في إيران، وربط اسمه في المحافل الدولية ببرنامج إيران النووي. تنقّل اسمه بين عقوبات الأمم المتحدة، ولوائح الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وصفحات وسائل الإعلام الغربية، قبل أن يتم اغتياله اليوم قرب دماوند في طهران.
محسن فخري زاده، أو كما وصّف بأنه شبيه الفيزيائي الأميركي روبرت أوبنهايمر، الذي أشرف على بناء القنبلة الذرية في الولايات المتحدة في أربيعنيات القرن الماضي، هو أحد قادة الحرس الثوري المتخصصين في المجال النووي، والأستاذ في جامعة الإمام الحسين في طهران، وله الفضل في وصول برنامج إيران النووي إلى ما هو عليه اليوم.

كان إسم زاده، يتردد في كل المحافل الدولية المخصصة لمناقشة الملف النووي الإيراني. كان الإتهام الأساسي له، أنه المخطط الأساسي لصنع قنبلة نووية. في 24 آذار/مارس 2007، وضع مجلس الأمن الدولي مجموعة من العقوبات على بعض الإيرانيين الذي كان لهم دور في تطوير البرنامج النووي والصاروخي الإيراني. اسم فخري زاده كان أحد هؤلاء، وحسب الاتهام هو “أحمد كبار علماء وزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة والرئيس السابق لمركز البحوث الفيزيائية في إيران”.

هذه العقوبات الأممية على العالم الإيراني، جاءت بعد رفض إيران عرضه أمام محققي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذين طلبوا باللقاء معه من أجل توجيه بعض الأسئلة المتعلقة بأنشطة إيران النووية. حينها، أكد خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن لا مستقبل لإيران في عالم المجال النووي بشكل قانوني، ما لم يتم اللقاء مع فخري زاده، وهذا لم يحصل.

من الوكالة الدولة للطاقة الذرية إلى إسرائيل: من هو محسن فخري‌ زاده؟ 2

فخري زاده أثناء لقاء مع المرشد الإيراني علي خامنئي

ينظر الأميركيون إلى فخري زاده، على أنه الصندوق الأسود للبرنامج النووي الإيراني. وهو واحد من خمس شخصيات إيرانية مدرجة في قائمة أقوى 500 شخصية في العالم والتي نشرتها مجلة فورين بوليسي الأميركية في عام 2013. هذه القائمة، كانت تضم المرشد الأعلى علي خامنئي، والقائد السابق للحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري.
في العام 2008، نشرت صحيفة الـ “صنداي تايمز” البريطانية، تقريراً وصفت فيه فخري زاده على أنه “والد البرنامج النووي العسكري الإيراني”، بعد أن زعمت أنها حصلت على كمبيوتر محمول فيه معلومات عن برنامج إيران النووي. وفي التقرير نفسه، اعتبرت الصحيفة “أجهزة المخابرات الغربية تعتقد أن إيران، بجهود فخري زاده، تسعى لإنتاج رأس نووي قادر على تدمير أي مدينة في الشرق الأوسط”.

الصحيفة نفسها، شبّهت العالم الإيراني بأنه “النسخة الإيرانية للعالم النووي الباكستاني عبد القدير خان”، مشيرة إلى أن “التقارير الاستخبارية دعمت الإتهامات بأنه رئيس “المشروع 111″، الذي تستخدمه إيران لإنتاج “رأس نووي قادر على الانفجار على ارتفاع 2000 قدم وإلحاق دمار هائل في مناطق واسعة”.
بقيت صورة العالم الإيراني مجهولة حتى نيسان/أبريل من العام 2018، حين كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مؤتمر خاص، صورة له، معتبراً أنه المسؤول عن تحضير إيران لصواريخ نووية. يومها، نشر نتانياهو وثائق تثبت، حسب رأيه، أن “طهران واصلت تطوير قدراتها النووية العسكرية، رغم توقيعها الاتفاقَ مع الدول الكبرى قبل ثلاث سنوات”، مضيفاً “فخري زاده كان يترأّس برنامج “عماد” النووي، الذي يهدف لمواصلة إيران تطوير سلاح نووي تحت مسميات علمية”، على حد تعبيره.

ولحق هذا المؤتمر، تقرير لموقع واللا الإسرائيلي، الذي كشف بأن “إسرائيل كانت تسعى قبل سنوات لاغتيال البروفيسور الإيراني”، الذي وصفته بـ”العقل الذي يدير البرنامج النووي لطهران”.
ولفت الموقع إلى أن “عدداً من العلماء الإيرانيين الذين تعرَّضوا لعمليات أو محاولات اغتيال قبل عدة سنوات، قُتلوا أو أصيبوا على يد عناصر من الموساد، كانوا يقودون دراجات نارية، ويلصقون عبوات ناسفة على سيارات هؤلاء العلماء، الذين كانوا يعملون تحت اشراف فخري زاده، وفي كل هذه المرّات كان الهدف هو هذا المؤسس للبرنامج النووي الإيراني”.

من الوكالة الدولة للطاقة الذرية إلى إسرائيل: من هو محسن فخري‌ زاده؟ 3
جاده ايران تلغرام
للمشاركة: