الجادّة: طريقٌ في اتجاهين
قراءة طويلة11 نوفمبر 2020 02:48
للمشاركة:

صحيفة “رسالت” الأصولية – وقف إطلاق النار في كاراباخ في ظل تقاعس الحكومة!

تناولت صحيفة "رسالت" الأصولية، في تقرير لها، موضوع نص الاتفاقية التي تم التواصل إليها لإنهاء النزاع بين أذربيجان وأرمينيا في كاراباخ، حيث اتهمت الصحيفة وزارة الخارجية الإيرانية بضعف الأداء في موضوع حل النزاع.

أخيرًا قبل رئيس الوزراء الأرميني باشينيان عرضًا رسميًا لوقف إطلاق النار من روسيا. أثار هذا الاتفاق حفيظة الشعب الأرميني وأفرحت الأذربيجانيين. وأظهرت صور احتجاجات الأرمن على خسارة الأراضي التي كانوا يحتلونها سابقًا على الأراضي الأذربيجانية، أن قرار باشينيان لم يكن يحظى بشعبية في بلاده.

وفق هذا الافاق، أعلن عن وقف كامل لإطلاق النار ووقف كامل للعمليات العسكرية في مناطق النزاع في ناغورنو كاراباخ في 10 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020. كما ستتنازل أرمينيا عن الأراضي التي احتلتها لأذربيجان في السابق.

إضافة إلى ذلك، سيتم نشر مجموعة من قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي، تضم 1960 عسكريًا و 90 ناقلة جند مدرعة و 380 مركبة ومعدات خاصة على طول منطقة تماس ناغورنو كاراباخ وعلى طول ممر لاتشين. وسيتم نشر قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الروسي بالتوازي مع انسحاب القوات المسلحة لأرمينيا. ستكون مدة نشر قوات حفظ السلام الروسية 5 سنوات، وسيتم تمديد هذه الفترة تلقائيًا لمدة 5 سنوات أخرى ما لم يعلن كل طرف عن نيته إنهاء هذا البند قبل 6 أشهر من انتهاء هذه الفترة.

من أجل زيادة فعالية عمليات الرقابة على تنفيذ الاتفاقات من قبل أطراف النزاع  سيتم إنشاء مركز مصالحة لرصد وقف اطلاق النار. وستسلم جمهورية أرمينيا منطقة كالبجار بحلول 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2020 ومنطقة لاتشين بحلول 1 كانون الأول/ ديسمبر 2020 وستمر عبر ممر لاتشين بعرض يصل إلى 5 كيلومترات.

وتنص الاتفاقية على أن المشردين سيعودون إلى ناغورنو كاراباخ والمناطق المجاورة لها تحت إشراف مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وسيتم تبادل أسرى الحرب وغيرهم من المعتقلين وجثث القتلى. وبالاتفاق بين الطرفين سيجري بناء محاور نقل جديدة لربط جمهورية ناختشيفان المتمتعة بالحكم الذاتي بالمناطق الغربية لأذربيجان.

لكن ما يهمنا هنا، هو أن الحكومة الإيرانية فشلت في المشاركة بإيجاد حل ولعب دورها الإقليمي. وحقيقة الأمر أن إبرام وقف إطلاق النار في ناغورنو كاراباخ حتى بدون مشاركة رسمية من إيران  يظهر التصرف غير اللائق وسلبية وزارة خارجيتنا في مواجهة هذه الأزمة.

على الرغم من أن وزارة الخارجية تدعي أنها أجرت العديد من المشاورات مع الطرفين (أذربيجان وأرمينيا) بشأن قبول وقف إطلاق النار وإحلال السلام بينهما (لصالح المنطقة)، يجب أن نؤكد أن جهاز سياستنا الخارجية ركز على التطورات الدولية إلى حد ما أدى إلى فقدانه الكثير. وركز معظم جهود هذا السلك الدبلوماسي، على التشاور مع جهات فاعلة مثل الاتحاد الأوروبي وحلفاء الولايات المتحدة وحتى واشنطن قبل رئاسة دونالد ترامب، إلا أنه فشل في المشاركة في اتفاق إقليمي يؤثر مباشرة عليه.

في الختام من الواضح أنه في مثل هذه الحالة، لا يمكن للجهاز الدبلوماسي في مواجهة الأزمات والانفجارات الموجودة مسبقًا، (مثل أزمة ناغورنو كاراباخ) الاستفادة بشكل أفضل من إمكانات بلدنا حتى لو في أوقات الأزمات، عبر التواصل مباشرة مع مسؤولي البلدان المعنية للدخول في مفاوضات.

إن المعلومات والآراء المذكورة في هذه المقالة المترجمة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جاده إيران وإنما تعبّر عن رأي كاتبها أو المؤسسة حيث جرى نشرها أولًا

المصدر/ صحيفة “رسالت” الأصولية

جاده ايران تلغرام
للمشاركة: