الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة25 نوفمبر 2020 05:14
للمشاركة:

صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية – لماذا سافر رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى السعودية؟

تطرقت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، في مقال للباحث في الشؤون الدولية صابر غل عنبري، إلى موضوع الأخبار المتناقلة عن الاجتماع الذي جمع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث طرح غل عنبري عدة تساؤلات عن ظروف وتوقيت هذه الزيارة.

يوم الأثنين وعندما كنت أرصد وأشاهد وسائل الإعلام الإسرائيلية لمدة ثلاث ساعات، وإذ بإذاعة الجيش الإسرائيلي تذكر خبراً مفاده زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأحد إلى السعودية. وأوضحت وسائل الإعلام بأن نتنياهو سافر مع ايلي كوهين رئيس المخابرات الإسرائيلية (الموساد) من مطار بن غوريون إلى مطار على شواطئ خليج نيوم في السعودية، حيث عُقد اجتماع ثلاثي بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان ووزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو. كما أوضحت وسائل الاعلام بأن الطائرة التي أقلّت نتنياهو وكوهين تعود إلى رجل الأعمال اليهودي أودي أنجل والتي تم استخدامها لعقد الاجتماعات السرّية بشأن اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، حيث تظهر هذه الرحلة في المقام الأول الوضع المؤسف للغاية في المنطقة.

لم يكن هذا اللقاء هو الأول، فقد تمت مثل هذه اللقاءات خارج السعودية أيضاً في العام أو العامين الماضيين، ولكن الأمر الجديد هو الإعلان عن هذه الرحلة واللقاء. ويأتي هذا بعد خسارة دونالد ترامب وفوز جو بايدن في الانتخابات الأميركية. وقبل الانتخابات عمل ترامب جاهداً لجعل المملكة العربية السعودية تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل كالإمارات والبحرين والسودان. ولكن الإعاقات والعقبات لا تسمح للرياض بذلك. ولكن السؤال المحوري والأساسي الآن ما هو سبب إزالة هذه الإعاقات والعقبات جانباً والقيام بهذه الرحلة والإعلان عنها في هذه الفترة الزمنية الحرجة؟

للرد على ذلك يمكن طرح عدّة نقاط.

  • بدايةً وبعد هزيمة ترامب والذي كانت تربطه علاقات وثيقة بنتنياهو وبن سلمان كان هناك بعض القلق بشأن سياسات بايدن بين حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة بشأن نهجه المحتمل تجاه إيران. ومن هذا المنطلق فإن أحد الأهداف المهمة لزيارة نتنياهو وهذا الاجتماع الثلاثي هو التنسيق المشترك من أجل استمرار الاستراتيجية الأميركية بالضغط الأقصى على إيران خلال فترة بايدن والسعي المشترك لخلق أحداث ووقائع في الشهرين المُقبلين على مستوى المنطقة تمنع التغيير في هذه الاستراتيجية خلال فترة أو عهد بايدن.
  • ثانيا، بالعادة لا يتم الإعلان عن الرحلات التي تحمل طابع الأهداف الأمنية والسياسية خاصة بين الجانبين اللذان لا تربطهما علاقات رسمية مفتوحة وهذه النقطة تقودنا إلى غرض آخر من هذه الرحلة وإعلانها وهو أهميتها لبن سلمان نفسه بعد فوز بايدن. وأي شخص يتابع التحليلات والتغريدات وتصريحات المقربين من الدائرة الحاكمة في السعودية وعلى حد تعبيرهم فإنهم يشعرون ببعض القلق بشأن طريقة أو نهج بايدن المحتمل مع بن سلمان وليس العلاقات مع السعودية. حيث أدلى بايدن بتصريحات شديدة للغاية ضده خاصة في قضية اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي وأصبح هذا الأمر مصدراً للقلق لدى ولي العهد السعودي مما يثير احتمال أن يقوم بايدن بإضعاف موقعه ويعزز الطيف التقليدي للعائلة الحاكمة والذي تم تهميشه في السنوات القليلة الماضية بشكل كامل. وبالطبع أكرر أن نص العلاقة الاستراتيجية بين واشنطن والرياض لن يتأثر بهذا النهج المحتمل. والآن في هذه الحالة فإن الإعلان عن هذه اللقاءات والرحلات يمكن أن تجعل من بايدن حذراً أمام بن سلمان.
  • ثالثاً، في ما يتعلق بالأمور ضمن الشرق الأوسط حيث النظام الصهيوني ومصالحه على المحك عادة ما يكون الرؤساء الأميركيون سواء أكانوا ديمقراطيين أم جمهوريين فهم يعملون بحذر شديد ولا يتصرفون أو يعملون ضد هذه المصالح. لذلك يستغل نتانياهو مخاوف بن سلمان ويستفيد منها وليس من الغريب أو البعيد عن الأذهان أن نرى علاقات رسمية سعودية إسرائيلية خلال هذين الشهرين المُقبلين.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: