الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة26 نوفمبر 2020 09:29
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الهجوم الفاشل للمحور الإسرائيلي السعودي ضد إيران

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للمتخصص في الشؤون الاستراتيجية الدولية أمير موسوي، محاولات السعودية وإسرائيل للتصعيد مع إيران، حيث أشار موسوي إلى أن "قدوم الحكومة الديمقراطية الجديدة في أميركا برئاسة بايدن، قد يصاحبه إعادة النظر في علاقة أميركا مع السعودية الأمر الذي يربك إسرائيل والسعودية ويشتت المساعي الموجهة نحو إيران".

إن انتصار جو بايدن مرشح الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية قد كلف حلفاء أميركا العرب أكثر من الحكومة الأميركية ذاتها.

كانت الإدارة الديمقراطية للولايات المتحدة قد توصلت إلى اتفاق نووي مع إيران خلال رئاسة باراك أوباما والذي كان يرافقه بايدن الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس آنذاك. كان هذا الاتفاق على عكس رغبات النظامين الصهيوني والسعودي، لأن هذا الاتفاق لم يعالج مخاوف إسرائيل والرياض، حيث سعت السعودية لمنع حدوث الاتفاق النووي في وقتها.

وإلى الآن، يجدد قادة الرياض سعيهم في عهد بايدن، لأنهم فشلوا قبل اليوم بثني أوباما الديمقراطي، ومع مجيئ ترامب إلى البيت الأبيض، استطاعت إسرائيل والمملكة العربية السعودية إقناع الإدارة الأميركية عن التراجع عن إدارة أوباما في الملف الإيراني، وخصوصاً في ما يتعلق بالملف النووي. فلقد أقامت إدارة ترامب علاقات واسعة مع المملكة العربية السعودية، ويرجع ذلك إلى دعمها الكبير لحملة ممارسة أقصى قدر من الضغط على جمهورية إيران الإسلامية. ولكن يبدو أن وجود بايدن سيعيد الصهاينة والسعوديين إلى الواجهة. على سبيل المثال بينما دعم ترامب الاستيطان في الضفة الغربية، سيكون للحكومة الديمقراطية وجهة نظر مختلفة، حيث أنها ستواصل دعم حل الدولتين، وأيضا الأهم ستواصل حكومة بايدن إحياء مجلس الأمن الدولي وفتح حوار مع إيران حول قضايا أخرى. وهذه الخطوة ستزيد من إرباك إسرائيل والسعوديين، ومن المرجح جدًا أن إدارة بايدن والقادة الديمقراطيين في الكونغرس سيعيدون النظر في علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية بما في ذلك المملكة العربية السعودية لأن الديمقراطيين لا يتعاطفون مع دول مثل الرياض وخاصة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان فيها.

وهناك لدى حكومة بايدن مسألتين بشأن المملكة العربية السعودية ستتابعهما بالتأكيد  أحدهما سيكون موضوع الحرب اليمنية والآخر سيكون موضوع انتهاكات حقوق الإنسان من قبل السعوديين، والتي انعكست بشكل خاص في مقتل جمال خاشقجي. والقضية الجديدة التي تم اكتشافها هي أن الديمقراطيين أدركوا أن الحكومة السعودية ومحمد بن سلمان نفسه قدموا الكثير من الدعم المالي لانتصار ترامب خلال الحملة الانتخابية، وأن أسوأ ما يمكن أن يحدث للأحزاب الأميركية هو الحصول على مساعدة من دول أجنبية لحزب من أجل الفوز في الانتخابات.

لذلك هذه قضية ستؤخذ بالتأكيد في الاعتبار في النهج الإقليمي للإدارة الأميركية المنتخبة، وفي مثل هذه الحالة فقد أثار وجود بايدن القلق في إسرائيل والمملكة العربية السعودية، حيث يحاول قادة النظامين الاقتراب من بعضهم البعض.

قد تذهب السعودية إلى إعلان التطبيع، وزيادة العلاقات مع تل أبيب. ولكن لا يبدو أن هذا التحالف قابل للاستمرار، والسبب هو أن إسرائيل نفسها تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة ولديها القليل من القوة لمساعدة الرياض. وقد لا يتجاوز محور التعاون بين الجانبين التعاون التكنولوجي والأمني والاتصالات، لذلك فإن تحرك قادة إسرائيل والرياض للاقتراب من بعضهما البعض هو مجرد مساحة لإظهار القوة ضد إيران.

يمكن الاستنتاج أنه تم الآن توفير ظروف جيدة لمحور المقاومة والجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولا خيار أمام دول مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة سوى أخذ زمام المبادرة مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية بهدف إجراء محادثات إقليمية حيث تم اقتراح الأمن الجماعي من قبل دول المنطقة نفسها من أجل الحفاظ على مواردهم المادية وإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط المضطربة بشكل عام.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: