الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 نوفمبر 2020 07:58
للمشاركة:

صحيفة “شرق” الإصلاحية – البندقية بدون الزناد

تناولت صحيفة "شرق"، في مقال لرئيس تحريرها احمد غلامي، موضوع عمل حكومة الرئيس حسن روحاني، واصفة إياه بأنه يمتلك بندقية بلا زناد في إشارة إلى عجزه عن القيام بأي تغيير.

كلما اقتربنا من نهاية حكومة الرئيس حسن روحاني، ازدادت الانتقادات للحكومة، وقبل كل شيء للرئيس نفسه. ومما لا شك فيه أن جانباً كبيراً من هذا الانتقاد يمهد الطريق لمعارضيه للفوز بالانتخابات العام المقبل. لكن من الغريب أنه لم يتم استهداف أي حكومة في العقود الأربعة الماضية من قبل الأصوليين والإصلاحيين والمعارضين المحليين والأجانب أكثر من حكومة روحاني.

بناءً على ذلك، يمكن القول إن قلة من الناس، باستثناء المقربين من روحاني وجدوا الشجاعة للدفاع عن حكومة روحاني في مواجهة عاصفة هذه الانتقادات لإظهار الصمود في وجه الانتقادات القاسية من المعارضة. ويشير معظم مؤيدي حكومة روحاني إلى بداية الحكومة السابقة كنقطة يمكن الدفاع عنها، خصوصاً “الاتفاق النووي”. لكن في الواقع يدافع هؤلاء هنا عن أفكارهم ودوافعهم في السياسة الداخلية والخارجية بدلاً من دعمهم لروحاني وحكومته.

فإذا قلنا إن المعارضة أكثر صدقًا في مواجهة حكومة روحاني فإننا لا نبالغ لأنه كلما اقتربنا من نهاية طريق الحكومة  كلما أصبح هذا الفصل أكثر وضوحًا والذي لم يكن ارتباطًا جادًا منذ البداية. واللافت كنقطة مريرة هو غياب الشعب إلى جانب حكومة روحاني.

إذا كانت حكومة روحاني غير محمية من أحد، فذلك لأنها وصلت نهايتها مع شعب عارٍ. والسبب الحقيقي في ذلك هم الأطراف السياسية في البلاد. أثبتت حكومة روحاني الفرضية القائلة بأنه إذا كانت هناك حاجة إلى حكومة  فلا بد أن يكون الشعب موجود. ولكن هناك نقطة لا يمكن إنكارها هي أن معظم الحكومات قد تحملت انتقادات مماثلة، ولكن ليس إلى هذا الحد الذي تعيشه الحكومة الحالية. لقد كانت حكومة هاشمي رفسنجاني شعبية ودافعت عن حقوق الشعب لذلك وقف الناس معها.

الناس يحبون “المتاجرة”. الأشخاص الذين لديهم علاقة تجارية مع الحكومة فكلما زاد المال زاد نصيبه، هؤلاء لم يعملوا بسبب تعرض مصالحهم للخطر. فإن انتقادات الأصوليين كانت أشد من الهجمات على حكومة روحاني، ولكنهم لم يتوقفوا عن المتاجرة ووقفوا إلى جانب مصالحهم حتى النهاية. من هنا، جاءت حكومة محمد خاتمي إلى السلطة مع “أناس مثاليين” وهذا هو السبب في أن حكومة خاتمي هي الحكومة الأكثر استحقاقًا بعد الثورة.

بعيدا عن هذه الحكومات الثلاث، نستذكر حكومة أحمدي نجاد، التي صورته نفسها على أنها حكومة “اليوتوبيا”. يوتوبيا، لم تكن حقيقية أساساً فقد انسحب الأشخاص المثاليون الذين خاب أملهم من حكومة خاتمي لتحقيق المدينة الفاضلة، ووجه الشعب اليوتوبي قلوبهم إلى الحكومة المحبة لإكمال الرحلة. لكن هؤلاء الناس اليوتيوبين  لم يصلوا إلى وجهتهم والأهم من ذلك أنهم أصيبوا بخيبة أمل في عام 2009 عقب أحداث ما يعرف بالثورة الخضراء.

بناء على ما سبق، نستخلص أن أي حكومة مقبلة يجب أن تتسلح بالدبلوماسية، لأن الحكومات السابقة لم تقترب من فكرة التفاوض. لكن حكومة روحاني بنجاحاتها، فشلت في إطلاق الطلقة الأخيرة. لم يكن لبندقيته زناد. كانت بندقية روحاني يوجد فيها رصاصة لكن لم يكن هناك زناد. من الواضح جدا أن الحكومة التي ليس لها زناد ستبقى حكومة رجل أعزل  مع “أشخاص عراة” سيتم تفريقهم بسرعة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “شرق” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: