الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 نوفمبر 2020 06:38
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – معاداة أميركا أو تأخير المفاوضات

تناولت صحيفة "شرق" الإصلاحية، في تقرير لأحمد غلامي، موضوع الانتقادات التي يوجهها الأصوليون إلى حكومة الرئيس حسن روحاني، واضعة إياها في خانة الأهداف السياسية والدعاية للانتخابات الإيرانية العام المقبل.

وصول محمد باقر قاليباف بسرعة وسهولة إلى منصب رئيس مجلس النواب مع أقل مشاركة انتخابية، جعله يخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة على نفس الأمل والظروف وتحقيق الحلم الذي كان يحلم به لسنوات. لا عجب إذن أنه يستغل كل فرصة هذه الأيام لمهاجمة الرئيس حسن روحاني. وبما أن الشعب في الآونة الأخيرة فقد ثقته بالحكومة بسبب المشاكل الاقتصادية ونهج الحكومة غير المناسب للسيطرة على فيروس كورونا، يستفيد قاليباف من نهج شبيه بنهج أحمدي نجاد ويقوم على توليد الغضب والكراهية للحكومة الحالية والظهور كمنقذ للتغلب على المشاكل.

طبعا هذه النزاعات هي أكثر من مجرد وقائع، إنها نوع من حملة انتخابية مبكرة لا تثير الحماس بين الناس وحتى المعارضين الجادين للإصلاحيين. كما أن قاليباف يفعل كل شيء لتحقيق حلمه بما في ذلك زيارة مستشفى الإمام الخميني للاطمئنان على مصابي كورونا.

هناك بشكل عام مفهوم خاطئ بين الأصوليين مفاده أنه يمكن للفرد أن ينتصر مرة أخرى في مجتمع بسيط وإجراء إصلاحات اقتصادية وسياسية. أهداف دائماً هي الوصول إلى أعلى منصب تنفيذي في الدولة، والحفاظ على الوضع الراهن، والاستمرار في استغلال المصالح، ومتابعة الاستراتيجية السياسية نفسها مع الشعب أو بدونه.

تتفق الحركة الأصولية بكل أطيافها العديدة مع استراتيجية “السلطة الحيوية” من خلال كونهم في أي وضع حتى في أصغر موقع لوسائل الإعلام فإنهم يحاولون تطبيق طريقة “السلطة الحيوية” على الطبقات الدنيا من المجتمع ما يجعل الوضع خطيرًا. وتقوم هذه الاستراتيجية على أنه حيثما توجد قوة توجد مقاومة، وهناك أصوليون بينهم يدركون أنه لا يمكن تحييد هذه المقاومة بوجود مجتمع ضئيل  لذا فقد خططوا لخطوات لمواصلة استراتيجيتهم الخطوة الأولى هي خلق عداء زائف بين روحاني وقاليباف لتحقيق النصر.

الثانية، هي أنه بعد النصر، يجب خلق مجتمع أكبر مبني على رفض الدبلوماسية والمفاوضات مع أوروبا والولايات المتحدة في ما يخص شكل الاتفاق النووي. وغني عن القول أن هجمات الأصوليين هذه الأيام على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة لا ينبغي أن تؤخذ على محمل الجد. التفاوض أو عدم التفاوض ليس بيد الأصوليين، هم يريدون فقط استخدام “مساحة سلبية” من الانتقادات بشكل إيجابي.

كشفت كلمات روحاني الصريحة عن نواياهم. سيؤدي هذا الخطاب إلى إحباط الناس وأنصارهم من التيار الأصولي لأنها تكشفهم على حقيقتهم أنهم انتهازيين. انتهازيون يسعون لركوب سرج حكومة روحاني  بعد فوزهم في الانتخابات المقبلة، ذلك لا يهم الناس كثيرًا، لأنهم قد مروا بالعديد من هذه التجارب. فالأهم من انتصار أحد التيارات السياسية في الانتخابات، هو فهم الوضع الراهن للمجتمع الإيراني. فهذا المجتمع سقط في هذا الوضع نتيجة تصرفات الفصائل السياسية في البلاد والمؤسسات الرسمية الأخرى.

ستؤدي العودة إلى السياسة إلى تكثيف الاحتجاجات الشعبية حتى لو كان التفاوض مع الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي سيشفيهم قليلاً. بحسب قاليباف فإن حل مشاكل إيران لا يمر عبر جورجيا وأريزونا بل عبر إيران، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأصوليين بمن فيهم قاليباف لعبوا دورًا رئيسيًا في ظهور هذه المشاكل.

إن تكرار السياسات السابقة ليس فعالاً ويجب إيجاد حل آخر مثل فتح طريق آخر لـ “الرغبة الحيوية”، وهي رغبة الناس التي غالبا ما يتم التغاضي عنها. إذا كانت الفصائل السياسية تؤمن بإرادة الشعب وتحترمها فعليها أولاً الإجابة عن سؤال بسيط: لماذا يتوجه الناس إلى صناديق الاقتراع بحماس والتصويت لشخصيات كانت دائماً في السلطة وجزء من إخفاقات هذه البلاد ينبع من سوء إدارتها؟

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: