الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة13 نوفمبر 2020 08:46
للمشاركة:

كيف قرأت الصحف الإيرانية نتائج انتخابات الرئاسة الأميركية؟

تركّزت اهتمامات الصحف الإيرانية الصادرة خلال الأسبوع المنصرم (السبت 7- الخميس 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020)، على مناقشة نتائج انتخابات الرئاسية الأميركية وانعكاساتها المحتملة على الملفات العالقة بين طهران وواشنطن، لاسيما فيما يتعلق بعودة التفاوض حول الاتفاق النووي وتصدير النفط الإيراني.

صحيفة “اطلاعات” شبه الرسمية، نشرت مقالةً ضمن عددها الصادر يوم السبت 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، للكاتب علي رضا خاني، قال فيها، إن “الاعتقاد بأن الإدارة الأميركية المقبلة ستقوم بتخفيف القيود والضغوط الاقتصادية المفروضة على إيران دون أية شروط، هو تفكير ساذج”.

ونبّه رضا خاني إلى أن “الديمقراطيين في حكمهم للبيت الأبيض لن يتنازلوا بسهولة عن القيمة المضافة التي كسبها ترامب بفرضه العقوبات على إيران”، مرجحًا بناءً على ما سبق أن “تستمر الضغوط والعقوبات لفترة ليست بالقصية”، ما يجعله يدعو إلى الاعتماد على الطاقات والإمكانات الداخلية من أجل تجاوز هذه الأزمة.

من جانبها، نشرت صحيفة “رسالت” الأصولية، مقالةً ضمن عددها الصادر يوم الأحد 8 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، لنائب رئيس البرلمان الإيراني أمير حسين قاضي زاده، قال فيها  إن “الأدلة تظهر الهيكل السياسي وصنع القرار في الولايات المتحدة سواءً أكان بايدن أم ترامب، فهم يرون ويعتبرون أن إيران هي عدو وعائق أمام مصالحهم الإقليمية والأشمل من الإقليمية”.

وأضاف، أن “الولايات المتحدة تسعى لموازنة وضعها خارج حدودها وفي المنطقة وذلك من خلال خلق الانقسامات وإضعاف محور المقاومة وإكمال لغز الضغط الأقصى على إيران”، مستندًا على  هذه الرؤية ليدعو “لتبني سياسة الصبر والانتظار لمواجهة هذه السياسات العدائية للولايات المتحدة”.

أما صحيفة “شرق” الإصلاحية، فأجرت مقابلةً ضمن عددها الصادر يوم الاثنين 9 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، مع المدير العام لشؤون الشرق الأوسط في معهد “أف جي اي” لمستشاري سوق النفط والغاز إيمان ناصري توقع خلالها أن “يستغرق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن من أربعة إلى ستة شهور حتى يسمح لإيران بالعودة لتصدير نفطها”.

وأكّد، أن “بايدن إذا ما أراد بدء مفاوضات مع إيران، فعليه أن يفعل ذلك، لأن إيران لا تأتي إلى طاولة المفاوضات تحت الضغط الأقصى”، مشددًا على “ضرورة السماح لإيران بتصدير نفط يصل إلى مليون برميل يوميًا مثلما كان الوضع عليه زمن أوباما من أجل إحضار إيران إلى طاولة المفاوضات”.

صحيفة “كيهان” الأصولية، نشرت تقريرًا ضمن عددها الصادر يوم الثلاثاء 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، انتقدت خلاله الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الإيرانية مع الانتخابات الأميركية الأخيرة، جاء فيه أن “الحكومة تواصل اتباع نهج سلبي في انتظار وربط سبل عيش الناس بعبوس وابتسامات المسؤولين الأميركيين”.

وانتقد التقرير، إعلان مجلس الوزراء مساء الأحد مناقشة تطورات السياسية الخارجية، ومراجعة السياسات الاقتصادية والدولية الجديدة على ضوء تلك التطورات والموافقة عليها برئاسة حسن روحاني، حيث تساءل التقرير “هل يمثل وجود جو بايدن بدلاً من دونالد ترامب تطورات جديدة؟”، مشيرًا إلى أن “جو بايدن كان النائب الأول للرئيس باراك أوباما،  وهي نفس الإدارة التي مدّدت حالة الطوارئ ضد إيران رغم توقيع الاتفاق النووي وأيضًا  نفس الإدارة التي  كان رئيسها باراك أوباما الديمقراطي المهذب، والذكي، والذي وصف الشعب الإيراني بـ المتمردين”، وفق التقرير.  

بدورها، أوردت صحيفة “شرق” الإصلاحية، مقالة ضمن عددها الصادر يوم الأربعاء 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، للخبير في الطاقة علي رضا سلطاني، قال فيها إن “وصول جو بايدن إلى السلطة في الولايات المتحدة أدى إلى زعزعة أسس العقوبات الاقتصادية والنفطية الإيرانية”.

وأضاف أن العقوبات المكثفة والقاسية في العقد الماضي، أدت إلى كشف العديد من نقاط الضعف للنظام الاقتصادي الإيراني، إلا أنها وفرت الأرضية للسعي لإصلاح جزء (وليس كل) من الهيكل وإزالة الضرر والخطر”. وذكر رضا سلطاني أن “العقوبات دفعت الحكومة ووزارة النفط إلى تحفيز وطمأنة الشركات الإيرانية لمحاولة استخدام قدراتها في تنفيذ المشاريع التنموية  فضلاً عن تجميد حركتها لزيادة تنافسيتها وتقليل اعتمادها على الشركات الأجنبية”. موضحًا أن وزارة النفط وثقت في الشركات الإيرانية برغم مخاطر هذه السياسة الاستراتيجية.

كذلك، أجرت صحيفة “آرمان ملى” الإصلاحية، مقابلةً ضمن عددها الصادر يوم الخميس 12 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020، مع الدبلوماسي الإيراني بير محمد ملازهي، لمناقشة المخاطر المتوقعة على طهران في حال تنفيذ الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تصوره للحل في أفغانستان القائم على تغيير النظام إلى فيدرالي.

ملازهي أكّد، بأن “إعطاء السلطة المحلية في شرق أفغانستان لطالبان سيخلق صعوبات سياسية وأمنية لإيران”، مشددًا على ضرورة  أن “تكون طهران حذرة وتتصرف بحذر في هذا المجال لأن أي إجراء يمكن أن يكون له عواقب كثيرة”. كما دعا ا ملازهي إلى الاهتمام أكثر بالمناطق الشرقية من إيران التي تحاذي أفغانستان من أجل المساعدة في ضمان الأمن هناك.

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: