الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة21 نوفمبر 2020 06:26
للمشاركة:

صحيفة “ايران” الحكومية – الفائزون بفشل العقوبات

تناولت صحيفة "ايران" الحكومية، في مقال للمتحدث باسم الحكومة علي ربيعي، موضوع العقوبات الأميركية على إيران في ظل اجتياح وباء كورونا البلاد، حيث شرح ربيعي استراتيجية الحكومة في هذا الصدد، معتبراً أنه في حال نجحت تلك الاستراتيجية فكل الشعب الإيراني سيفوز.

يقول رئيس المعهد الأميركي للأمراض المعدية، إنه يتفهم أن الشعب الأميركي سئم من حالة مرض كورونا المنتشر في البلاد والعالم، ولكن عليهم الانتظار لفترة أطول ومواصلة محاربة كورونا حتى يصبح العلاج جاهزاً وصالحاً للتوزيع، مضيفاً “أنتم كالجنود في معركة عسكرية عليكم مواصلة إطلاق النار والتقدم حتى النصر”.

عندما نظرت إلى كلماته بدا لي أن استخدام استعارة “المعركة العسكرية” لمحاربة كورونا سيوفر فرصة للمضي قدمًا في الوضع في إيران اليوم على صعيد كل المجالات. ولكن تلك المحاضرة التي ألقاها رئيس المعهد الأميركي، كانت في بلد يملك ثروات كبيرة يقدمها لمكافحة الفيروس، كما يمكن لمواطني ذلك البلد الحصول على أكثر من ألف دولار من المساعدات التعويضية شهريًا، ولكنه لم يتحدث عن بلاد تحاول محاربة كورنا بعدما قامت الولايات المتحدة بمحاصرة سبل العيش والصحة والاقتصاد لشعبه .

أعتقد إن الشعب الإيراني يعاني من العقوبات منذ سنوات، وفي العام الماضي عانى آلام وتداخلات كثيرة ومشاكل كبيرة. إن الناس متعبون، ولكن مع كل النواقص والتظلمات ما زالوا يقفون في سياق الدفاع عن إيران، فمن حقهم توقع غد أفضل لأنفسهم ولأبنائهم.

في بلدنا  بينما نتعرض للغزو الوحشي لكورونا، نواجه نوعًا من الوحشية المزدوجة التي تعمل على شكل حرب وإرهاب اقتصادي، وهناك البعض داخل بلادنا لديهم مصلحة قصيرة المدى. هؤلاء يحاولون إنكار حقيقة هذه الحرب متعددة الأطراف ضد الشعب الإيراني، بسبب السياسات الداخلية والمنافسات الحزبية وربما الانتخابية.

كل هذا بينما الحكومة تدافع عن معيشة وصحة الشعب وفي معركة لا هوادة فيها مع العقوبات وكورونا. وتحملت الاعتداءات السامة التي نفذت من الخلف، ولم تفتح فمها للمصلحة الوطنية ولكي لا يتعرض المجتمع لمرارة أكثر.

تشتمل استراتيجية الحكومة في الأشهر والسنوات الأخيرة على أربع مراحل: أولاً  الالتفاف على العقوبات لتقوية الخطوط الأمامية في مكافحة كورونا ودعم الاقتصاد الوطني، ثانيًا تشويه سمعة “الضغط الأقصى” من خلال المرونة الوطنية، ثالثا، إضعاف نظام العقوبات الأحادية بمساعدة الدبلوماسية المتعددة الأطراف. المرحلة الرابعة، جعل الطرف الأميركي ينظر لفكرة إعادة فرض العقوبات في المستقبل أنه أمر صعب”.

لقد مررنا بمرحلتين صعبتين حتى الآن، ويجب أن نكون مصممين على استكمال هذه الاستراتيجية إلى المرحلة الأخيرة. هذه ليست استراتيجية الحكومة فحسب بل هي أمل الشعب أيضًا، وبالتالي إن أي محاولة لاستئصالها هذا يعنى اضطهاد الشعب.

ولسوء الحظ، حتى الآن أهملنا هاتين المرحلتين المتبقيتين، حيث كنا جميعًا لا نحارب كورونا فحسب بل نحارب أيضًا وحشًا يستخدم الحرب الاقتصادية والمعيشية. هذا الوحش لا يزال يراقب الممرات المجانية في العالم لمنع إيران من الوصول إلى حقوقها التجارية.

لكن الآن  عشية المرحلة الثالثة والفرصة التي قد تتاح لإضعاف الحرب الاقتصادية من خلال التأكيد على مواقف إيران المبدئية والاعتماد على الدبلوماسية المتعددة الأطراف، فإنها بحاجة إلى دعم الحكومة ويجب ألا نشعر بالأهداف السياسية قصيرة المدى. إن انتصار الحكومة في هذا المجال سيكون على حساب الجماعة. في رأيي الرابحون الرئيسيون هم الشعب ولن يكون لدينا أي رابح في الهيكل السياسي.

نهاية أقول إن الحكومة ستنتصر بصبر، بثباتها على المسار الصحيح الذي سلكته منذ البداية. وسوف تكافئ الناس على صبرهم  في هذه السنوات الصعبة من خلال العودة إلى الحياة الاقتصادية الطبيعية والصحية. وإذا نجحت يومًا ما  فلن يكون للحكومة فحسب بل أيضًا جميع القوى والأركان والمؤسسات نصيبًا لا يمكن إنكاره  وسيكون الفائز النهائي هو الشعب.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “ايران” الحكومية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: