الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 نوفمبر 2020 10:02
للمشاركة:

صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية – قوة بناء الإجماع للديمقراطيين

تناولت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، في مقال للمحلل بالشؤون الدولية، جاويد غربان أوغلي، موضوع وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض وتأثير ذلك على المنطقة، مشيرة إلى أن رحيل دونالد ترامب شكّل مخاوف كثيرة لإسرائيل والسعودية.

علينا قبول بعض المبادئ المتعلقة بالرئيس الأميركي الجديد جو بايدن والقضايا التي تهم إيران والشرق الأوسط. يجب على النظام والنخب السياسية وصناع القرار في بلادنا قبول التغيير الذي حدث، لأن الإجماع على هذا التغيير مهم في تحديد استراتيجيات إيران المستقبلية. رحّب العالم كلّه بهذا التغيير الذي حصل، باستثناء المملكة العربية السعودية وإسرائيل والإمارات، على الرغم من أنهم هنأوا بايدن وأرادوا التكيف بشكل واقعي مع ما حصل.

متحدياً العالم، انسحب دونالد ترامب من جانب واحد من جميع المعاهدات الدولية، وفي حالتنا، انسحب من الاتفاق النووي، مما أدى إلى ضغوط قصوى كانت أقوى من العقوبات ما قبل الاتفاق النووي. أمر ترامب بشكل مباشر باغتيال الجنرال قاسم سليماني وأعلن ذلك صراحة، كما أنه أعلن أن القدس هي عاصمة اسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إلى هناك. لقد فرض ضم الجولان إلى إسرائيل رغم عدم موافقة أي دولة بعد على ذلك، كما أجبر الإمارات والبحرين والسودان، على الأقل حتى الآن، على خيانة القضية الفلسطينية من أجل إقامة علاقات مع إسرائيل.
أمام هذا الواقع، يوجد نقطة أخرى يجب أن نأخذها في الاعتبار. ترامب هو الخاسر الذي حزنت عليه كل من إسرائيل والمملكة العربية السعودية، رغم أنهما لا يعلنان هذا الأمر. لذلك، فإن الشهرين المقبلين مهمان للغاية ويجب أن نسير بحذر، لكي لا نعطي أي أعذار لأمراء الحرب. خلال الأسبوع الماضي هاجمت إسرائيل مواقع سورية استشهد فيها عدد من مواطنينا. من ناحية أخرى، دعا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز صراحةً إلى مشاركة السعودية في أي مفاوضات، حتى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أثار احتمال اندلاع حرب إذا عاد بايدن إلى الاتفاق النووي، الأمر الذي يتطلب مزيدًا من اليقظة.

إضافة إلى ذلك، يجب التنبه إلى الشخص الذي حلّ مكان ترامب. لبايدن شعارات مختلفة، وما يهمنا هو عودته إلى الاتفاق النووي، والفريق الذي اختاره، بما في ذلك وزير الخارجية ومستشار الأمن القوم ، كما أنه كان جزءًا من فريق التفاوض الأميركي وعارض صراحة مغادرة ترامب. وبالتالي، إن العودة للاتفاق النووي يعني رفع جميع العقوبات التي كانت مفروضة في عهد ترامب، في حين أن الدول التي لم يكن لديها علاقات اقتصادية معنا خوفًا من أميركا ترامب ستعود إلينا وستفتح لنا مساحة دولية جديدة وواسعة. وفي ما يتعلق بقضايا مصلحتنا، هناك تصريح آخر من الحزب الديمقراطي أنه يعارض ما فعله ترامب بشأن إسرائيل والقدس وضم هضبة الجولان، لأنه يعلم أن الوضع في الشرق الأوسط يتدهور. صرح جو بايدن صراحة أن لديه مشكلة مع السعودية في قضيتين: الحرب اليمنية التي أدت إلى قتل الأطفال داعياً إلى وقفها، إضافة لفتحت قضية محمد بن سلمان وقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي.
في الواقع، مخاوف إسرائيل والسعودية هي السبب الأكبر وراء لمسنا للاختلاف بايدن عن ترامب. بالطبع، يجب لفت الانتباه إلى أن، قبول هذا التغيير والاختلاف لا يعني أننا نوافق على بايدن بطريقة مطلقة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: