الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة18 نوفمبر 2020 07:17
للمشاركة:

موقع “ديفنس نيوز” – من سيبيع الأسلحة لإيران بعد انتهاء حظر السلاح؟

تناول موقع "ديفنس نيوز" المتخصص في الشؤون الدفاعية، في مقال لـ"أغنس حلو"، موضوع رفع الحظر التسليحي عن إيران، شارحاً أفق التعاون العسكري بين إيران والصين، وتأثير ذلك على المنطقة، طارحاً سؤال حول الجهة التي ستبدأ هذا التعاون مع طهران.

مع رفع حظر الأسلحة الدولي عن إيران، من المرجح أن تبدأ طهران شراء طائرات بدون طيار وأنظمة دفاع جوي وطائرات مقاتلة ودبابات، وفقًا لأحد الخبراء، فيما يربط محللون آخرون بين تمرير قانون تصدير الدفاع الصيني في 28 تشرين الأول/ أكتوبر وانتهاء صلاحية الحظر.

أبدت إيران في السابق اهتمامًا بطائرات Su-30 و Yak-130 الروسية ودبابة T-90 ونظام الدفاع الجوي S-400، لكنها مُنعت من شراء مثل هذه العناصر بموجب الاتفاق النووي.

أولوية إيران هي زيادة كفاءة قدراتها الصاروخية قصيرة ومتوسطة المدى. وقال عبد الله الجنيد، الخبير الاستراتيجي البحريني والباحث السياسي، لـDefense News، أن صاروخ إسكندر الروسي 9K720 سيكون على رأس تلك القائمة، مشيراً إلى أنه “على الرغم من حاجتها إلى قوة جوية منافسة لجيرانها، تدرك إيران أن إدخال أنظمة القتال الجوي مثل J-10 الصينية لن تسد الفجوة النوعية المطلوبة مع جيرانها (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة) ناهيك عن القوات الجوية والبحرية للولايات المتحدة في المنطقة”.

يتوقع الجنيد أن “إيران ستحاول شراء تكنولوجيا نظام توجيه الصواريخ للتطبيقات المدنية والعسكرية وأجهزة الاستشعار وأنظمة مراقبة الفضاء وأنظمة الاتصالات الرقمية وتكنولوجيا الأمن السيبراني”، مضيفاً “أما فيما يتعلق بتطوير قدرات قوتها البحرية، فإيران لديها طموحات كبيرة في هذا الصدد، لكن الغواصات ستكون من أولوياتها”.

في 18 تشرين الأول/أكتوبر، انتهى حظر الأسلحة التقليدية المفروض على إيران لمدة 13 عامًا، وأشاد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بـ “تطبيع التعاون الدفاعي الإيراني مع العالم”، باعتباره “انتصارًا لقضية التعددية والسلام والأمن في منطقتنا”. لكن السؤال: من أين سيأتي هذا التعاون؟

التوجه نحو موسكو

يعتبر دوجلاس باري، المتخصص في شؤون مجالات الجو- فضاء العسكرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، أن “الصينيين والروس سينظرون إلى إيران كسوق يريدون متابعته. فيما يتعلق بالأنظمة التقليدية، فإن كل من الحرس الثوري الإسلامي والجيش النظامي، لا سيما في سلاح الجو على سبيل المثال لا الحصر، لديهم أنظمة قديمة تم تسليمها في السبعينيات والتسعينيات”.

ويشير باري إلى أن “إيران ستسعى للحصول على قدرات دفاعية ضد الضربات الجوية والهجمات الجوية، لذلك ستتجه إيران نحو صواريخ الأرض – جو، والطائرات المقاتلة (رغم انها باهظة الثمن)، وأسلحة مضادة للسفن”، مضيفاً “زيارة وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي إلى موسكو لحضور معرض الدفاع الذي تنظمه الدولة وإجراء محادثات مع مسؤولي الدفاع الروس، دليل على أن إيران تتجه إلى روسيا لإعادة تجهيز قدراتها العسكرية. لكن مع محدودية الموارد المالية، قد تحاول إيران ترقية أنظمتها الحالية من خلال تحسين أداء الأسلحة لسد الثغرات قصيرة المدى، ولكن على المدى المتوسط سيكون عليها البدء في التفكير في استبدال الكثير من المنصات نفسها”.

من جهته، يوضح الباحث في الشؤون العسكرية والمحلل الدفاعي في المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية محمد الكناني أن “إيران مهتمة بشكل أساسي بمقاتلات Su-30 الروسية، وخاصة الإصدار الأخير S-30SME، والتدريب المتقدم والخفيف. وقد تطلب مقاتلات تكتيكية متوسطة مثل MiG-35، جنبًا إلى جنب مع دبابات القتال الرئيسية T-90MS وأنظمة دفاع جوي بعيدة المدى من طراز S-400 وأنظمة دفاع ساحلي Bastion-P، مسلحة بـ Yakhont المضادة للسفن”.

علاقات مع بكين

في سياق العلاقات مع الصين، يوضح الخبير الاستراتيجي البحريني عبد الله الجنيد، أنه “سيتعين على الصين أن تخطو بحذر إذا قررت تزويد إيران بقدرات دفاعية كبيرة”، مشيراً إلى أن “الصين تدرك أن مصالحها قد تكون في خطر إذا فقدت قدرتها على الحفاظ على التوازن في علاقتها مع إيران وشركائها التجاريين الإقليميين كالسعودية والإمارات”، موضحاً أنه “من خلال إعلان الصين عن التشريع الجديد للحد من التسلح، فإنها بعثت برسالة إلى الولايات المتحدة بأنها تدرك مسؤوليتها الدولية وأن الاتفاقية الاستراتيجية مع إيران لن تضر بالأمن الدولي”.

في أوائل تموز/يوليو 2020، أعلن وزير الخارجية الإيراني أن بلاده تقترب من استكمال اتفاقية شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الصين. ثم في آب/ أغسطس، أشارت وثيقة مسربة بين البلدين إلى دخولهما في شراكة أمنية واقتصادية لمدة 25 عامًا.

في هذا السياق، يلفت الجنيد إلى أنه “من وجهة النظر الروسية والصينية، تمثل إيران العامل الأكبر لإرهاق الولايات المتحدة في الشرق الأوسط سياسياً وعسكرياً، كما يوفر هذا التحالف أداة للضغط الصيني الروسي على الولايات المتحدة الأميركية”.

سباق تسلح في الخليج

يرى الجنيد ان “سباق التسلح الإقليمي مستمر”، مشيرًا إلى أن “إيران تبني قوتها العسكرية لأغراض توسعية بينما تعمل الدول المجاورة على تعزيز قدراتها لمنع الصراع في المستقبل”، مضيفاً “حتى لو كانت إيران تمتلك بعض القدرات النوعية في جميع قطاعاتها، فإن وصولها إلى الكفاءة الميدانية التشغيلية والقدرة البشرية سيتطلب أكثر من عقدين”.

على صعيد آخر، يشير الكناني إلى أنه “من الممكن إحياء الناتو العربي، لكنه سيخضع للعديد من الظروف الإقليمية والدولية والاعتبارات السياسية لكل دولة، وهناك بالفعل قوة درع الجزيرة وهو مشروع عسكري مشترك في إطار مجلس التعاون الخليجي”، مضيفاً “إن دول الخليج العربي بدأت منذ فترة في تعزيز قدراتها العسكرية خاصة في مجال الدفاع الصاروخي والقوات الجوية والبحرية وأنظمة القيادة والسيطرة مع الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وغيرها”.

صنع في إيران

كما يتيح انتهاء حظر الأسلحة لإيران الفرصة لتصدير أنظمة دفاع. هنا يتوقع الكناني أن “صادرات إيران في هذا الجانب قد تكون طائرات بدون طيار وأنظمة صواريخ أرض – أرض وصواريخ مضادة للسفن وصواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي قصيرة المدى ومتوسطة المدى”.


إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ موقع “ديفنس نيوز”

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: