الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة24 نوفمبر 2020 06:43
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – السعوديون يسعون لاستعادة مصداقيتهم المفقودة في المنطقة

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقابلة مع الخبير في الشؤون الإقليمية والعلاقات الدولية هادي محمدي، موضوع السعي السعودي للتدخل في الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، معتبرة أن أميركا تسعى لإعادة إحياء "التيار الليبرالي الميت أصلاً" داخل إيران، في محاولة لإضعاف الجمهورية الإسلامية.

إن المواقف الأخيرة لمسؤولي النظام السعودي  بمن فيهم وزير الخارجية،  في موضوع المفاوضات المحتملة بين الإدارة الأميركية المقبلة وإيران، وتحديداً  اعتباره أن أي مفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران من شأنها أن تؤدي إلى تنازلات لطهران ستكون مرفوضة، تظهر أنه لطالما شعرت دول مثل السعودية بخسارة جراء تقارب إيران من الدول العالمية.

إن بايدن على عكس ترامب يعتقد أنه بدلاً من الضغط المادي الملموس على إيران،  يجب استخدام أدوات ضغط ذكية. ومن بين تلك الأدوات العمليات الاستخباراتية ضد إيران، حتى يتمكن من الاستيلاء على قدرات إيران ومكانتها وقوتها في الساحتين الإقليمية والدولية، وستتم عملية الضغط الذكي على إيران أولاً من خلال بناء توافق مع أوروبا ثم تحييد القوى العالمية مثل روسيا والصين وإشراك الجهات الفاعلة الإقليمية مثل المملكة العربية السعودية والنظام الصهيوني.

وأنا ومن وجهة نظر مستقلة، أؤكد إن النظام السعودي الآن في أسوأ وضع سياسي حيث يعاني هذا النظام من أوضاع غير مستقرة داخليًا وفي المنطقة مع سجل فاشل ضد اليمنيين وسياسات التنمية للوهابية وهو في موقف ضعيف في العلاقات مع دول المنطقة.

فكل ما تسعى إليه السعودية هي أن تظل صندوق أدوات الولايات المتحدة، ونتيجة ذلك أنها  تحاول الحصول على موطئ قدم في اي نظام عالمي جديد. بهذه الطريقة يمكننا القول انها بحاجة إلى المشاركة في أي مفاوضات مستقبلية بين الولايات المتحدة وإيران والأعضاء الآخرين في مجموعة 5 + 1. فمن ناحية هي تسعى إلى بناء هيبة وخطوة تطلعية للتغطية على إخفاقاتها، ومن ناحية أخرى لتغطية ظروفها غير المستقرة وعدم كفاءتها. وكل هذا من أجل أن تكون صندوق أدوات لسياسة الولايات المتحدة الإقليمية، بينما الجمهورية الإسلامية لا تؤمن بالتفاوض مع الولايات المتحدة.

ورغم هذا الواقع، يوجد طبقات سياسية في البلاد دائماً ما يثيرون قضية التفاوض مع واشنطن، هؤلاء هم الليبراليون. هؤلاء فشلوا، فالحقيقة أنه ليس للتيار الليبرالي المحلي سجل يمكن الدفاع عنه، وقد جادلوا مؤخرًا بأن البلاد يجب أن تُحكم من خلال الحفاظ على العلاقات الأوروبية والأميركية. لكن موقف الترويكا الأوروبية كان مشابهًا تمامًا لطموحات الولايات المتحدة، وليس لديهم مقاربة أخرى سوى توسيع القيود على إيران في القضايا الإقليمية والدولية أي أن مشروع الحاجة للتفاوض مع الولايات المتحدة هو اسم جديد لإيران.

إن نظام الجمهورية الإسلامية لا يؤمن بهذه الصيغة لقبول الاتفاق، ويعتبرها مشروعا فاشلا على الأقل بخصائصه الحالية، لأن المفهوم الأساسي للاتفاق النووي  يعني نزع السلاح الكامل لإيران. وطبيعة الاتفاق التدريجي في هذا الموضوع هو الوصول إلى قضايا وتنازلات أخرى، ما سيوصل إيران إلى نقطة الاستسلام.

لذلك هذه ليست أولوية الجمهورية الإسلامية على الإطلاق، ومع ذلك تشير التقارير الواردة من مستشاري بايدن إلى أنه يتعين عليهم استخدام انتظار انتخابات العام المقبل في جمهورية إيران الإسلامية للعودة إلى الاتفاق، ولكنهم يعرفون أن وجهة نظر إيران عقلانية وصلبة. في النهاية، إنهم يحاولون استغلال مسألة العودة إلى الاتفاق لتقوية تيار الليبرالية الداخلي الميت، وبهذه الطريقة من خلال الترويج لبعض امتيازاتهم، يحاولون إحياء قضية إحياء تيار الليبرالية الذي يتمتع بعدم الكفاءة الداخلية.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: