الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة12 نوفمبر 2020 06:45
للمشاركة:

صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية – التعامل مع أمن الحدود الشرقية بجدية

تناولت صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية، في مقابلة مع الدبلوماسي الإيراني بير محمد ملازهي، موضوع أهمية الحدود الشرقية لإيران وتأثيرها على البلاد بعد فوز جو بايدن بالانتخابات الأميركية.

بعد إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية ووصول جو بايدن إلى السلطة اشتدت همسات فدرلة الحكومة في أفغانستان مرة أخرى، وذلك لأن جو بايدن قد أيد مرارًا خطة الفدرالية في أفغانستان وأعلن أن طريقة إنقاذ البلاد تتم من خلال إيجاد حكومة فيدرالية.

أكثر ما يبرز هو أن المحادثات بين طالبان والولايات المتحدة اعترفت ضمنيًا بحكم طالبان في أجزاء من أفغانستان وأن الولايات المتحدة دون تنسيق مع الحكومة المركزية في أفغانستان قدمت وعودًا لطالبان بأنها ستقود البلاد إلى الفيدرالية ووعدًا بأن الجماعات الأفغانية والمجموعات العرقية الأخرى قد ترحب بها وأن العمل في الحكومة المركزية سيكون أكثر صعوبة من أي وقت مضى. وفي غضون ذلك  قد يكون تشكيل حكومة برئاسة طالبان على طول الحدود الإيرانية أمرًا يثير الكثير من الحساسيات في هذه الأثناء. لذلك أجرت الصحيفة مقابلة مع الدبلوماسي الإيراني السابق بير محمد ملازهي للإضاءة على الموضوع.

هل الفيدرالية هي السبيل لإنقاذ أفغانستان وهل سيتحقق ذلك؟

لا ينبغي اعتبار الفيدرالية تفككًا، ففي هذه الأثناء تواجه أفغانستان مهمة صعبة مع أربع مجموعات عرقية: البشتون والهزارة والطاجيك والأوزبك وهم أتراك. عدد الأعراق في أفغانستان أعلى من ذلك بكثير لكن هذه الأعراق الأربعة لها التأثير الأكبر. وتوصلت الولايات المتحدة في الأشهر الأخيرة إلى اتفاق مع طالبان يقضي بأن الأجزاء الجنوبية والشرقية من أفغانستان ستحصل عليها طالبان.

أقامت حركة طالبان حكومة محلية في هذه المناطق ولها نصيب في السلطة في كابول. لكن القضية بشكل عام هي ما إذا كان شرق وجنوب أفغانستان سيصلان إلى طالبان ففي غضون ذلك ستقول مجموعات عرقية أخرى إنه إذا تم منح مثل هذا الامتياز لطالبان فسنطالب بنفس الحق، فهم يعتقدون أنه ينبغي تقسيم السلطة وإدارتها فيدرالياً وإنهم يريدون تقسيم أفغانستان إلى أربعة أجزاء حتى يكون لهم نصيب في السلطة وفي الحكومة المركزية من خلال صياغة دستور جديد. لقد أثير هذا في الماضي وأثاره بجدية أحد نواب بدخشان في البرلمان الأفغاني واكتسب المزيد من المؤيدين اليوم لأنهم يعتقدون أن الفيدرالية يمكن أن تواجه احتكار طالبان وهذه الخطة تتعارض مع خطة قسم أفغانستان إلى نصفين،  وأن أفضل خطة لإخراج أفغانستان من الأزمة وتفكيكها هي أن تصبح دولة فيدرالية.

ماذا ستكون عواقب حكومة برئاسة طالبان على طول حدود إيران؟

طالبان جماعة أيديولوجية لها علاقات وثيقة مع باكستان والمملكة العربية السعودية وبطبيعة الحال عندما تتولى هذه المجموعة السلطة على طول حدود إيران فستكون هناك مخاطر. إن إعطاء السلطة المحلية في شرق أفغانستان لطالبان سيخلق صعوبات سياسية وأمنية لإيران فيجب أن تكون حذرًا وتتصرف بحذر في هذا المجال لأن أي إجراء يمكن أن يكون له عواقب كثيرة ويجب على إيران أن تولي اهتماما خاصا لهذه المنطقة.

كيف يجب أن ترد إيران على التغييرات في أفغانستان؟

يجب أن يكون لإيران تعاون متعدد الأطراف مع مختلف الجماعات الأفغانية من أجل إدارة هذه القضية. ففي أفغانستان كان الجهاديون في الشمال متعاونين جيدًا مع إيران في الماضي و”الهزارة” قريبون أيضًا من إيران بسبب معتقداتهم لكن إيران تحتاج إلى اتخاذ طرق محلية ودولية للبقاء في مأمن من المخدرات وغيرها من عوامل عدم الأمان. في الحقيقة إن شرق إيران ليس في وضع جيد من حيث الوضع  المعيشي والتطور وهناك الكثير من انعدام الأمن في هذه المناطق ويجب على إيران أن تتخذ خطوة إيجابية نحو ضمان أمنها من خلال تطوير هذه المناطق وأنه يجب أن يكون منظور التنمية على جدول الأعمال في شرق البلاد. إيران تمتلك القدرة على إزالة التمييز عن المناطق الشرقية من خلال توسيع الصناعة والاقتصاد في هذه المناطق. وعلى الساحة الدولية يجب على إيران تعزيز علاقاتها مع الطاجيك والأوزبك والهزارة الأفغان ففي وقت ما كانت هناك فجوة يجب سدها وتقوية العلاقات معهم فالعديد من هذه المجموعات كانت موجودة في إيران لفترة طويلة ولديها علاقات وثيقة.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “آرمان ملي” الإصلاحية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: