الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة14 نوفمبر 2020 07:36
للمشاركة:

صحيفة “جوان” الأصولية – التفاوض مع أميركا شر مطلق

تناولت صحيفة "جوان" الأصولية، في مقال لحبيب بابائي، موضوع التفاوض بين أميركا وإيران، معتبرة أن أي تفاوض محتمل بين البلدين سيشكل خطورة كبيرة على إيران.

بعد فترة من “الانتخابات الاستعراضية” في الولايات المتحدة، حسب توصيف المرشد الأعلى علي خامنئي، ومع فوز “جو بايدن”، اشتدت حمى التفاوض مرة أخرى في بعض الدوائر السياسية ووسائل الإعلام في ايران. ويمكن رؤية هذه السعادة بوضوح من خلال القراءة والاستماع إلى بعض تحليلات وآراء الخبراء المستقلين، وكأنهم يعدون الأيام للتفاوض.

تطور شغف التفاوض لدرجة أن بعض المنظرين البارزين للتيار السياسي الإصلاحي في البلاد يتحدثون عن تطبيع العلاقات مع أميركا بل ويذهبون إلى أبعد من ذلك ويطورون في أذهانهم خطة لفتح السفارة الأميركية في طهران.

للوهلة الأولى يُعتقد أن هذه الآراء والتحليلات هي نتاج الجو النفسي الذي يحكم على المجتمع والذي يتجلى في المناخ السياسي والاقتصادي للمجتمع هذه الأيام ولكن مع القليل من التدقيق والبحث ندرك أن هذه الآراء هي مشروع وبرنامج لمجموعة من الجهات السياسية التي تريد أن تصطاد في وحل المفاوضات من أجل مستقبلها السياسي.

قبل التطرق إلى موضوع المفاوضات، تجدر الإشارة إلى أننا نؤمن بمبدأ التفاوض في إطار تأمين المبادئ والمصالح الوطنية للجمهورية الإسلامية الإيرانية. وبالتالي ما سيقال ليس للتأكيد على مبدأ التفاوض أو لمعارضته، ولكن الهدف هو إعلام المجتمع بحكمة وبصيرة النخب العظيمة في البلاد التي تتخذ خطوات من أجل المصلحة الوطنية للبلاد.

لشرح القضية بشكل أفضل يجب أن نلقي نظرة شاملة على سلوك وأفعال الولايات المتحدة تجاه جمهورية إيران الإسلامية منذ بداية الثورة وحتى اليوم. بعد انتصار الثورة الإيرانية حاولت الولايات المتحدة الاستمرار في وجودها الاستعماري والرأسمالي في ايران، والذي طورته في حكم البهلويين.

لكن بما أن شعار الاستقلال وعدم قبول أي تدخل أجنبي كان الإرادة والهدف الأساسي للشعب في الثورة فإن استمرار التدخل الأميركي في إيران لم يعد مقبولا من قبل القادة والشعب. لذلك عقب تصريحات الإمام الخميني استولى الإيرانيون على السفارة الأميركية التي لم تكن أكثر من عش للتجسس وتجلت القضية نفسها في العداء الخفي للولايات المتحدة وحاولت اتخاذ إجراءات مثل الهجوم العسكري على طبس والدعم الكامل للعدو البعثي في الحرب المفروضة وفرض العقوبات الجائرة وتشديد العقوبات على نطاق واسع و دعم الجماعات الانفصالية وآلاف الأعمال الأخرى  تظهر عداءهم ومزاجهم الاستعماري حتى يومنا هذا.

تريد الولايات المتحدة من إيران أن تكون دائمًا مستعمرة أميركية، ومع ذلك لم يتم الوصول إلى ذلك بسبب البصيرة والفهم العالي للقيادة في إدارة وتعزيز السياسات المبدئية للمجتمع. طبعا هذه القضية جلبت تكاليف وصعوبات على الدولة على المدى القصير ولكن بالنظر إلى الوراء يتضح أن إيران سواء في مجال الاستقلال السياسي أو في التقدم العلمي والاكتفاء الذاتي الذي حققته في مختلف المجالات كلها نتاج صبر ضد المستعمرين.

يمكن رؤية هذا التقدم والاستقلال في ايران في المجال العسكري وبناء المعدات الدفاعية والتقنيات النووية السلمية وأنه على الرغم من أشد العقوبات تمكنت ايران من تطوير المعرفة النووية وإطلاق صواريخ الأقمار الصناعية.

بناءً على ذلك حث المسؤولين الأميركيين على إحياء فكرهم الاستعماري بخدعة التفاوض. لكن يوجد هناك بعض النقط المهمه في هذا الموضوع أولاً الوضع الحالي في إيران مختلف جداً عن فترة المفاوضات السابقة لذا لا يمكن الجلوس إلى طاولة المفاوضات بافتراضات سابقة أو وجهة نظر من أعلى إلى أسفل. ثانيًا ضحت الولايات المتحدة مرارًا وتكرارًا بمصالحها عبر انتهاك للمعاهدات والاتفاقيات المبرمة بينها.

إذاً، ما الذي يضمن أن الولايات المتحدة ستفي بوعدها هذه المرة أيضًا؟ وكيف تريد واشنطن تعويض إيران عن الأضرار التي سببها انسحاب الولايات المتحدة من مجلس الأمن الدولي حتى تتمكن إيران من الموافقة على مفاوضات مستقبلية؟

عند التفكير في هذه الأسئلة والمطالب يتضح أن الولايات المتحدة تنوي عدم تحمل أي مسؤولية عن الماضي وعدم تعويض خسائر الماضي ومن المخجل أنها تسعى إلى المطالبة بتنازلات من إيران أكثر مما كانت عليه في الماضي. لذلك يمكن القول إن الولايات المتحدة ليست مستعدة للتفاوض وأيضًا التفاوض مع الولايات المتحدة في هذا الموقف هو شر مطلق وخسارة غير مبررة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “جوان” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: