الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة15 نوفمبر 2020 06:11
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – روحاني مَدين للإصلاحيين

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في مقابلة مع عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام محمد رضا باهنر، الاتفاق النووي الإيراني وإمكانية إعادة إحيائه بعد وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض، كما تطرقت للانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة، حيث استذكر رضا باهنر تجربتي روحاني في الانتخابات السابقة، مؤكدًا أن روحاني لم يكن إصلاحيًا لكن الإصلاحيين هم من أوصلوه للفوز في عام 2013، و 2017.

بعد انقضاء الانتخابات الأميركية، بدأ في إيران خلال الخطابات الترويج لموضوع الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام المقبل. في غضون ذلك يحاول البعض تحويل احتمالية إحياء الاتفاق النووي وبدأ المباحثات مع أميركا، من أجل المضي في طريق سياسية مختصرة للأهداف الانتخابية وذلك بعد أن حُددت نتيجة الانتخابات الأميركية. ولمناقشة الأحداث الأخيرة مثل الانتخابات الأميركية وخطاب الانتخابات الرئاسية لعام 2021 والتكهنات حول هذه المسألة، نحاور السيد محمد رضا باهنر عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام ورئيس جبهة أتباع الإمام ورئيس ونائب رئيس البرلمان السابق.

هل ستنتعش عملية المباحثات والاتفاق النووي بعد إعلان نتيجة الانتخابات الأميركية ووصول جو بايدن إلى السلطة؟

في البداية أحتاج إلى تذكيرك بأنه مع اختيار بايدن لن يحدث تغيير في نهج واستراتيجية إيران العامة. كما أن الأحزاب الأميركية المختلفة لديها سياسات ثابتة وكذلك مختلفة. ولكن المشكلة الأساسية التي نواجهها مع الولايات المتحدة هي مع سياساتها الثابتة وربما يأتي على رأسها أيضاً الدعم الأميركي للاحتلال الاسرائيلي. ويبدو أن الإدارة الأميركية بما في ذلك الديمقراطيين والجمهوريين يدعمون النظام الصهيوني دون قيد أو شرط وبأي ثمن وذلك ضمن برامجهم وكما أننا نعتقد أيضاً بأن هذا النظام غير شرعي وغاصب ويجب أن يزول. لذلك لن نغير استراتيجيتنا مع الولايات المتحدة وفي النهاية سيبقى نهجنا مستقراً وكما أن سياستهم لن تتغير.

لذلك، على المدى المتوسط والقصير لن يحدث أي فرق ولا يهم أي من أحزابهم سيفوز. وكما أظهر سلوك الرئيس دونالد ترامب غير الإنساني وغير العقلاني والمتهور على مدى السنوات الأربع الماضية أنه إذا كان لدى بايدن شيء من الحكمة والتدبير فيجب عليهم تغيير المسار الذي يسلكونه ويعودون للاتفاق النووي ويلتزموا بتعهداتهم وذلك من أجل مصلحتهم.

وسواء أتى بايدن إلى المنصب أو بقي ترامب، فمن المحتمل أن يعودوا إلى الاتفاق النووي، ولكننا نحتاج إلى أن نكون أكثر خبرة ويقظة حتى في حال عادوا. عندما كانوا يتخذون خطوة كنا نذهب خطوة أخرى إلى الأمام. ولا ينبغي أن يكون الأمر هكذا أي أننا نتخذ جميع خطواتنا وهم فقط يقررون ما يريدون القيام به. ومن وجهة نظري في إن كنا سنعود إلى الاتفاق النووي فيجب أن تكون سياسة الخطوة بخطوة أي أن نتحفّظ على التزاماتنا وندعها مُعلّقة في حال لم تفِ أطراف الاتفاق النووي بتعهداتهم حتى يبدأوا بالوفاء بالاتفاق والتزاماتهم.

بالنظر إلى سوابق الولايات المتحدة في خرق عهودها والتزاماتها والضرر الذي ألحقته النظرة الغربية بالبلاد على مدى السنوات السبع الماضية، هل الحكومة ما زالت مستعدة للتفاوض والتباحث مجدداً؟

حقيقة أنا لا أفهم ما معنى العودة للمفاوضات والمباحثات. لقد تفاوضنا مع مجموعة الخمسة زائد واحد ولن نتفاوض مرة أخرى. ويجب على الأطراف الأخرى الوفاء بالتزاماتهم وفقاً لتوقيعهم. وقد انسحبت الولايات المتحدة وترامب من جانب واحد من هذه الاتفاقية واعتقدوا أنه يمكنهم المضي قدماً، ولكن المواجهة الأخيرة التي بدؤها هي الاستفادة من آلية الزناد، حيث أدان العالم بأسره الولايات المتحدة بالإجماع. لذلك لم تستطع الولايات المتحدة استخدام الآلية.

ونتيجة لذلك فإن الحكمة والعقل يملي عليهم العودة إلى الاتفاق النووي وعندما يعودون إلى الاتفاق النووي، فلا داعي للتفاوض مرة أخرى. وفي ذلك الوقت ستكون المفاوضات على مستوى الاتفاق النووي ويجب عليهم الوفاء بالالتزامات المنصوص عليها في المباحثات مع مجموعة الخمسة زائد واحد والموقعة في الاتفاق النووي. لذلك لا توجد مفاوضات على الإطلاق وقد تم بالفعل إجراء جميع المناقشات سابقاً وتم التفكير والبحث في جميع القضايا كلمة بكلمة. والمشكلة هي أن جانباً خبيثاً وغير عقلاني انسحب من مفاوضات الاتفاق النووي. وكقاعدة عامة يبدو أن أي حكومة ستتولى السلطة في الولايات المتحدة ستعود إلى الاتفاق النووي إذا كان لديها القليل من الحكمة والتدبير.

 ما هي توقعاتك للانتخابات المُقبلة في البلاد؟ وبالنظر إلى إمكانية إحياء الاتفاق النووي فما هي برأيك فرصة الإصلاحيين في هذه الدورة؟

على الأقل لا يمكنني التكهن بأي توقعات حول الانتخابات الرئاسية في بلادنا. وأي توقعات لدينا هي مناصفة 50-50. وحتى أن بعض المحافظين والرأي العام يزعمون أن هذه الدورة بعيدة كل البعد عنهم، و لكني لا أستطيع التنبؤ بذات الشيء. وهذا لا يعني أنني أقول بأنها دورة الإصلاحيين ولكن تجربة آخر رئيسين أو ثلاثة رؤساء لبلدنا أظهرت، وللأسف أن الرئيس سينتخب في الشهرين الأخيرين من هذا الإعصار ولا يستطيع المرء حتى التنبؤ من بين الوجوه والشخصيات التي نعرفها. فأولاً يجب أن نرى من هم الذين سيتم ترشيحهم وفي المرحلة الثانية علينا أن نرى كيف ستتم منح الموافقة للمرشحين وأخيراً كيف سيكون الرأي العام.

وبالنتيجة فإنني أنصح أنفسنا والإصلاحيين بأن نأخذ قضية مشاركة الناس ودعوتهم على محمل الجد وليس لفظياً ولكن بسلوكياتنا وأفعالنا. وذلك لزيادة مستوى المشاركة. وبالإضافة إلى كل المشاكل الموجودة كمطالب الشعب وقضية الغلاء والبطالة وقلة الإنتاج وعدم كفاءة بعض الأجهزة يجب أن تعالج بطريقة ما ونعوض عن بعض هذه النواقص حتى يكون لدى الناس أمل ويأتوا إلى صناديق الاقتراع.

من الطبيعي أن يكون للأحزاب والتيارات السياسية مرشحين يدعمونهم ويدافعون عنهم. ولكنني شخصياً أجد مسألة المشاركة أكثر أهمية ممن يتم انتخابه. وذلك لأن مستوى المشاركة مهم جداً.

هل سيُعطي مجتمعنا الفرصة لشخص مثل روحاني للسنوات القادمة؟

تتمثل إحدى المشكلات الرئيسية في الساحة السياسية ضمن البلاد بعدم وجود حزبين أو ثلاثة أحزاب شاملة ومسجلة بمعنى أنها خاضعة للمساءلة. لذلك ومع هذا الوضع يجب على الناس تجربة الأشخاص. ولكن عدد هؤلاء ليس واحداً أو اثنين أو 10 أو 20. لذلك عندما تقول مثل روحاني، فالمرء لا يفهم ما تعنيه. أي أن تكون شيخاً أو أن يكون لديك لحية. كن طبيباً أو مهندساً. وإذا كان السيد روحاني رمزاً لحزب ما فإننا نقول الحزب “أ” أو الحزب “ب”، ولكن نظراً كونها قضية شخصية، فلا يمكن انتقادها بوضوح.

على سبيل المثال قال رئيسنا السابق، في اليوم الذي تولى فيه منصبه إنني لا أقبل بالأصوليين ولست منهم. وكما أن السيد خاتمي الذي قام المجلس السادس الإصلاحي بإزعاجه لدرجة كبيرة قال ذات مرة تنحوا أيها الإصلاحيون جانباً أريد العمل لوحدي. وهنالك سلسلة من الأشخاص يتم ترشيحهم وواحد يعمل. ويأتي أحدهم بسجل والآخر بوعد، ولكن للأسف المواقف والوعود التي يقطعونها خلال الانتخابات الرئاسية ليست شيئاً يمكن كتابته وإذا لم يعمل الشخص وفقاً لذلك فسيتم تحذريه. والحد الأقصى أنهم لن يصوتوا له في الدورة المُقبلة.

بالنظر إلى أداء الإصلاحيين أو المحافظين خلال الدورات الرئاسية الأخيرة، برأيك ما هي الفرصة التي سيظهرها الناس للانتخابات؟

من الخطير جداً أن يتوصل الناس إلى هذا الاستنتاج سواء كان الأمر يتعلق بقدوم أحدهم للعمل أو الآخر لأنهم جميعاً غير فعالين. ولكن من ناحية أخرى وبناءً على تجربتي أود أن أوضح نقطة للناس. صحيح أن كل هؤلاء الأشخاص لديهم نقاط قوة وضعف ولكن إذا أخذنا في الاعتبار هؤلاء الثلاثة أو الأربعة رؤساء مؤخراً. المرحوم هاشمي رفسنجاني وخاتمي وأحمدي نجاد وروحاني. كل من هؤلاء لديه عدد من الإيجابيات والسلبيات. ولكني أريد أن أقول شيئاً واحداً، ما هو الفرق! إنه كلام غير منطقي أبداً. على كل إنسان وكل مواطن أن يغمض عينيه ويفكر لمدة دقيقتين فيما حدث في عهد هاشمي وماذا حدث في عهد خاتمي وأحمدي نجاد وروحاني؟ ومن خلال القيام بذلك سندرك بأنهم مختلفون ومختلفون اختلافاً تاماً. وبالنظر إلى أنه ليس لدينا حزب معين، فإن رئيس واحد مختلف تماماً في القضايا الاقتصادية والثقافية والرفاهية والتوظيف والإنتاج.

صدرت أقاويل بأن التيار الإصلاحي ينوي دعم لاريجاني كمرشح لرئاسة الجمهورية، ما مدى صحة هذه التكهنات وما هو رأيك؟

في الوقت الحالي لا أستطيع أن أقول أي شيء حول الأشخاص. الوقت مبكر جداً للحديث عن 2021. ولكن السادة الإصلاحيين قلبوا هذه التجربة على روحاني. ولم يكن روحاني إصلاحياً في الأصل. وفي ذلك الوقت قرر الترشح ولم يُظهر له المحافظون موقفاً مناسباً. بالطبع فإن روحاني يدين بحكومته الأولى والثانية بالكامل للإصلاحيين. وذلك لأنه حصل على أصوات الإصلاحيين. لا أريد أن أقول إنه لم يكن هناك أصوات من المحافظين لروحاني ولكن تصويت الأغلبية كان إصلاحياً. وحكومته هي أيضاً حكومة إصلاحية. ومرة أخرى لا أريد أن أقول بأن جميع أعضاء الحكومة كانوا إصلاحيين. ولكن على الأقل لم يكن هناك محافظ واحد في إدارتي روحاني. وأفراد الحكومة كانوا إما غير سياسيين أو مرتبطين بالتيار الإصلاحي. وكما تفضلت أنت وقلت إن الإصلاحيين يبدو أنهم يريدون دعم السيد لاريجاني، يجب أن أقول إن لاريجاني لم يكن بالأصل إصلاحياً. ولقد كان بشكل عام محافظاً منذ بداية الثورة. وخاصة في حكومة الإصلاحيين. وقد يكون لبعض الإصلاحيين مواقف سلبية تجاه لاريجاني. لذلك فإن السيناريو والذي مفاده بأن الإصلاحيين يدعمون لاريجاني لا يمكن التنبؤ به. الناس يغيرون. و لاريجاني ليس روحاني أيضاً وقد يكون لديه مزايا على روحاني. ولكن هذا الأسلوب هو تكرار للأسلوب عام 2013 ولا أعرف ما إذا كان الإصلاحيون يريدون تكرار هذا الأسلوب أم لا. بالطبع هذا لا يعني بأن المحافظين لا يؤيدون لاريجاني. ربما انتقد عدد من المحافظين سلوكه ولكن على أي حال لا يمكن تحليل أي من هذه السيناريوهات والتنبؤ بها ويجب أن نمضي قدماً ونرى كيف سيكون المشهد الانتخابي.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: