الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة22 نوفمبر 2020 05:09
للمشاركة:

صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية – استقالة مثيرة للجدل

تناولت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية، في مقال لمهدية بهارماست، موضوع استقالة نائب وزير الصحة لشؤون البحث والتكنولوجيا مالك زاده، واضعة علامات استفهام حول هذه الاستقالة، كما رأت أنه "أراد الهروب من المسؤولية لأنه هو المسؤول عن كل القرارات المتعلقة بوباء كورونا".

نشر نائب وزير الصحة لشؤون البحث والتكنولوجيا مالك زاده، مساء الجمعة رسالة مفصلة تتضمن انتقادات حادة وخطيرة لأداء وزير الصحة في مجال إدارة انتشار فيروس كورونا، وقدّم في نهاية الرسالة استقالته احتجاجا على سياسات وزير الصحة والمعلومات المتسرعة بشأن لقاح كورونا الإيراني وعدة قضايا أخرى.

وأشار زاده في نص الاستقالة حول الإدارة الخاطئة والمعيبة للغاية للوزير والذي تسبب في سقوط العديد من الإصابات البشرية في إيران بسبب قلة التشاور والاهتمام بتوصيات وتحذيرات خبراء النظام الصحي والباحثين في هذا المجال، متطرقاً إلى موضوع الاعتماد على الدواء بالأعشاب والتي تمت بدون أي أساس علمي ودراسات كافية، بالإضافة إلى دمج الطب التقليدي في شبكة الرعاية الصحية في البلاد.

أثارت استقالته ردود كثيره في وسائل الأعلام،  وقام وزير الصحة بمهاجمة نائبه السابق بحدة، وعيّن على الفور فريد نجفي ليحل محله وكتب له “حاول ألا تكرر حماقات الفريق السابق”.

إن استقالة المسؤولين ليست في مصلحة الشعب، ويجب على المسؤولين أن يضعوا خلافاتهم جانباً، وإذا كانت هناك نقطة يريدون توضيحها كان ينبغي عليهم طرحها في البداية ولكن ليس علنًا، لأن الرسائل المفتوحة لا تحل المشاكل، خصوصاً وأن الجنود الذين يقاتلون في الصفوف الأمامية محبطون.

ويرى بعض الباحثين أنه مع استقالة الدكتور مالك زاده في مثل هذه الأزمة سيزداد الوضع سوءاً بالنسبة لمواجهة لكورونا. المشكلة هنا أنه لم يتم التفكير بالمواطنين بشكل أولوي فرغم الجدل في وزارة الصحة لم يتم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن بشأن الحد من انتشار كورونا.

في هذا الصدد، اعتبر رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى مسيح دانشفاري بايام طبرسي، في حديث مع “جهان صنعت”، أن “أداء الحكومة كان ضعيفاً”، مضيفاً “حذرنا السلطات من أن الفيروس سيصل ذروته في الخريف وعليهم التفكير في حل حيث أن تعداد الوفيات يتزايد وإن لم يتم اجراء حجر صحي كامل في البلاد سوف نستمر في دفع ثمن هذه السلوكيات الخاطئة بحياة الناس والأطباء لكن لم يسمع أحد”.

من جهة أخرى، اوضح الباحث اهيد خوداكارمي، أن “المشاريع البحثية تؤدي إلى إنتاج العلم وحل بعض المشاكل، ولكن الحقيقة هي أن هناك ريعًا يسمى ريع البحث في نظامنا الصحي ويتم ادارة الأبحاث بطريقة يستفيد منها بعض الأشخاص دون النظر إلى البحث وتطوره أو الاستفادة العامة للناس منه”.

وبموضوع استقالة نائب وزير الصحة، رأى أنه “في الوقت الحاضر لا يمكننا أن نقول بشكل قاطع أن سبب الاختلافات كان فقط في موضوع الطب التقليدي”، مضيفاً “في رأيي السبب هو المشاكل المزمنة في وزارة الصحة. وفي مجال البحث، الدكتور مالك زاده قد انخرط في مجال أبحاث النظام الصحي لسنوات عديدة الأمر الذي أدى لإلحاق أضرار كثيرة بسبب أسلوب إدارته في بعض الفروع البحثية، ولكن  المشكلة لا تتعلق بشخص واحد وإنما تقع المشكلة على عاتق الجميع “.

إذا النتيجة هنا أن نظامنا الصحي يعاني من الكثير من المتاعب، فالسبب هو أن القرارات تتخذ خلف الأبواب المغلقة ولا دور لتنظيم الجهاز الطبي والجمعيات العلمية في القرارات الأخيرة. إذ أعلنت الجمعيات مرارا عن استعدادها للمساعدة في تفشي وباء كورونا لكنها لم تتلق أي رد وهناك عوامل كثيرة  تؤثر على إدارة الدولة في وزارة الصحة. ومع ذلك لم يفت الأوان بعد ويمكن التغلب على أزمة كورونا بالإدارة الفعالة ومساعدة الباحثين الآخرين.

في سياق آخر، رأى أخصائي العناية المركزة في مستشفى مسيح دانشفاري محمد رضا هاشميان أن “المشكلة كلها تقع على كاهل نائب وزير الصحة، فإن وزارة الصحة خلال 12 عام، بما فيها من النظام الصحي للبلاد بأكملها و البحث والتعليم والعلاج، يخضع لإشراف الدكتور مالك زاده. وأيضا كان هو من دعاة نظرية مناعة القطيع التي أدت إلى زيادة معدل الوفيات في البلاد”، مضيفاً “عندما أرادت منظمة الصحة العالمية إجراء الدراسة في إيران، كان هو نفسه كأخصائي أمراض الجهاز الهضمي مسؤولاً عن ذلك القسم، لكنه لم يسمح لوحدة العناية المركزة الإيرانية بالمشاركة في المشروع الدولي ومن الغريب لماذا يجب على أخصائي أمراض الجهاز الهضمي اتخاذ مثل هذا القرار الحازم في أمور أخرى؟ لماذا يجب أن تكون جميع البحوث تحت إشرافه؟”.

كانت الرسالة التي نشرها أمس زاده غريبة جدا لأنه كان مسؤولا عن كل القرارات. إن استقالته تعتبر هروبًا من أفعاله لأن جميع مشاريع كورونا للبلاد انطلقت بقراراته وآرائه الحاسمة، كما أثار قضايا مثل تأثير الحرارة على كورونا مما أدى إلى عدم التزام الناس في جنوب البلاد بالبروتوكولات في الصيف وارتفاع عدد الوفيات. لذلك أدت مناعة القطيع إلى موت القطيع.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جهان صنعت” الاقتصادية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: